ليست رصاصة طائشة بل هي رصاصة قاتلة

تم نشره الأربعاء 16 آذار / مارس 2022 12:08 صباحاً
ليست رصاصة طائشة بل هي رصاصة قاتلة
رمزي الغزوي

سرني أن فريق التحقيق الخاص في مديرية الأمن العام والمشكل لمتابعة التحقيقات في حادثة مقتل شاب في السابعة عشرة من عمره برصاصة «طائشة» قبل أيام في حي نزال في عمان، تمكن بعد جهود كبيرة من تحديد هوية مطلق النار من إحدى الأعراس في جبل الجوفة، وإلقاء القبض عليه، وضبط السلاح المستخدم.

هذا الشاب البريء فقدنا مع كثير من الألم، فقط لأنه صدف أن كان في موضع سقطت فيه رصاصة شخص أشهر مسدسه في الهواء وأطلق رصاصاته فرحاً، غير آبه أنه صنع ترحا ووجعا وحزنا في جبل قريب منه.

في هذا الحادث الموجع سنتذكر مآسي كبرى عشناها جراء هذا التخلف الذي ما زال مسيطرا على عقول بعضنا، دون أدنى اتعاظ أو مخافة قانون، أو رجاحة منطق. سنتذكر الطفلة جود، التي اغتيلت قبل بضع سنوات برصاصة قاتلة وهي تلعب في باحة منزلها، الطفلة سلمى ابنة السنتين حين دهمتها رصاصة قاتلة وهي في أكثر الأمان آمانا: حضن أمها. وسنتذكر غيرهم وغيرهم ونترحم عليهم.

لو أن القانون لدينا طبّق بشكل حقيقي صارم على كل من يجرؤ على إطلاق النار في المناسبات لما ظل البعض منا يشهرون أسلحتهم، ويطلقون رصاصاً يسقط فوق الرؤوس موتاً متعمداً. لماذا لم تتوقف هذه العادة؟.

نحن للاسف لا نتضامن اجتماعيا وعاطفيا مع هؤلاء الضحايا. بل ننساهم بسرعة. فيوم مقتل الطفلة جود تمنيت لو أن نخرج بشموع نجوب ليل المدينة منددين بالمجرم الذي أطلق طرطرات فرحه لثقب رؤوسنا. ويومها قلنا إنه قاتل متعمد؛ نعم متعمد؛ لأنه يعرف أن رصاصته ستعود إلى الأرض بذات سرعتها، وحتما ستقتل من يكون في موضع سقودها.

نحن قتلنا هذا الشاب بشكل أو بآخر، كما قتلنا العشرات ممن استقرت رصاصات الأفراح في رؤوسهم ونحورهم. لأننا لم نقضِ على هذه الظاهرة البغيضة من جذورها. تهاونا وتساهلنا مع من لا يستطيعون أن يقيموا أفراحهم ونجاحاتهم إلا بإطلاق الرصاص القاتل. حياة إنسان تعدل في ميزان الخالق حياة الناس جميعا. ولكنها في عرفنا لا تعدل إلا فنجان قهوة.

أطالب أن يتم تغيير مصطلح: (رصاصة طائشة) واستخدام مصطلح (رصاصة قاتلة) بدلا منه، فهي لم تخرج من سبطانة المسدس؛ إلا لتقتل وتصنع الترح.

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات