المناهج من جديد

تم نشره الأربعاء 01st حزيران / يونيو 2022 12:50 صباحاً
المناهج من جديد
د. مهند مبيضين

أنهى المركز الوطني للمناهج وضع وثيقة الإطار العام للمناهج في العلوم الاجتماعية، والخشية كما العادة نقاش الموضوع والمنتج ومحاكمته بلغة الشارع، وبلغة الايدلوجيا.
راعى الإطار مفاهيم علمية وحقائق ونظريات ودروس وعبر واهداف، تحصن الطالب بالثقافة العربية الإسلامية وتاريخ أمته، وتاريخ الإنسانية، ليكون على صلة بما حدث في تواريخ الأمم السابقة وتجاربها.
البعض يسأل لماذا ندرس طلابنا تاريخ اليونان والرومان؟ وهنا يبدو أن الناس يسألون وفقاً لذهنيتهم ومعتقدهم، نسي هؤلاء أن القرآن الكريم جاء بأخبار الأمم السابقة، ونسوا أن مجمل حكم الرومان واليونان للمنطقة نحو سبعة قرون، ونسوا أن آثارهم فوق أرضنا شاخصة ونسي أن علماء المسلمين احتفوا بفلاسفتهم وشرحوا كتبهم وتعليقاتهم، ولقرون طويلة حضر ارسطو وافلاطون وسقراط وغيرهم في كتب التراث الإسلامي.
يريد البعض لنا ان نُدرس طلابنا فقط تاريخ الدولة الإسلامية، ولا يدري هؤلاء أن المعرفة التاريخية إنسانية الطابع، لا بل أن بعضهم ينال من صفة وعلمية اللجنة العليمة التي وضعت الإطار، بلغة تعبوية، وبدون نقاش علمي منهجي؟
للأسف يحدث هذا، ويحدث ما هو أكثر منه في كثير من الملفات الوطنية التي يناقشها من هم من غير اهل الاختصاص، فتطفوا للسطح مواقف غير علمية ولا تبغي الإصلاح والتطوير، وهي كالزبد.
من المتوقع ان يكون الإطار العام لمناهج الاجتماعيات عرضة للنقد، فهو ليس منتج محصن، ولا نظريات ثابتة، ولا هو منتهى المعرفة، والنقد البناء الذي يجود المخرجات مطلوب وضرورة لأي عملية تطوير.
نحن في الأردن نملك الخبرات المتخصصة في كل شيء، وعندما نريد الإنجاز والتقدم، يصبح الكل خبراء، ويصبح الكل أبطالا، يتبنون كلام العامة، بحماسة البلوغ المبكر للفتيان؟
ومع ذلك، لا سبيل إلا للحوار مع اهل العلم المختصين في التاريخ والتربية، والحجة مقابل الحجة، مع الاقتران بالمعرفة الخالصة المنتمية للمنجز العالمي، التي هي الحصيلة الأوفر انتصاراً وبقاءً، مع التشديد على حضور وبقاء المعارف الخاصة بالهوية العربية الإسلامية وحضورها بعقلانية وموضوعية في المناهج لا لمجرد الديكور، وتعليم الطالب قيما ودروسا من تاريخ أمته التي ينتمي إليها، وثم تواريخ الأمم الأخرى.
في الختام، نحن امام مخرج جديد من مخرجات المركز الوطني للمناهج، وامام لحظة مهمة في المعرفة التاريخية المدرسية، التي نأمل لها ان تصمد أمام سهام طائشة لا تبغي خيرا للمستقبل.

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات