القدس فلسطينية عربية والمأساة

تم نشره الإثنين 18 نيسان / أبريل 2022 12:43 صباحاً
القدس فلسطينية عربية والمأساة
ابراهيم عبدالمجيد القيسي

في المسجد الأقصى الشريف، تتعالى وتيرة الصراع بين الشعب الفلسطيني من جهة وبين جيش الاحتلال الصهيوني، والسلطات الدينية اليهودية المتطرفة من جهة أخرى، وأصبح المجرمون يقتحمون المسجد كل يوم صباحا ومساء، حيث حدثت مواجهات بينهم وهم مدججون بالأسلحة وبين الشباب الفلسطينيين العزل من أي سلاح، والذين يحاولون منع الجيش المجرم وقطعان المستوطنين المتطرفين من دخول المسجد، وتعرض أكثر من 150 شابا فلسطينيا لإصابات بالرصاص المطاطي، وتم اعتقال أكثر من 400 فلسطيني .. ومازالت الاقتحامات متكررة من قبل المتطرفين اليهود المدعومين بقوى من جيش الاحتلال الصهيوني.
الفلسطينيون وحدهم من يجابه بصمود وثبات الآلة العسكرية الإسرائيلية المجرمة في الأقصى، وسياسيا، الأردن كذلك؛ يجابه وحيدا وبثبات المحاولات الصهيونية المتكررة للسيطرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، بحكم الالتزام بالوصاية الهاشمية الأردنية التاريخية على المقدسات الفلسطينية، كالمسجد الاقصى وغيره من المواقع المقدسة عند المسلمين والمسيحيين، ولا يوجد ولا جهة أخرى سياسية أو شعبية تواجه هذا التطرف الصهيوني الإجرامي.
حين يقول الأردنيون بأن القدس ومقدساتها خط أحمر، فالفلسطينيون هم من يترجم هذه المقولة في كل مرة، سواء بالمواجهة داخل المسجد الأقصى أو على بواباته، كما يترجمها الأردن بالثبات والصمود وعدم التنازل عن الوصاية الهاشمية، ويدفع الطرفان الكثير جراء هذا الالتزام، ومعنى الخط الأحمر وما يرمز إليه لا يفهمه المتطرفون ولا دولة الإحتلال المجرمة، وسوف يشعرون بالصدمة من ردة الفعل في ظروف لا يتوقعونها، فاللعب بالنار ليس له إلا نتيجة واحدة وهي الإحتراق بالنار نفسها، فإن كانت المعارضة اليمينية المتطرفة تدفع بقطعان المستوطنين والجماعات الدينية المتطرفة، لافتعال أزمة سياسية في وجه الحكومة الاسرائيلية، فستكون الازمة أكبر من مجرد أزمة حكومية داخلية، بل ستكون بين الشعب الفلسطيني البطل وفصائل المقاومة الفلسطينية التي أثبتت سابقا بأنها يمكنها الرد، وبين اسرائيل كلها، وخارجيا سيتولى الأردن تحفيز هذا الملف ليحتل صدارة الاهتمام العالمي، في وقت أصبح فيه العالم لا يتناول أية قضية صراع عالمية إلا بالمقارنة مع مأساة الشعب الفلسطيني، الذي ما زال يقبع تحت نير أسوأ وأطول احتلال.
الرأي العالمي يتسع اليوم لمثل هذه المقارنات التي تأتي لصالح القضية الفلسطينية، وتسلط مزيدا من الضوء على الشرعية الدولية التي تعاني فصاما وتكيل بمكاييل مختلفة تبين مقدار التغاضي عن حقوق الشعب الفلسطيني، ودعم الإجرام واحتلال أراضي وأوطان الآخرين، بينما تدعم صراعات أخرى وتشرعن لشعوبها ولكل المتطوعين مواجهة جيوش لدول أخرى، كما يحدث في اوكرانيا ضد الجيش الروسي، واستجلاب مقاتلين من كل أصقاع العالم، ودعمهم بالسلاح والمال، واعتبار قتالهم للروس شرعيا مقدسا أي ليس ارهابا، بينما تعتبر مجرد صمود الفلسطينيين ارهابا، يستوجب قتلهم حتى وإن كانوا عزلا من أي سلاح أو مقاومة.
أي صراع ومواجهة واشتباك في فلسطين، ومهما كانت نتائجه الميدانية قاسية على الشعب الفلسطيني، فهي في النهاية لصالحه، لأنها تبرز الحق الفلسطيني بدولته وحريته وحقوقه الأخرى الكثيرة، حتى مقاومة ومحاربة جيش الإحتلال ستكون في صالح القضية الفلسطينية مهما كانت نتائجها العسكرية، فالعالم كله اليوم متابع للصراعات الدولية، ومتأهب للمقارنة والتفريق بين أصحاب الحق وحقهم بالدفاع عن انفسهم، وبين الاجرام والاحتلال ودعمه بالمال والسلاح لمزيد من تدمير وقتل وتخريب وسطو على الآخرين..

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات