عندما تنام على قلبك
عندما تنام على قلبك، أنه ليس مجرد نوم فحسب، بل تنام على قلبك لكي توقف ذلك البكاء الذي يعم بالدموع التي تهطل بغزارة، لكي تجعله يتوقف على مناجاة أحد من النجدة لكي يسعفه، بحجة أنك تريد أسعافه، في التؤويل المستمر، ذلك الكائن الذي يوجد بداخلك هو ليس مجرد موضوع، لكي يأخذ دوره في المشاركة والإبداع، وإنما كان دوره في البحث و الأشتياق، إلى تلك الراحة التي يحتاج إليها، بسبب الأعمال التي أينعت، وأنهت، وجود ذلك الاستقرار الذي يوجد بداخله.
في الغالب علمت كم هي مبهمة، متعبة، مقلقة، مفرطة، موجعة بشكل لا يمكن التصريح عنه، كم هي ناجمة بشكل لا يمكن وصفه على الإطلاق، علمت كم هي جدية بطابع سيري لا يمكن الأفصاح عنه، كم هي بحالة مغلقة، سرية الموضع، لا تبين لأي أحد هيئتها الصارمة، علمت كم هي حالة لتهدئة ذاك القلب من تلك الصرخات التي ينتجها، من ذلك الركام القاحل الذي يتسنى به، من ذلك الحطام الذي يتواجد به، من ذلك الألم الذي يتمحور به.
في الحقيقة تنظر إلى ذلك العمق، وكأنك تسير في مركب بإتجاه غير محدد، كالذي يمشي بطريق بحري مُتاه، لا تعلم أين هي تلك الوجهة، في قارب عتيق مرقع بترقيعات عدة، تبقى عالقاً بهم الفكر، ضائعاً عن الوعي، تلتهم الحلول واحداً تلو الآخر، ساعياً تماماً للخروج من هذه المتاهة، فتجد أنه إما أن تحاول إيجاد الطريق الصحيح والوصول إلى تلك الديار الذي تنقذ بها نفسك، وإما أن تبقى تائهاً في ذلك الطريق وواقعاً بين أمرين، أماً أن تغرق بهذا القارب بسبب انهيار رقعة من تلك الترقيعات التي توجد به، أو أن تلتهمك سمكة من أسماك القرش العملاقة في هذا البحر العميق، فتبقى عالقاً بموضعك الذي أنت بهِ، ملازماً لموضع معين، حارقاً لجوفك، هارباً من تفكيرك، ملتمساً من توقعاتك التي تحمل في طيفها الوقوع الصارم .
لذلك أنتبه لقلبك جيداً فاجعله يطمئن، وهو بذالك الحزن المكوّر داخله من شوائب الغبار، الذي تراكم وأصبح حجارة صلبة فوق بعضها البعض، لذلك هدّئ من روع الكائن الذي بداخلك...
حمزة الوحيدي