أكاديمي يهودي يقترح حل الصراع بكونفدرالية إسرائيلية- فلسطينية- أردنية
المدينة نيوز :- يقترح أكاديمي يهودي تسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي الآن من خلال تأسيس كونفدرالية إسرائيلية- فلسطينية- أردنية.
وتم نشر تفاصيل الحل المقترح بالكامل على الإنترنت من قبل منظمة الشؤون العالمية (وورلد أفيرز). ويؤكد البروفيسور ألون بن مئير، أنه بعد 73 عاما من الصراع، وبغض النظر عن التغييرات العديدة على الأرض والرياح السياسية التي اجتاحت الشرق الأوسط والعنف المتقطع بين إسرائيل والشعب الفلسطيني، لن يتخلى الفلسطينيون عن تطلعاتهم لإقامة دولة.
ويرى بن مئير أنه في نهاية المطاف، يظل حل الدولتين هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء النزاع.
حقائق على الأرض لا رجعة فيها
ينبّه بن مئير لوجود اختلاف بين إطار عمل السلام الذي نوقش في التسعينات، وبينه في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ويقول عن التحولات وعن عناصر الصراع والحل: “كان التركيز على إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة مقابل الوقت الحاضر هو أنه قد تم إنشاء العديد من الحقائق الجديدة التي لا رجعة فيها: على وجه الخصوص تداخل المستوطنون والفلسطينيون في الضفة الغربية والقدس وإسرائيل مع بعضهم البعض، مكانة القدس، حيث لكلا الجانبين انتماء ديني فريد من نوعه، المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية التي يجب أن تبقى غالبيتها في مكانها، مخاوف الأمن القومي المتشابكة للإسرائيليين والفلسطينيين، واللاجئون الفلسطينيون الذين يحتاجون إلى إعادة توطين، و/ أو تعويض”.
الظروف الحالية ليست مستدامة ويمكن أن تجعل الصراع مستعصيا وقابلا للانفجار
يتابع بن مئير في تصوره: “يقودني هذا إلى الاعتقاد بأن الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية، المستقلتين، يمكن أن تتعايشا بسلام وأن يتم استدامتهما فقط من خلال إنشاء كونفدرالية إسرائيلية- فلسطينية ينضم إليها الأردن لاحقا، الذي له مصلحة وطنية جوهرية في حل جميع القضايا المتنازع عليها بين إسرائيل والفلسطينيين.
ويرى الباحث اليهودي أنه من أجل تحقيق هذه الغاية سيتعين على جميع الأطراف التعاون بشكل كامل ودائم على العديد من المستويات التي تقتضيها الظروف المتغيرة المذكورة أعلاه على الأرض، والتي لم يعد من الممكن إعادة معظمها إلى الوضع السابق. وبالنسبة له هناك نوعان من الحقائق الهامة التي توفر الأساس المنطقي وراء هذا الاقتراح: أولاً، خلافا لوجهات النظر التي تتبناها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بما في ذلك حكومة بينيت، فإن الظروف الحالية ليست مستدامة ويمكن أن تجعل الصراع مستعصيا على الحل بشكل متزايد وقابلا للانفجار مع تراجع الإمكانيات لكلا الجانبين. ثانيا، تشعر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية، أن الصراع المستمر يغذي التطرف ويزعزع استقرار المنطقة ويسمح للقوى الخارجية مثل إيران والجماعات المتطرفة باستغلال الوضع ، وكل ذلك يقوض بشكل خطير مصالحها الجيوستراتيجية. ومع ذلك، يعتقد بن مئير أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق حول إنشاء كونفدرالية واستمراره ما لم تسبقه عملية مصالحة مدتها 5-7 سنوات. ولذا فهو يعتقد أنه يتعين على الأطراف الثلاثة الاتفاق منذ البداية على أن مثل هذه العملية ستؤدي في النهاية إلى إنشاء كونفدرالية إسرائيلية- فلسطينية- أردنية.
ست ركائز للحل المقترح
يرتكز هذا الاقتراح على ست ركائز أساسية تجعل الكونفدرالية الخيار العملي الوحيد لتحقيق السلام والأمن الدائمين بحسب بن مئير، الذي يقول إنّ أهم هذه الركائز تداخل الشعبين. ويعتبر بن مئير أن حقيقة أن الإسرائيليين والفلسطينيين متداخلون مع بعضهم البعض، ومترسخون في أماكن إقامتهم الحالية، التي تجعل من المستحيل ببساطة الفصل بينهم جسديا. كما يقول إن هناك ما يقدر بـ2.77 مليون فلسطيني و400.000 مستوطن في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهناك ما يقرب من 330.000 فلسطيني و215.000 إسرائيلي يعيش معظمهم في الأحياء اليهودية بعد عام 1967 المحيطة في القدس الشرقية.
لا مفرّ من قيام دولة فلسطينية
وفي مقال سابق، قال بن مئير: “سوف يدرك كلّ إسرائيلي عاجلا أم آجلا، أن إقامة دولة فلسطينية هي الطريقة الوحيدة التي يمكن لإسرائيل من خلالها حماية ديمقراطيتها واستقلالها وأمنها القومي وهويتها القومية اليهودية”، محذرا من أن رفض قيام دولة فلسطينية يتحدى وجود إسرائيل كما نعرفه.
كما قال إن استمرار الإجماع الدولي الداعم لإقامة دولة فلسطينية لا يؤدي إلا إلى تعزيز عزم الفلسطينيين على عدم التخلي عن سعيهم إلى إقامة دولة خاصة بهم. وأضاف: “فبعد أن حافظوا على هذا الموقف لأكثر من سبعة عقود، ليس لديهم أي سبب لقبول أي شيء أقل من ذلك، بغض النظر عن التغييرات الهائلة على الأرض. سيستمرون في الانتظار والانخراط في أعمال عنف متفرقة وحروب صغيرة كما رأينا ذلك مرارا وتكرارا، بغض النظر عن الخسائر الفادحة في الأرواح والدمار. وعلى أية حال، إلى جانب الإجماع الدولي الثابت على دعم الدولة الفلسطينية، فإن على إسرائيل أيضا التزام أخلاقي وعملي من أجل حلّ نزاعها مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين”.
القدس العربي