الواسطة بين الحلال والحرام
نعم...الواسطة حلال في بعض الأحيان بل قد تكون واجباً وخصوصاً إذا كان التوسُّط لشخص مظلوم أو مهضوم الحق، وهذا ما يسمَّى بالإسلام (الشفاعة بالحقوق)، ودليل ذلك ما ورد على لسان يوسف عليه السلام في قوله تعالى : "وقال للذي ظن انه ناجٍ منهما اذكرني عند ربك ... " أي عند ولي نعمتك وسيدك حتى يرفع عني الظلم، وهذا يدلل على ضرورة لجوء المظلوم لمن يرفع عنه الظلم وينتصر للحق .
فعلى اصحاب النفوذ والمناصب الذين وصلوا لمواقعهم بوعودٍ قطعوها للناس أن يتلمسوا أصحاب الحاجة ويبحثوا هم عنهم ويسألوهم ..من له حاجة ومن له مظلمة فأرفع عنه مظلمته.وهذا واجب شرعي ،وعلى المظلوم ان يبحث عن شفيع يرفع عنه الظلم ويعيد له الحق.
وأما الواسطة الحرام فهي التي يعتدي بها صاحب القرار على رزق فلان وعلان ، ويأكل حق الغير لنفسه أو لغيره من المحاسيب وهذا مايسمى بالفساد في هذا الزمان الذي يزداد ويتفاقم على الرغم من كثرة وازدياد المؤسسات التي أنشئت لمحاربته ويتامل الانسان بها خيرا ،الا انها لاتستطيع الوقوف ـ طائعة احيانا ومرغمة اخرى ـ لا تستطيع الوقوف في وجه الفساد والظلم مما يؤدي الى مزيد من الاحتقان لدى المظلوم ،فيتفاقم هذا الاحتقان ويشتد الحقد في الصدور على الظالمين وبالتالي لهم من الله (الظالمين)اشد العذاب في الدنيا (التنغيص والتنكيد)وفي الاخرة(العذاب الشديد) ولهم من الناس الانتقام والانفجار الذي لاتستطيع توقع وقت وقوعه ،وهذا ماحصل في الانظمة السياسية التي انهارت بسبب التسلط على الحقوق وهضم رزق الآخرين فهؤلاء الظلمة هم سبب انهيار الانظمة .