وزيرة الثقافة تحاضر عن الرؤية التكاملية الشمولية للثقافة العربية
المدينة نيوز :- قالت وزيرة الثقافة هيفاء النجار، إن الثقافة العربية بأقانيمها وأقاليمها المتنوعة خضعت في تشكلها لعدد من التحديات التي يفرضها الموقع الجيو سياسي والوضع الاقتصادي والاجتماعي للإقليم وقضاياه الكبرى وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
ووفقا لبيان صحفي صادر عن الوزارة اليوم الأربعاء، لفتت النجار في محاضرة لها اليوم بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات بحضور السفير الأردني في قطر زيد اللوزي، إلى أن العلاقة مع المحيط الجغرافي والدولي، يمثل تحديات خاصة لدولة أو مجموعة من الدول العربية المتشابهة في ظروفها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وأكدت في المحاضرة التي حضرها عدد من المثقفين العرب وحملت عنوان "الرؤيا التكاملية الشمولية للثقافة العربية"، أن الثقافة العربية تتصل بالعروبة ليس بوصفها عرقا أو قومية بل بوصفها لسانا، تتوفر على قدر كبير من المشتركات، من بينها اللغة، والتاريخ المشترك، والعادات والتقاليد، والأديان، والقيم والأخلاق، ووحدة الإقليم والهدف والمصير المشترك.
كما أكدت في المحاضرة التي أقيمت في إطار معرض الكتاب الذي يقام بالعاصمة القطرية، الدوحة، وأدارتها الإعلامية آمال عراب من التلفزيون العربي، أهمية الحديث عن تصور عام مرن للثقافة الجامعة، يحترم الخصوصيات ولا يعبث بها، ويتيح لها حرية التفاعل الديمقراطي والاقتراب الحي من بعضها بعضا، وأن هذا التفاعل الإيجابي سينمو مع الزمن بحكم العيش المشترك تحت سقف المواطنة القائمة على التكافؤ في الحقوق والواجبات التي يقررها الدستور والقوانين النافذة بشكل عادل.
وقالت إننا معنيون بتلمس ملامح عامة لخطاب ثقافي عربي يعظم الحريات لجميع المكونات الاجتماعية، ويكرسها ويقوننها من غير ضرورة للانسياق في ركاب الليبرالية الجديدة المفرطة التي تمخضت واقعيا عن تحرير رأس المال أكثر من حرصها على تحرير الأفراد.
ولفتت النجار لأهمية تنمية القدرة لدى الأجيال القادمة على إدارة الاختلاف والتنوع بالشكل الأمثل، داعية إلى ضرورة الإيمان بأننا جزء من هذا العالم نتأثر بما يمر به من مراحل ثقافية وحضارية. كما دعت إلى بناء المؤسسات الديمقراطية، وتعزيز حضورها في جميع قطاعات المجتمع. وأكدت ضرورة تعزيز ثوابت الفكر الإنساني المستنير بما يعزز النظرة الإيجابية وثقافة الأمل نحو المستقبل، وما يتصل بذلك من قيم الخير، والحق، والجمال، والعدل، والحرية والتسامح واحترام الآخر، من خلال روافد بناء الثقافة كالتعليم والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني.
وقالت النجار إن العروبة تمثل لسانا وتاريخا طويلا من العيش المشترك، وليست فقط عرقاً أو قومية مغلقة، وإنما هي كيان إنساني مرن قادر على استيعاب جميع المكونات البشرية المنضوية تحت لوائها، وأن الضامن لتماسك هذه الأمة يتجلى في وحدة المصير والهدف والرسالة، وتعزيز عناصر التكامل العربي على المستويات الاقتصادية والعلمية والاجتماعية.
--(بترا)