استئناف الحرب على غزة
لتستعد الجامعة العربية ووزراء الخارجية العرب للتحضير لقمم عربية جديدة ومبادرات جديدة واستقطابات دبلوماسية وانقسامات متوقعة ومصالحات انتهت صلاحيتها ، ولتستعد الشعوب العربية لبدء المسيرات والمظاهرات وابتكار ادعية جديدة علها تجدي نفعا في وقف العدوان الجديد المتوقع .
خاطىء من ظن ان القمم العربية والمبادرات وغيرها من الطروحات البريئة كان لها أثر في وقف العدوان السابق ، وواهم من ظن ان قذف بوش بالحذاء أو المشاركة في المسيرات والمظاهرات شكل ضغطا في وقف العدوان ، وكل من تابع الاحداث يعلم ان ادارة اوباما الجديدة ارسلت للدولة العبرية مفاده ان يوم تنصيب اوباما سيظهر على شاشات العالم كافة ولن يكون للدماء مكان فيه ، وبالنتيجة تم ايقاف اطلاق النار والانسحاب على عجل من القطاع.
سيبدء التسخين للحرب القادمة اعلاميا من حيث قيام اسرائيل حاليا ببث مئات الرسائل الاعلامية الى العالم عن استمرار تهريب الاسلحة عبر الانفاق وقد استجابت الادارة الجديدة لاوباما لهذه الرسائل وانتقدت وزيرة الخارجية الامريكية الجديدة هيلاري حماس وطالبتها بوقف تهريب الاسلحة وهذا هو الضوء الاخضر الامريكي.
من المؤشرات الاضافية على قرب تجدد القتال عدم انسحاب الجيش الاسرائيلي الى مواقعه السابقة قبل الاجتياح الاخير وبقائها مرابطة داخل مناطق في القطاع وعلى اطرافه ، اضافة الى فشل المبعوث الاسرائيلي الى القاهره ومندوبي حماس من التوصل الى اتفاق تثبيت وقف اطلاق النار، واستمرار تسجيل اعداد من الشهداء.
ماذا يمكن للعرب ان يفعلوا ؟ من المعلوم ان وزراء الخارجية العرب واتباعهم من الدبلوماسيين قد اعتادوا على التعاطي مع القضايا العربية الكثيرة وبالنتيجة فهم يعرفون ما هي الحلول المضمونة للصراع العربي الاسرائيلي وبما ان بعض الظن اٍثم واغلبه ليس اٍثم فانهم يتجنبون الحل المضمون لاسباب تاريخية سلبية لم يتم تفسيرها للشعوب العربية حتى الان.
ان دور الجامعة العربية في الحرب الاخيرة لم يكن على قدر الحدث ، فقد دعت عدة دول عربية الى عقد قمة طارئة وحدث ما حدث من فرقة ومصالحة وتجاذب وتنافر وغيرها من السلبيات ، والمطلوب ان تبادر.