استهداف لن يتوقف للملك
سلسلة طويلة من المزاعم والتسربيات التي لا تدعمها سوى التكهنات وتقارير قديمة غير دقيقة تطال الملك عبد الله الثاني، وغالبا ما يعاد إنتاج نفس التقارير القديمة لكن بحلة جديدة.
سلسلة مستمرة وستبقى تتسرب كل فترة وأخرى إلى وسائل الإعلام بشكل ممنهج وعلى أجزاء لهدف واحد، وهو إفقاد الملك مكانته الدولية وشرعيته لدى أبناء شعبه.
من بين ملايين الأثرياء في العالم وعشرات الأسر الحاكمة في عدة دول في هذا العالم، وبين الآلاف المؤلفة من السياسيين والحكام في شتى بقاع الكرة الأرضية يبقى اسم الملك عبد الله يتردد في كل شاردة وواردة في الإعلام الغربي.
وكلما لاح في المنطقة مشروع سياسي جديد ووضع إقليمي لاهب ومضطرب، ومخاض دولي لإعادة ترتيب التحالفات والمصالح يخرج علينا تقرير في الصحافة الغربية يتحدث عن ثروة الملك وأحيانا أرفاق اسم الملكة بالموضوع.
أخر هذه التقارير عبارة عن مزاعم عدة صحف غربية استقت مادتها الصحفية من نفس المصدر، وأخرجت الأرانب والأوراق اللعب من قبعة الحاوي نفسها، التقارير الجديدة (القديمة) تشير إلى أن الملك استفاد من ستة حسابات في بنك "كريدي سويس" السويسري، على مدار الأعوام الماضية.
وهو ما نفاه بنك "كريدي سويس" مؤكدا أن "أكثر من 90 بالمئة من الحسابات المعنية أقفلت الآن".
الصحافة الغربية تلقت ردا من محامي الملك أكد فيه أن بين ستة حسابات، يوجد واحد فقط فعال حاليا، وإن جزءا كبيرا من الأموال يستخدم في مبادرات تصب نهاية المطاف في صالح الشعب الأردني.
ونقل عن محامي الملك والملكة، قولهم إن موكليهم لم يرتكبوا أي مخالفات، أو تجاوزات في تكوين ثرواتهم.
وأضاف المحامون أن ثروات الملك وأمواله في المصارف السويسرية تتوافق مع قوانين الضرائب، وأن نسبة كبيرة من أمواله في هذه المصارف ورثها عن والده الملك الراحل الحسين بن طلال.
ويعفي الدستور الأردني ملك البلاد من دفع الضرائب داخل المملكة، وبالتالي لا يحتاج إلى مصارف خارجية وملاذات أمنة.؟
الحديث عن ثروة الملك لن يتوقف، فالأردن وسط محيط ملتهب وتوشك الحروب السياسية والعسكرية أن تقع في أية لحظة، كما أن تبني الملك شخصيا موضوع القدس والمسجد الأقصى يضعه في دائرة الاستهداف أكثر من أي حاكم أخر.
لذلك الأفضل لنا أن نتوقف عن مطاردة الساحرات، وجنيات الليل، ونركز أكثر على إصلاح كل الملفات وتدعيم جبهتنا الداخلية، وحل مشاكلنا الاقتصادية في مقدمتها قضية البطالة المقلقة التي تكمن فيها كل المتاعب.
الحديث حول هذا الموضوع لا طائل من ورائه ولن يقدم ولن يؤخر، من يحب أن يصدق كل ما يخرج من الإعلام الغربي لن يردعه إي نفي للمعلومات، ومن يصم أذنيه عن كل هذا الهراء لن يتحرك قيد أنملة باتجاه ما ينشر في لندن وفي نيويورك وواشنطن، وسيبقى يستمع للصوت القادم من عمان.
السبيل