مبارك امام القاضي
ها هو الرئيس المخلوع ينكش انفه طويلا امام القاضي المستشار " احمد رفعت " في لحظه تاريخيه ، تتصاعد فيها المطالب الشعبيه وتقف عائلات الضحايا والقتلى امام "اكاديميه الشرطه " تريد ان ترى الدكتاتور وراء القضبان وقد ارتدى ملابس السجن ...وابنه المرشح الرئاسي يقف وقوفا لم يكن يتخيله دعاه التوريث ولم تتخيله ماكينه - الحزب _ ....
وبكل الاحوال كان الله في عون المستشار ، الذي سيسمع كل الاحتجاج الشعبي والوطني والقانوني ....المخزون في الذاكره المصريه - العربيه _ سيستمع لمحاجه قانونيه يدرك المها ... ولوعتها كل طفل مصري ....وكل شقي بلقمه عيشه ولذا فمن باب اولي اندرك هذا كله المستشار ....والاولى ان لا يقف محاموا الرئيس ويطلبوا سماع الشهود الالف والسبعمايه في محاوله لتضييع الوقت والبحث عن القضايا الشكليه التي تعيق ....وتمهد لاستمرار الوضع على ما هو عليه .... او بانتظار - عزرائيل _ لتسقط التهم ....التي لا يسقطعها الحق والعدل سبحانه
*****
إن كانت محاكمه الرئيس " المخلوع " الذي لم يعد " سياده " ولم يعد يرتدي غير ثياب السجين .... ولم يعد ملهما ، ولا قريبا من الاله - لا يخطأ وكل توجيهاته صحيحه ؟!!!! .... هي محاكمة للنظام والعهد المصري " المكبل " باتفاقيات العار .... التي اخرجت مصر - ام الدنيا _ من سياقها الوطني والقومي والتي وجد حسني مبارك "اللواء الطيار " الذي كان يحلم - كحد اقصى " ان يكون سعاده السفير " فإذا بالثقه الساداتيه تزكيه بعد ارتجافه امام السادات ,,,, تزكيه لموقع نائب الرئيس ....ثم الرئيس الموافق على النهج الساداتي - والحافظ للدرس -
*****
ثم شاءت الاراده الامريكيه - خلق الديكتاتور _ أخر " بينوشيه " مصر، ليمضي احدى وثلاثين عاما رئيسا لمصر " الأخت الكبرى " لوطن العربان الممزق والمصاب " بداء القطريه " وباهتراءات التفسخ والتشتت ....والذي يتحلل من التزاماته القوميه الى الحد الذي اغلق فيه معبر غزه الوحيد امام الجريح النازف " الغزاوي " والمحترق بالفسفور الصهيوني .....
فلم يكن بمقدور الرئيس الخروج من القالب ... الامريكي والسيطره على اجنحه النظام ....فاللحن امريكي والطبل امريكي والمزمرون والمصفقون والمنتفعون - هواهم امريكي _ والبلطجيه ومصاصي الدماء يسبحون بحمد " واشنطن " والحزب مكون من منتفعي المرحله واتباع " القطط السمان " وتجار الشنطه " والذين عبرت عنهم افلام مرحله الانفتاح ذلك الانفتاح المفتوح فقط على الهواء الامبريالي الصهيوني ....وضمن هذه المعطيات ....فلم يكن يتوقع من نظام التجويع المصري غير ماكان .... من تشتيت لشباب مصر ....وتهالك للنظام الاخلاقي والمفاهيمي .... لا بل ان العهد المباركي رزح تحت كافه اشكال الضغوط ابتداءا من الضغط بالمياه وقطع شريان - الاورطي _ والتهديد بالسدود الحاجبه للنيل ....
هكذا سينظر المستشار في قضيه امه وشعب انتفض من تحت رماد القهر ليقول كلمته في المرحله القاتمه والتي لا يريد استبدالها ....بالفوضي المزعومه التي يخطط ازلام النظام لجعل الناس يتحسرون على الماضي بكل سوءه ويخططون لفوضى امنيه وتسيب ....ليترحم المصري على الاليام الخوالي
نعم ويريد اصحاب الطرابيش الجديده_ المجلس العسكري _ ان يمدوا _ ولايتهم في حركه تلميعيه تؤخر الانتخابات الرئاسيه والمؤسسات الدستوريه التي طالب المعتصمون بها ... في ظل هيمنه لا يفرق فيها طنطاوي عن مبارك ..!!!!!