ماذا يعني التهديد باغتيال نفتالي بينت؟
تقارير إعلامية تتحدث عن قرار أركان الائتلاف الحكومي الثلاث (بينت ولبيد وغانتس) الامتناع عن مغادرة الكيان الإسرائيلي المقام على أرض فلسطين المحتلة، خوفاً من انهيار الائتلاف الحاكم.
الخطر تفاقم بعد انسحاب عيديت سيلمان النائبة عن حزب يمينا، وانضمامها لليكود بقيادة نتنياهو. وازداد الحرج بعد إعلان القائمة الموحدة بزعامة منصور عباس؛ تجميد نشاطها داخل الائتلاف الحاكم.
مستوى الخطر المرتفع؛ دفع بينت إلى الدعوة لعقد جلسة في الكنيست لإعلان النائب (عميحاي شكيلي) منشقاً عن كتلته؛ للحد من خطورة انسحابه أسوة بسيلمان، ولمنعه من الترشح مستقبلا للكنيست أيضاً.
الانقسام والتمزق داخل الائتلاف الحاكم والساحة السياسية الإسرائيلية اتخذ أشكالاً ومظاهر متعددة ضربت عميقاً في بنية المجتمع الصهيوني ومؤسساته؛ كان آخرها تلقي نفتالي بينت رسالة تهديد وصلت محل إقامته، تحتوي على مقذوف ناري، ما دفع الشرطة الاسرائيلية والشاباك ووحدة "لاهف 433" لإطلاق تحقيقات حول التهديد الذي وصفه بينت بأن دوافعه سياسية، ليتبع ذلك تشديد إجراءات الحماية لبينت وأسرته، فالانقسام لم يعد يقتصر على النخب السياسية وأروقة الكنيست.
الارتباك وتراجع منسوب الثقة بين المجتمع الإسرائيلي ومؤسساته؛ بات ظاهرة تجد انعكاسها في انتقادات الشرطة والأمن الداخلي لجهاز الشاباك؛ لعجزه عن توفير معلومات وافية عن المعتكفين في الأقصى، وعن أوضاع الفلسطينيين في الداخل المحتل عام 48.
الانقسام السياسي، وتراجع الثقة بالمؤسسات الأمنية وفاعليتها؛ تطورات تتفاعل يومياً في الساحة السياسية الاسرائيلية؛ من الممكن أن تفضي إلى عنف سياسي، كالتهديد الموجَّه لبينت بالقتل، أو أن تفضي لانهيار الحكومة، وفوضى سياسية، وانتخابات لا حسم فيها مجدداً.
فوضى واضطراب يُتوقع أن يتخلله تصعيد إسرائيلي في الاراضي الفلسطينية؛ كمحاولة للهروب من هذه الأزمة التي امتدت لأكثر من عامين، تخللها أكثر من أربعة انتخابات كنيست غير حاسمة.
ختاماً.. الانقسام الاسرائيلي والتوتر الداخلي يطرح تساؤلاً خطيراً: هل بات الكيان بحاجة لحادثة اغتيال شبيهة بتلك التي حدثت لإسحاق رابين ليتمكن من تخطي محطة حرجة من تاريخه، إذ لم يعد قادراً على تجاوزها بالطرق التقليدية والقانونية؟ وهل يكون بينت ضحيتها، أم خليفته المرتقب لبيد وزير الخارجية الحالي، أو حتى وزير الجيش غانتس؟
السبيل