حضارة
في ندوة عقدت مؤخراً تحدثت فيها عن الحضارات، وقلت أن النموذج الغربي ليس جديراً بالاقتباس، وضربت مثلاً على ذلك بالمفاسد الشائعة لديهم ومنها الشذوذ وزواج المثل ...الخ.
انبرى للرد على بروفسور مغربي، وكان مما قاله أن الحضارة الغربية جيدةن ولا يجدر بنا أن نحكم عليها بهذه المفاسد.
لا أنكر حسنات الحضارة الغربية وما تقدمه من إنجازات صناعية وفنيّة للبشرية.
لكن الحضارة لا تقاس بهذه الإنجازات ولكن بالمضمون الإنساني والاجتماعي الذي يصدر عنها.
كما يقول أمير الشعراء:
فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا!
كل منجزات التكنولوجيا يمكن شراؤها أو تقليدها دون أي ضرر، لكن العادات والأخلاق هي التي تدمّر الحضارات والمجتمعات.
الحضارة الغربية المدمرة تنتقل الآن عبر الصوت، والصورة، والخبر.
لقد حدد "هوايت هيد" في "مغامرة الأفكار" الحضارة في خمس مرتكزات هي: الحقيقة، والجمال، والمغامرة، والفن، والسلام.
في أي ميدان تفوقت الحضارة الغربية، وأي هذه الميادين يستوعب المفاسد التي أشرنا إليها.
الأمر الآخر أننا لا نستطيع أن نكون انتقائيين إزاء الحضارة الغربية، فإذا قررنا قبولها فقد فتحنا لها الباب على مصراعيه، ودخل السيء قبل الحسن، والغث قبل السمين.
لهذه الأسباب مجتمعة تجدني ضد اقتباس الحضارة الغربية.
لا أخجل ن الدعوة للتمكين للحضارة العربية الإسلامية الصحيحة.
الدستور