عنصرية اوروبا
الذي تابع ما يجري للمهاجرين العرب والأفارقة في اوكرانيا على الحدود البولندية يستذكر كيف أن هذه الحدود هي نفسها التي تصدت بكل وحشية للمهاجرين أنفسهم قبل أسابيع ، عندما تم منعهم من عبورها باتجاه اوروبا الغربية ، مع ان وجهتهم لم تكن بولندا ولا شرق أوروبا ، وقد قمعوا قمعا دنيئا هم ونساؤهم واطفالهم وبعضهم مات بردا .
نفس السيناريو يحدث الآن على الحدود البولندية للعرب والأفارقة الذين يفرون من الغزو الروسي ، وللمفارقة ، فإنه يتم توزيع حتى ألعاب الأطفال على اللاجئن الاوروبيين من أوكرانيين وغيرهم بينما لا يمنح العرب والأفارقة شربة ماء ، ما اثار حفيظة المنظمات الدولية التي طالبت بأن يعامل الجميع سواسية ولكن :
بكل وقاحة ، قال محسوبون على هذه الدول ومسؤولو منظمات محلية : " إن المعاناة التي يتعرض لها ذوو العيون الزرقاء أمر فظيع ، إنهم أوروبيون ومن حقهم التمتع بالحماية والرفادة " .
لا غرابة في ما يجري ، فلا زالت ملء السمع والبصر صور تدمير روسيا للمدن السورية في حلب وغيرها وتشريد ملايين اللاجئين بتواطؤ وصمت اوروبي ، وها هي آثار أفعالهم في العراق وافغانستان وغيرهما بادية للعيان .. !.
مرة أخرى تكشف اوروبا عن وجهها الحقيقي القميء ، ذلك الوجه الذي طالما تنضر على دماء الشعوب المستعمرة ، عربا وغير عرب ، ولأن خير الكلام ما قل ودل ، فإن أوروبا الشقراء وذات العيون الزرقاء فقدت احترامها بعد هذه الممارسات العنصرية الكريهة ، وهذا ليس تعليقا من كاتب هذه السطور بل من قبل منظمات دولية رفعت صوتها وطالبت الأوروبيين الذين سبق وقسموا العالم ودمروه بأن يزنوا بالقسطاس المستقيم مع كل المهاجرين دون النظر للون أو الجنس او العرق أو الدين ، ولكن أوروبا المتعنصرة والخائفة والضعيفة والعجوز ، لا يمكن أن تخرج من جلدها...!.
جى بي سي نيوز