من برج المراقبة ما يجري في سوريا محرد ازمة طارئة
عندما علمت ان زعيم تنظيم القاعدة الجديد الذي جاء خلفا للزعيم الأصل والمؤسس للتنظيم وهو من مؤسسي تنظيم القاعدة ويشكل اليد اليمنى للزعيم أسامه بن لادن رحمه الله وهو الشيخ أيمن الظواهري الذي طالما استمعنا اليه في ظل غياب إبن لادن عن الساحة الإعلامية العالمية كما عودنا على ذلك في تقديم تحليل للوضع السياسي والعسكري على الساحة العربية والإسلامية والعالمية عامة والأمريكية والغربية خاصة ، وكثيرا ما غاب أو غيب عن الساحة الإعلامية مما أثار في الكثير من الأحيان التكهنات والاستنتاجات بشأن حياته او مرضه ، او حتى وفاته ، وكان الظواهري يتولى الحديث عنه في الشؤون التي يرى الزعيم انه لابد من الحديث عنها وإثارتها في الوقت المناسب ، وبما ان خطاب الظواهري هو الأول من نوعه منذ مقتل الزعيم إبن لادن لذا حرصت على ان لاتفوتني فرصة الاستماع إليه ، وكنت أطمح ان أجد تغييرا ولو بسيطا في سياسة التنظيم ، وتحدث الظواهري ويا ليته بقيّ صامتا ولم يتحدث فبعض العرب ينظرون الى تنظيم القاعدة نظرة تتميز بالتقدير والاحترام كونه أولا تنظيم إسلامي يقارع الدول الصليبية ويركز جهوده على معاداته للأنظمة التي يعتبرها معادية للعرب والمسلمين وخاصة أمريكا وبريطانيا والدول الغربية الإمبريالية والتي تقف موقفا سلبيا من القضايا العربية والإسلامية عام والقضية الفلسطينية خاصة ، اعتقدت ان الظواهري في كلمته الأولى للعالم وقذ اصبح الزعيم الذي لامنافس له على زعامة التنزيم سيقول كلاما غير مسبوق في تاريخ تنظيم القاعدة التي لم تحرك ساكنا منذ ان اوجدتها أمريكا لمقارعة الروس في أفغانستان منذ اكثر من ثلاثين عاما ونجحت أمريكا بعل تنزيم القاعدة بتحرير افغانستان من الروس ، وكان أسامه بن لادن وتنظيمه ينتظرون مكافأة ثمينه من امريكا ، ولكن شاهدنا ماذا حل بهذا التنظيم على يد صانعيه الأمريكان بعد تفجيرات واشنطن في الحادي عشر من أيلول من عام الفين وواحد م ... نعم كنت اعتقد ان ما سيبوح به الظواهري مغر جداً، بل يمكن ان يعتبر نقطة تحول تاريخية في مسيرة تنظيم القاعدة، الذي لم يتفرغ يوماً لقتال الانظمة العربية والإسلامية مركزا جهده على محاربة الدول الصليبية كما اسلفت ، ، لكنه بات يفكر الآن بالانخراط في الثورات الشعبية العربية، ويخاطب الثوار العرب، وغالبيتهم الساحقة من المناهضين لاعتماد الشريعة الاسلامية والمنادين بالدولة المدنية الديموقراطية، كما يعارض اكثر من 99% منهم استخدام سياسة القاعده في استخدام العنف والقوة .
في كلمته الأولى كزعيم لتنزيم القاعده أكد الظواهري بالقول وحسب انه كان يتمنى ان يكون معهم في هذه اللحظات، لولا ان الحرب مستعرة في افغانستان وباكستان.
زعيم التنظيم الدكتور ايمن الظواهري، قرر فجأة أن يخصّ الثورة السورية بالذات بعرض سخي،وعلني يتخطى الجهد الحثيث الذي يبذله التنظيم في التخريب على الثورة اليمنية، من خلال ما يكسب النظام اليمني وقتاً ثميناً للبقاء في السلطة والدفاع عن وظيفتها الامنية الحيوية للاميركيين والغرب عموماً.
المعروف ان الشيخ الظواهري يعي تماما ان نتنظيمه " تنظيم القاعدة "لاوجود له في سوريا والأردن ولبنان أو في فلسطين ، وتمنياته التي تضمنتها رسالته الموجهة الى ثوار سوريا في ان يكون بينهم.هذه الأماني ليس لها معنى حقيقي وانه لم يكن يعني الخروج معهم في تظاهراتهم النهارية او حتى الليلية. ليس فقط لانه يخشى على نفسه او على خلاياه من القتل او الإعتقال ، وهذه الخلايا الضعيفة والقليلة العدد والعده والتي دست خلال الأشهر الأربعة الماضية والتي تسعى الى خلق الفتنة وإيقاع المزيد من قتل الأبرياء ورجال الأمن والجيش العربي السوري وتدمير الكثير من مقدرات الشعب السوري وإلحاق ألأذى بالمؤسسات الرسمية والشعبية التي يتمكنون من الوصول اليها خلسة وتحت جنح الظلام كما هو الحال بالنسبة لتخريب سكة حديد القطار الذي كان يحمل حوالي اربعماية وثمانين شخصا لولا عناية الله سبحانه وتعالى لقضيّ عليهم جميعا ولكن القدرة الإلاهية حمتهم من الموت ، وقيام من يدعون انهم ثوار ويريدون تحرير سوريا بتفجير انبوب للبترول يعود للشعب السوري يقع بالقرب من نهر يسقي العديد من المزارع العائده لمزارعين سوريين في المنطقه ، ومثل هذا التفجير يؤدي الى تلويث مياه الري بالمنطقة ويدمر المزروعات مما يلحق الأذى بالمزارعين فيها .
ترى ماسبب امنية الظواهري الحقيقية في ان يكون مع أعداء سوريا والقاصي والداني يعلم جيدا ان تنظيم القاعده لم ولن يشارك يوما من الأيام في تحركات سلمية الطابع كما يريد لها الشعب السوري ان تجري من أجل تحقيق الإصلاحات المطلوبة والتي اكدت القيادة السورية بأحقيتها وأصدرت القرارات الكفيلة بتحقيق مطالب الشعب وزيادة وأنها موضوعة على قائمة التنفيذ التي بوشر بتنفيذها من قبل اللجان المخولة بالتنفيذ دون أي معوقات او تأخير لما لها من أهمية ولإيمان القيادة السورية والمسؤولين والجماهير السورية بأهمية الإسراع بالتنفيذ . مسيرة الإصلاح والتغيير الجارية في سوريا تجد من يعمل على عرقلتها ووصع العراقيل في طريقها من أمثال " الشيخ " عدنان العرعور أحد اهم اصحاب الإطلالات الحربية الجنونية لم تخرقها حتى الآن سوى بعض الحوادث الفردية ذات الدافع الانتقامي.. ولم تشوّهها حتى الآن سوى بعض الاطلالات الجنونية لمشايخ الحرب الاهلية والفتنة المذهبية التي تلحق ضرراً بالغاً بسوريا كلها.
وكما اسلفت فإن تنظيم القاعدة لا يتمتع في سوريا والدول العربية المجاوره بشعبية تزيد عن شعبية العرعور ، الذي تنبذه غالبية المعارضة السورية وتخجل منه، لكنه ومن معه استفادوا كثيراً من المظاهرات الشعبية التي انطلقت مطالبة بالإصلاح والتغير مستغلين اعدادا من اهالي المناطق المعدمة في بعض المدن السورية واشراكهم في المسيرات الشعبية دون معرفتهم بحقيقة الأهداف التخريبية المنوي القيام بها من خلالهذه المسيرات السلمية التي صارت اعداد المشاركين فيها تتجاوز الآلاف،الرافضة لإحتواء ذلك الصوت المدمر.
تأتي رسالة الظواهري بهدف دعم العرعور ومن على شاكلته والتي يمكن ان تكسبه رسالة الظواهري وعرضه المؤثر زخماً اضافياً، ما يزيد من توتر الأوضاع الأمنية ، ويعرقل مسيرة التغيير والاصلاح السلمي في سوريا ، معتقدا انه يمكنه من خلال وضع قدمه وتنظيمه المشبوه في سوريا والدول المجاورة من تكرار اللعبة التي بدأها في العراق ولم يحقق شيئا سوى المزيد من ذبح الشعب العراقي وتعميم سياسة الإجرام والقتل وتأجيج الطائفية البغيضة في عموم مناطق العراق وبين العراقيين جميعا .
سوريا ليست كالعراق ..ولن تنجر الى تجربة القتل والذبح على الهوية ولن تتكرر التجربة العراقية فيها ابدا فالقيادة السورية تعي تماما الى اين هيّ ذاهبة وكذلك الشعب السوري المناضل والقوي بإرادته الوطنية والقومية الصلبة والتي لاتتزعزع ، والتي تعي انها تحمل لواء الممانعة والمقاومة في وجه الإمبريالية الأمريكية والأطماع الإسرائيلية الصهيونية ليس في المنطقة فحسب بل في كل مكان ، وتعي جيدا ان أي إخلال في وحدة سوريا ومنعتها وتضامنها اللامحدود مع لبنان والقوى العربية والإسلامية الرافضه لسياسة الأمبريالية الأمريكية والإسرائيلية والغربية الهادفة الى إخضاعنا الى هيمنتها والتحكم بنا من خلال فرض سيطرتها على المنطقة بالكامل .
ان هذا الوعي والوحدة والتضامن لم ولن يمكن أمريكا وإسرائيل الصهيونية من فرض سيطرتهم على احرار العرب والعالم حتى لو إجتمع من حولهم جميع العراعير ومن يتبعهم او يوءيدهم ويرعاهم في العالم من أمثال الظواهري الذي عمل منذ سنوات طويلة ليصل الى زعامة تنظيم القاعده الذي فقد اهميته خارج افغانستان والباكستان وبعض الدول الضعيفة والمنقسمة على نفسها .
على الظواهري والعرعور ومن هم على شاكلتهم البحث عن اماكن أخرى ينفثون سمومهم فيها بعد ان تكشفت خططهم وألاعيبهم ومقاصدهم السلبية بحق سوريا والشعب السوري والشعوب العربية في المنطقة بكاملها ، وليعلم هؤلاء جميعا ومن يدعمهم في السراء والصراء ان سوريا ستبقى عصية عليهم وعلى مؤامراتهم مهما تعاظمت بإذن الله ، وأن ما حدث ويحدث في سوريا ليس سوى ازمة طارئة لاتلبث ان تزول ان شاء الله ..