اخصائيون: اللحوم المجمدة المخالف تخزينها للشروط الصحية تشكل خطرا جسيما على الانسان

المدينة نيوز- اجمع اخصائيو تغذية ورقابة صحية على ان تناول اللحوم المجمدة على اختلافها , المخالف نقلها وتخزينها للشروط الصحية يشكل خطرا صحيا جسيما على الانسان قد ينجم عنه امراض ومضاعفات تفضي احيانا الى الموت .
ووفقا لهم فان الخوف من تناول هذه اللحوم يكمن بامكانية احتوائها على جراثيم تسمم غذائي ابرزها ( السالمونيلا ) التي قد تؤدي الاصابة بها الى مضاعفات مرضية خطرة وحادة , وجرثومة (الايكولاي ) التي قد تؤدي مضاعفات الاصابة بها الى درجة موت الشخص . وقالت إم لؤي: " العناية الالهية انقذت ابني من مرض كاد يودي بحياته بعد ان تناول – قوانص دجاج- من احد محال اللحوم المجمدة , فاصيب باسهال وتقيؤ وذهب الاطباء الى انه تعرض لتسمم غذائي نتيجة تناول مادة غذائية ملوثة " مؤكدة انها لن تبتاع مطلقا أي مادة غذائية مجمدة الا بعد التيقن من سلامة تخزينها وتبريدها .
وخلال جولة ل( بترا ) على عدد من محال بيع المواد التموينية سارع احد محلات البقالة الى وصل التيار الكهربائي لثلاجة محله التي يبيع فيها لحوما وخضروات وبوظة مجمدة ,محاولا تبرير ذلك بانه ( يريح ماتور الثلاجة ) , وحين سئل عن السبب الحقيقي وراء قيامه بفصل التيار الكهربائي عن الثلاجة , اجاب : بصراحة احاول توفير فاتورة الكهرباء .
ومن الملاحظ خلال الجولة ان اللحوم المجمدة في معظم المحال التجارية التي زارتها ( بترا ) تباع بطرق تؤشر على ان تخزينها او نقلها قد تم باساليب مخالفة للاشتراطات الصحية اذ ان العديد من تلك السلع كانت تتصف بعدم ثبات قوامها او ان اغلفتها البلاستيكية تحتوي بداخلها على سوائل رشحت نتيجة ذوبان اللحوم المجمدة بسبب سوء التخزين والتبريد , او ان تلك الاغلفة تحتوي بداخلها على ثلوج نتيجة اعادة تبريد اللحوم بعد ذوبانها .
ومن اللافت ايضا ان العديد من اصحاب محلات بيع اللحوم المجمدة يعمدون الى ابقاء باب الثلاجات مفتوحا خاصة تلك التي يتم فتحها من الاعلى بحجة الخوف على تلك الابواب من التلف نتيجة الاغلاق والفتح المتكررين من قبل المستهلكين , فيما يقوم اخرون بتغطية الثلاجات بالواح خشبية او قطع كرتونية استعاضة عن الابواب الزجاجية ما يؤكد في الحالتين ان اللحوم لم تبرد بطريقة صحيحة وضمن الاشتراطات الصحية السليمة .
تلك المشاهدات تيقنت ( بترا ) من مدى ضررها على المستهلكين وعدم مطابقتها للمواصفات الصحية والاشتراطات السليمة لبيع المجمدات اعتمادا على ما تؤكده مديرة الرقابة الصحية والمهنية في امانة عمان الكبرى الدكتورة ميرفت مهيرات التي تقول ان مجرد ترك باب الثلاجة المحتوية على لحوم مجمدة مفتوحا يمثل مخالفة للاشتراطات الصحية المتعارف عليها ضمن المجلس الاعلى للغذاء يغرم المخالف بها ب 200 دينار او قد يغلق محله فيما يشكل الاستعاضة عن الزجاج بكرتون او خشب لباب الثلاجة مخالفة تصل غرامتها الى 200 دينار او وفقا لما يقرره القاضي .
