اترك الصنعة للصانع
في حقيقة الشيء لا يعلمها إلا الشخص ذاته، فهو بمفرده يعلم ما يجول في في داخله من شوائب، أو صور مبنية مكسورة على شكل هيئة إنسان، أو حتى نور معاكس لشيء تظنه ملهم بالأمل المحتضن، الذي من الممكن أن تشعر بشيء أنت تسير نحوه.
في الحقيقة في بعض اللحظات تهطل عليك الأخبار الجميلة التي لا تكاد تسعك من شدة الفرحة المعتصمة في داخلك، لكن تكون مجسمة على شكل قالب مستطيل، تتمحور أنت بداخله، لا يمكنك الخروج منه في مختلف الأحيان ،ولا يمكنك صنع قالب أكبر حتى تتسع تلك الفرحة إلا بشقاقٍ متعب، مرهق الجسد، لا تستطيع إخراج العمق الذي بداخلك، حتى لا يتشقق ذلك الشقاق الذي دخلت بهِ. ليس بيدك، ليس من شأنك، لم يكن الثمر طيب طعمه لهذه الدرجة، لقد كانت تملؤه المرارة المحتصرة بداخله. ليس الثمر بمفرده بداخله مرارة يا أصدقاء...فقد يوجد في بعض الأشخاص مرارة تفوق الخيال، تفسد طعم الفم، تتخللها العديد من الصفات السيئة البغيضة، سيئة الجانب، مترعرعة الآفاق، مموجة في داخلها الغموض، متخفية تحت أقنعة رفيعة المستوى لا يمكن حصرها. النهاية... إن لم تكن عالماً بما تصنع، فأترك الصُنع للصانع.
حمزة الوحيدي