روح الكرامة ..
ما أشبه ظروف اليوم بالأمس، ولو توارت خلف المعاهدات والاتفاقيات التي سبق لكثيرين أن نقضوها في لمحة عين.. كل التحديات تتضخم وتتناسل، وتتبجس من ثناياها رؤوس الشياطين، وما زال الأردن حرا مستقلا صامدا بحمد الله، وبتفاني أبنائه في الذود عنه، وبحكمة وحنكة قيادته التاريخية الأصيلة.
عام 1968 وفي مثل هذا اليوم، تم الدفاع عن المملكة، وتفانى رجال القوات المسلحة في الذود عن الحدود الغربية، ولدينا قائمة شهداء، أفذاذ، وقصص محكية عن بطولات حدثت خلال 16 ساعة من المواجهة مع جيش الإحتلال الإسرائيلي المجرم، واندحر الغازي الآثم بعد ان ترك جثث جنوده وآلياتهم المحطمة..
تلك 16 ساعة قهر خلالها رجال القوات المسلحة «الجيش العربي» الجيش الذي قيل زورا بأنه لا يقهر، ولم تتكرر التجربة منذ 54 عاما، ولن تتكرر ما دامت روح الكرامة حية فينا.
في كل الأعوام والخطر مستمر ولم ينته، وهذه حقيقة نعيشها ونقتنع بها جميعا، وفي السنوات الأخيرة ظهر خطر المؤامرة على الأردن الصامد، ولو لم تكن الحنكة والحكمة حاضرتان في ذهنية وعقلية القائد، لوجدنا أنفسنا ثانية في مواجهات مشابهة، ونحن ندخل أتونها كل الوقت لكن بلا أسلحة ولا جيوش، وتتهاوى المؤامرات والمحاولات أمام صمود القائد وإيمانه بوحدة وصلابة الموقف الداخلي المسنود بالقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، ومحبة الأردنيين لوطنهم واستعدادهم لتقديم ارواحهم وكل ما ملكوا لحنايته وثباته..
الحديث عن معركة الكرامة والتذكير بها، ليس فقط مجرد أن تفتخر وذكر مناقب الشهداء الذين تكرموا علينا بأرواحهم لنعيش بكرامة، بل هو بعث جديد مستمر لروح الكرامة، لن يتوقف مادام لدى الأردني كرامة، ولا كرامة لمن لا يحمي وطنه ويحافظ على مقدراته وأراضيه وقراره المستقل..
عاش الأردنيون الشرفاء، وعاشت القوات المسلحة، الجيش العربي المصطفوي، وكل دروع الوطن الأمينة، وعاش الملك.
الدستور