وحول درجة الحرارة الصحية لتبريد المجمدات تشير الى ان الوضع الطبيعي يجب ان يتراوح بين - ناقص 18 الى ناقص 36 درجة مئوية- منوهة الى ان درجة حرارة التخزين تعتمد على نوع اللحوم المجمدة وحسب مدة صلاحيتها ونوع اللحمة ان كانت لحوما حمراء او بيضاء , او في حال كانت منزوعة العظم ام لا .
وفيما يتعلق بطرق نقل اللحوم من محل الى اخر سواء لغايات التخزين او العرض والبيع تؤكد الدكتورة مهيرات ان عملية النقل يجب ان تتم ضمن نظم تبريد صحية ومحددة بحيث يراعى عدم تغير درجات حرارة السلع المجمدة اثناء النقل عن الحد المتعارف عليه صحيا لان ذلك يعرضها للذوبان ما يجعلها خارج الاشتراطات الصحية السليمة وغير صالحة للاستهلاك .
ووفقا لمهيرات فان لجان التفتيش في امانة عمان تقوم بجولات على الطرق للتاكد بشكل دائم من اسلوب التخزين ودرجات التبريد لمركبات نقل اللحوم المجمدة ومدى مطابقتها للمواصفات الصحية , اذ انه وبحال وجود أي مخالفة لطرق نقل وتبريد المواد الغذائية المجمدة يتم ايقاف المركبة وتحرير مخالفة بحق صاحبها .
وتشير بهذا الصدد الى انه وفي حال ملاحظة وجود سوائل في زوايا الغلاف البلاستيكي للمادة المجمدة فان ذلك يعتبر مؤشرا على انها لم تنقل بطريقة صحية .
وتؤكد مهيرات ان اللحم المجمد يأخذ شكلا محددا لدى التجميد , فاذا تغيرت درجات الحرارة فان ذلك يؤدي الى تغير شكلها ما يجعلها غير صحية وغير صالحة للاستهلاك البشري لانها قد تسبب تسمما غذائيا ناجما عن جراثيم خطرة كجرثومة ( السالمونيلا ) او جرثومة ( الايكولاي ) التي قد تفضي مضاعفات الاصابة بها الى الموت .
وتلفت الى ان الاجراءات التي تقوم بها لجان الرقابة والتفتيش في امانة عمان الكبرى مستمرة بطبيعة الحال , وان هناك خطة تفتيشية محكمة خلال شهر رمضان المبارك , من ابرز محاورها التركيز على نوعية اللحوم المجمدة المستوردة وطرق تخزينها وتداولها , اضافة الى تعزيز الجولات التفتيشية على الملاحم ومحال المجمدات للتأكد من توفر الاشتراطات الصحية .
رئيس قسم التغذية في جامعة اليرموك الدكتور بركات الطلافيح يؤكد ان درجة ناقص 18 هي الدرجة المثالية لتجميد اللحوم وفقا للمواصفة القياسية الاردنية , غير ان تعرض اللحوم لارتفاع في درجات الحرارة عن هذه الدرجة يسمح بنشاط البكتيريا التي تفرز سموما تبقى بداخل اللحوم حتى لو اعيد تجميدها منوها الى ان هذه السموم لا تموت بطبخ او غلي اللحوم حتى لو ماتت البكتيريا المسببة لها .
ويقول ان تناول اللحوم التي اعيد تجميدها واحتوت على سموم بكتيرية يسبب بالضرورة تسمما غذائيا وامراضا والتي تحدث نتيجة ازدياد العدد الكلي البكتيري الموجود على اللحوم المجمدة عن الحد المسموح به ما يؤدي الى حدوث تسمم غذائي ان تاخر علاجه قد يؤدي الى الاصابة بمضاعفات خطرة احيانا قد تفضي الى الموت .
ويلفت في هذا السياق الى ان اللحوم المفرومة المجمدة والمعاد تجميدها هي اخطر انواع اللحوم التي تحتوي على بكتيريا وسمومها , وذلك بسبب كثرة اسطحها , اذ ان اللحوم ( الشقف ) اقل تعرض للبكتيريا بسبب قلة اسطحها .
ويدعو الدكتور الطلافيح ربات البيوت الى عدم ترك اللحوم المجمدة خارج الثلاجة لدى نيتهن طبخها في اليوم التالي بل تؤخذ من – الفريزر – وتوضع في الثلاجة , حتى لا يطرأ ارتفاع على درجة حرارتها بشكل كبير فتكون عرضة لتراكم البكتيريا وافرازها للسموم .
ويشير الى ان المدة المسموح بها لوضع اللحوم المجمدة على انواعها في - الفريزر – وضمن ظروف صحية تصل الى سنة , فيما تصل مدة تخزين الخضروات الى 6 اشهر .
رئيس جمعية حقوق المستهلك اياد القضاة يقول انه لا بد من التاكد من ان المجمدات على اختلاف انواعها لم تمر بمرحلة اعادة التجميد بعد ان انخفضت حرارة - الفريزر - لان ذلك يؤدي الى انتشار الجراثيم في اللحوم المجمدة المعاد تجميدها .
ويدعو في هذا السياق المستهلكين الى عدم شراء اللحوم المجمدة في حال ملاحظتهم بانها غير مطابقة للمواصفات- خاصة اذا تغير شكلها او تراكمت داخل اغلفتها الثلوج الملونة – والى تبليغ لجان التفتيش المعنية .
وطالب القضاة بضرورة تفعيل وتغليظ العقوبات على المخالفين وتطبيقها بحدها الاقصى حتى تشكل رادعا لكل من تسول له نفسه التلاعب بقوت المواطنين , وتعزيز الرقابة والتفتيش من قبل الجهات المعنية على الاسواق خاصة خلال شهر رمضان المبارك .
ويعتبر القضاة ان المواطن هو المراقب الاول على سلعته الغذائية وعلى اسعارها وجودتها , وبناء على ذلك عليه البحث عن السلع الغذائية السليمة والصحية لانه في النهاية هو المتضرر الوحيد من شراء السلع الغذائية غير المطابقة للشروط الصحية مشددا على ضرورة ان يكونوا شركاء في الابلاغ عن أي مخالفة .
مدير الرقابة على الغذاء في المؤسسة العامة للغذاء والدواء الدكتور محمد الخريشة يقول ان عمليات نقل وتخزين اللحوم المجمدة على اختلافها تنظم من خلال تعليمات واضحة اهمها تامين مركبات نقل لحوم خاصة تتوفر فيها شروط التجميد الصحية المتعارف عليها حسب التعليمات .
ويشير الى انه وفي حال ضبط أي مركبة مخالفة لتلك الشروط من قبل لجان المؤسسة الرقابية او وزارة الصحة او الدوريات الخارجية يتم مخالفة المركبة وتحويل المخالفة الى القضاء حيث تتراوح العقوبة القضائية من غرامة مالية مقدارها 200 دينار الى حجز المركبة الى ايقاع عقوبة الحبس على المخالف المسؤول .
ويبين الخريشة ان المؤسسة ومنذ بداية الشهر الفضيل عمدت من خلال كوادرها الى رفع مستوى الرقابة والتفتيش على السلع الغذائية وفي مقدمتها اللحوم المجمدة من اجل التاكد من سلامة تخزين وعرض تلك السلع ضمن الشروط الصحية داعيا المواطنين الى التعاون مع المؤسسة من خلال الابلاغ عن المحال التجارية التي لا تلتزم بشروط السلامة الصحية المعروفة اثناء عرضها وتخزينها للسلع المجمدة . (بترا)