الحراك الشعبي العربي
تُرى بماذا تفسر استمرار الحراك الشعبي في عدد من الدول العربية الذي بدأ في الجمهورية التونسية لينتقل الى جمهورية مصر العربية وليحقق هذا الحراك الشعبي الكثير من أهدافه التي تحرك لتحقيقها ، وفي هذه الأثناء كانت الجماهير في اليمن تغلي من أجل إجراء التغيير والإصلاح ، وخاصة في محافظات الجنوب التي ترفع شعار الإستقلال ثم ما لبثت ان اصبح الحراك الشعبي يعم المحافظات والمدن اليمنية بالكامل حتى اصبحت التظاهرات الجماهيرية تخرج بالملايين في محافظات اليمن المختلفة ، ولم يتورع النظام عن مواجهة المتظاهرين بالسلاح وسقوط المئات من الشهداء والجرحى في مناطق متعدده من المدن اليمنية وفي ليبيا التي شهدت مواجهة عنيفة واستباحة القتل والقمع من قبل ألفريقين " اثوار والنظام الحاكم " بالطبع بعد ما جرى في تونس ومصر شعرت الشعوب العربية في بعض الأقطار العربية ان حاجز الخوف قد سقط مما كشف وبوضوح عن سبب تراكمات الأزمات العربية؟ مما ادى الى ظهور الإحتقانات على السطح ،والأسباب المباشرة لذلك أن جذر المشكلة يتعلق بعدم تأسيس دولة المواطنة، وقد ظهر ذلك جليا ، عبر تراكمات تاريخية لم تغب عن الذاكرة بعد. الحراك الشعبي العربي كما أسلفت جاء كنتيجة حساسه تؤكد فشل مشروع انظمة ما بعد الإستقلال في الكثير من الدول العربية التي لم تعمل على فقوية ودعم الدولة الوطنية الحديثه وسقوط النظامين المصري والتونسي بهذه السهولة ، وأن سقوط النظامين اليمني والليبي سيلحقان بهما وما هيّ إلامسألة وقت قد يطول لأحدهما او يقصر للأخر ، ويؤكد ذلك انه اصبح من الصعوبة بمكان فك الاشتباك بين الدولة والمجتمع في تجاربنا المعاصرة ما يجعل الأمر يتطلب ضرورة التحول الديمقراطي السلمي من أجل تقويض عوامل التوتر، وإرساء قواعد جديدة تفضي إلى مناخ يساهم في رفاه الشعوب.
تعالت في سوريا أصوات الشعب تنادي بالإصلاح الذي ربما يعيش ذروته الآن بفعل الإفرازات السياسية الراهنة، لأن العوائق التي كانت تحول بالأمس دون إرساء مشروع الإصلاح في دولنا العربية لم تعد تجد اليوم ما يبررها، فالكل يرى أن شروطه قد توافرت، ما يعني رفض الأخذ بأي ذريعة لإبطائه .
وإن كان حراك مجموعات غفيرة من الشعب السوري قد نادت بإجراء الإصلاحات الجذرية ، وجاءت إستجابة القيادة السورية ممثلة برأس النظام الرئيس بشار الأسد سريعة وتهدف الى التعاطي مع تحقيق الإصلاح المطلوب .
بالتأكيد تحقيق المطالب الجماهيرية الخاصة بالإصلاح يتطلب وقتا ومراحل،ولا بد للبلد ان يمر بمرحلة من الهدوء لتتمكن الجهات المعنية بتحقيق الإصلاح من وضع الأسس المطلوبة لتحقيق بسهولة ويسر مع تحقيق العدالة الإجتماعية للجميع ،ولكن في ظل ما يجري على الساحة السورية من أعمال إجرامية من قبل المسلحين المدربين والخارجين على القانون ويتمترسون في بعض المناطق يقتلون ويدمرون ويفجرون ويمنعون المواطنين من ممارسة حياتهم الطبيعية وبقوة السلاح ، هذه ألأعمال التي يرفضها الشعب السوري والنظام ويتصدى لها بكل الوسائل السلمية والمسلحة ا؛ينا تقف حجر عثرة في تقدم مشروع الإصلاح وبرنامجه الذي وضعته اللجان التي تولت الإشراف على تنفيذ برنامج الإصلاح المعد للتنفيذ والذي كان يجب ان يبدأ به فورا ضمن برنامج عمل محدد له وقت وهدف من اجل تأسيس دولة المؤسسات والمواطنة في سوريا . دولة يسودها الدستور والقانون والمواطنة .
يؤكد المحللون السياسيون والإقتصاديون والإجتماعييون ان الإصلاحات التي اقرها النظام السوري كفيلة بالنهوض بواجباتها بدءاً بالتنمية الإنسانية العادلة والمتوازنة بين الجميع، وترسيخ ممارسة ديمقراطية حقيقية تنهض على إطلاق الحريات والتعددية وحماية الحقوق الأساسية مع تأكيد العديد من السياسيين السورييون والعرب والأجانب بوجود ثمة مؤامرات يتم إعدادها لتفتيت العالم العربي وتفكيكه، وفي مقدمة هذه الدول سوريا بطبيعة الحال، فقد اثبتت السلطة السياسية في سوريا انها منتجة وفعّالة ووسيلة بناء لا هدم، ولكن في الحالة العربية مثلما اتضح في الأنظمة التي سقطت ، فإنها كانت تنتمي إلى فضاء الدكتاتورية، وهذا يعني نفياً لمفاهيم أساسية من مشاركة سياسية وتعددية واحترام حقوق الإنسان.
ترى هل تتمكن سوريا من مواجهة التحديات الجسام التي تحيكها لها الإمبريالية الأمريكية وإسرائيل الصهيونية والقوى الغربية الموالية لأمريكا وإسرائيل والجماعات المسلحة والممولة من اعداء الأمة العربية والإسلامية والهادفة الى تقسيم سوريا الى دويلات تابعة لأمريكا وإسرائيل والطامعين بخيراتها وإسكات قوى الصمود والممانعة المقاومة والمناهضة للمخططات الإستعمارية الإستيطانية في المنطقة العربية . نرجوا ان ينجح السورييون جميعا بالتصدي للمشاريع المشبوهة في المنطية العربية .