هنري ووستر في الجامعة الأردنية
في محاضرته في الجامعة الأردنية وبدعوة من مركز الدراسات الاستراتيجية، قدم سفير الولايات المتحدة هنري ووستر رؤية بلاده للمنطقة وللعلاقة مع الأردن، وهي علاقة اتسمت بزمن الرئيس ترامب بكامل اشكال الفتور الدبلوماسي وتغييب السفير حتى جاء السيد ووستر.
السفير ووستر خبير بالمنطقة العربية، اصوله سورية، وابناء عمومته موجودون بسوريا، وهو فهيم بالمشرق العربي، وخدم في اكثر من بلد ، حيث عمل في باكستان مستشارا للسفارة الامريكية كما عمل في باريس. وكان في حديثه بالجامعة الأردنية مباشرا في الرؤية لنظام بشار الأسد، مع تفهم طبيعة العلاقات الأردنية السورية، وإن كانت مخالفة لطبيعة التحالف والعلاقة بين الأردن والولايات المتحدة. وحين يقول: «تحالفنا مع الدولة العميقة في الأردن»، فهذا صحيح، وهو أمر يعكس أهمية النظرة الأمريكية للأردن في ضرورة استقراره، ذلك التصريح سرعان ما عبرت السفارة أنه كان غير دقيق، لكنه وإن كان كذلك فهو واضح ومفهوم وواقعي، فالاردن غير مكتمل ديمقراطيا، وفي هذه الحالة تبنى العلاقات مع المؤسسات الراسخة في الدولة.
وسفراء امريكا في الأردن غالبا ما يعرفون قيمة الأردن، وقلة منهم من كان غير مريح، والسيد ووستر واضح من تصريحاته وجولاته وعلاقاته أنه مستوعب لكل الخبرات السابقة، ويعينه في ذلك معرفته في المنطقة العربية. هذه المعرفة، تجعل منه احيانا يبادر لحوارات وزيارات لاماكن لم تعاد الدولة الأردنية أن ترى سفير الدولة الأكبر في العالم يزورها او يفتح بها نقاشا، فيلتقي ووستر التجار ويعاين مستودعات اكبر شركة لتوريد الرز والحبوب والأغذية الامريكية للأردن، ويلتقي صحافة البلد وكتابها وتجارها وبعض نوابها ممن يلقون هوى امريكياً.
ووستر متخصص في دراسة الأدب بدرجتي البكالوريوس والماجستير، ويعرف الآرامية والعربية وملم بالسريانية، وهي صفات وخبرات معرفية قلما توفرت في بعثات الولايات المتحدة الدبلوماسية للأردن، وفوق ذلك كان الرجل مديرا لوحدة آسيا الوسطى في مجلس الأمن القومي الأمريكي.
أكد ووستر في محاضرته على قيمة الرأي الأردني بالنسبة للامريكان في المنطقة، واكد على فرادة الأردن كشريك مهم لبلده، وبموزاة ذلك شدد على أهمية الإصلاحات الاقتصادية التي يشهدها الأردن. كما أن ذلك لم يمنعه من الحديث عن القضية الفلسطينية ومصائرها.
محاضرة ووستر مهمة، قد تكون ازعجت البعض ممن هاجموها ورأوا فيها تدخلاً في شؤون الأردن، لكن الجامعات خلقت لذلك، لهدف الحوار وكشف النوايا والافكار وتعليم الطلبة ودمجهم بالخبرات التنفيذية وصاحبة القرار، وهذا ما قصده مركز الدراسات الاستراتجية في دعوة ووستر وغيره من النخب السياسية الوطنية والعربية والاجنبية.
الدستور