6 اسباب: وراء اخفاء الإعلام الرقم الحقيقي للضحايا العراقيين

تم نشره الجمعة 22nd تمّوز / يوليو 2011 07:15 مساءً
6 اسباب: وراء اخفاء الإعلام الرقم الحقيقي للضحايا العراقيين

المدينة نيوز - ندخل الان مرحلة مألوفة بعد حروبنا وهي مرحلة النسيان: نسيان حقائق الحرب المؤلمة. وبشكل رئيسي تجاهل ضحايا الحرب التي دمرت حياة العراقيين ومجتمعهم على مدى ثمانية اعوام .  وعملية النسيان هي سلوك اجتماعي وسياسي مارسته وسائل الاعلام الامريكية اثناء الحرب ولكن خصوصا الان ، فالاخبار النادرة التي تصلنا من العراق تقلل من أرقام الضحايا المدنيين العراقيين .  وسائل الاعلام الأمريكية الرئيسية تتفق


 على ان عدد الضحايا (عشرات الالوف) وبعضها يلحقه بتعبير (على الأقل) ولكن الجميع يتفقون على هذا الرقم الصغير في حين ان بعض مراكز البحث اتفقت على أن الرقم يتجاوز (مئات الألوف) . لماذا هذا الخفض في عدد الضحايا من قبل الاعلام الرسمي الامريكي؟
 
حتى لا يتجاوز الرقم ذلك الرقم الذي يعزى لعدد (ضحايا) الرئيس صدام حسين حين قيل انهم مئات الالوف، فعشرات الالوف من ضحايا الحرب لتخليص العراق من (صدام حسين) يجعل المسألة تستحق ذلك . وعادة يقول لك المؤيدون للحرب "ارقام الموت في سنوات صدام اعلى بكثير من السنوات التي تبعت التحرير. لقد اختفى في عهده مئات الألوف في المقابر الجماعية" ولكن اذا كان هذا ديدن مؤيدي الحرب من الجناح اليمين فما السبب الذي يجعل اعلام الصفوة يدفن قضية الضحايا ؟ هناك 6 اسباب لذلك:
 
اولا - الكثير من منابر الاخبار هذه وافقت على الحرب على العراق ولم تندم بعد ذلك وحتى لو اعترفت صحيفة بأن هناك خطأ في حسباباتها حول الحرب فإن الاعتراف بأن ادارة بوش احتالت على الرأي العام وان الخطأ تضاعف بخمسة ملايين لاجيء وربما مليون ضحية هو مالايمكن هضمه.
 
ثانيا - بذلت ادارة البيت الابيض في عهد بوش قصارى جهودها للنيل من مصداقية التقديرات العالية للضحايا وماكنة اعلام مردوخ قامت بدورها في محاولة تشويه دوافع المسوحات التي تقوم بها هيئات مستقلة كما حدث في تقدير معهد جون هوبكنز عن عدد الضحايا بما يزيد على 650 الف ، فقد وصف في حملة  صحيفة وول ستريت جورنال بان التقدير (مسيس) .
 
ثالثا  - الصحفيون نادرا ما ينغمسون بجدل تقني حول تقدير عدد الضحايا مفضلين كتابة تقاريرهم الصحفية عن الموت وكأنه خبر سياسي. الصحافة في حرب العراق كانت تميل الى التركيز على نقاط ضعف بوش و فوضى التنازع السياسي في بغداد وسرعان ما تمحورت التقارير الاخبارية حول الفتنة الطائفية ومشاهد انفجارات المركبات المفخخة واقتصرت التقارير حول منطقة بغداد لصعوبة التحرك خارج المنطقة ، في حين ان العراقيين (من خلال مدوناتهم والاستفتاءات) كانوا يقولون ان 80% من العنف بسبب الجيش الامريكي وظروف الحياة الصعبة. وهذا المنظور نادرا ماوجد طريقه الى وسائل الاعلام الرئيسية في الولايات المتحدة.
 
رابعا - في عهد بوش الجمهورية لم يقترب الديمقراطيون (باعتبارهم معارضة) من هذه القضية فقد كان القول بان اكثر الضحايا العراقيين قضوا على ايدي الجنود الامريكان يعتبر انتحارا سياسيا، لأنه بعد احداث  11 ايلول كان الجمهور متعطشا لوجود ابطال (بشكل جنود) وقد اسبغ عليهم تأليها غير مسبوق ..
 
خامسا - العنصرية: أغلب الحروب الامريكية منذ 1945 كانت في آسيا ، وكان ينظر للمحلييين بازدراء وعنصرية وهذا يفسر وقوع ضحايا بالملايين بدون اية محاسبة للقوات الامريكية .
 
سادسا - العامل النفسي وهو اقوى العوامل اعلاه. اننا نميل الى الاشاحة بأعيننا عن المناظر البشعة والمؤذية.  انها تقلق احساسنا بعالم منظم وعادل. ونميل الى التوهم ان هذه الفوضى والمذابح لا تحدث حقا وان كل شيء سيكون على مايرام في النهاية او ان المسؤول هم الضحايا انفسهم.(الكاتب جون ترمان - ترجمة عشتار العراقية   )


 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات