إقرار قانون المطبوعات أصاب بعض الناشرين بالرعب

المدينة نيوز – خاص – داليدا العطي - : اعتبارا من تاريخ إقرار الأعيان للقانون المعدل للمطبوعات ونشره في الجريدة الرسمية يتنفس الصحفيون الحقيقيون الصعداء ، وذلك لأن فوضى المواقع الألكترونية تمت السيطرة عليه أخيرا وإن بنسبة معقولة ، وبات كل من يغرد خارج السرب محكوما بقانون العقوبات لا قانون المطبوعات .
قضى القانون المعدل الذي سبق وتحادثت عنه مع الزميل نقيب الصحفيين قبل إقراره وحرضته عليه ، بأن كل من يتجاوز القانون من اغتيال للشخصية أو الإبتزاز أو غيره ، ، وهي تصرفات يمارسها قلة من المواقع ، سيخضع لقانون العقوبات ، وإن اقتضى الأمر فسيخضع لمحكمة أمن الدولة .
لقد ولى الزمن الذي كان فيه الموقع الإخباري يسرح ويمرح بدون حسيب ولا رقيب ، فلا عنوان ولا رئيس تحرير عضوا في النقابة ، فالقانون الذي أقره النواب ، ومضى به الزميل أبو رمان بكل عناد وقوة خارج القبة وتحتها ، اعتبر كل موقع مسجل موقعا إخباريا تنطبق عليه امتيازات القانون من حيث النظر بقضاياه في محكمة البداية ، ومن حيث وجود قاض خاص بالمطبوعات ، ومن حيث عدم توقيف الصحفي لأي سبب كان حتى لو كان الأمر يتعلق بتهم أمن الدولة ، وهي ميزات جاذبة للتسجيل ، بحيث يصبح اي موقع إخباري خاضعا للقانون ومحميا بموجبه ، أما الموقع الذي لا يسجل ، ولا يكون له رئيس تحرير وعنوان معروف فإنه لن يستفيد من قانون المطبوعات .
لقد أحسنت لجنة التوجيه الوطني والزميل جميل النمري عندما انغمسوا بجدية لإخراج قانون معتدل ، ذي حوافز ، وكانت المدينة نيوز من أشد الداعين لإصداره حتى قبل حكومة الرفاعي .
أستطيع الآن أن أسرح وأمرح ضمن معطيات القانون ولا يجرؤ أحد على القول لي : " سأحبسك لأنك قلت كذا أو فعلت كذا " وأقصد ما يتعلق بالنشر ، بينما لو كنت أعمل في موقع غير مسجل وليس له رئيس تحرير فإنني حينها سأذهب في ستين داهية ، لأن الذي سينظرني هو قانون العقوبات وسأعامل كمجرمة .
لا حبس للصحفيين في قضايا النشر ، هكذا أمر الملك ، وهكذا كان ، وهكذا حرص الزميل أبو رمان أن يكون ، وهكذا فعل الزميل النمري ، ولكن العتب كل العتب على الذين رفضوا القانون وكأنه جاء ليأكل أرزاقهم ..
لا نستطيع الآن أن نعرف من يسجل ومن لا يسجل ، ونأمل أن يسجل جميع الزملاء في المواقع الألكترونية وإن فعلوا ذلك يكونوا قد اختاروا الصواب ، فالعمل في العتمة ، حسب الطريقة القديمة ، لم يعد مجديا ، وقد يودي بصاحبه إلى التهلكة .
حمى الله الأردن
الزميلة داليدا العطي