استقالة نواب الصدر والحرس الثوري
لا زال العراق تحت الضغط القادم من خارج الحدود ، بعد أن رفض الاطار التنسيقي وهو ائتلاف أحزاب موالية لأيران القبول بحكومة غير طائفية ولا تعتمد على المحاصصة ، في الوقت الذي كانت فيه كل الأنظار تتجه إلى توافق ما ، قد يحدث في اللحظات الأخيرة ، ولكن وكما هو واضح ، فإن الايرانيين موغلون في استخدام العراق ورقة ضغط على العالم لكي يمرروا اجندتهم النووية وغير النووية المتلخصة بالأعتراف بالنفوذ والمصالح في هذه المنطقة من العالم منفردة أو بالإتفاق مع آخرين .
الصدر الذي كان قد هدد باستقالة نوابه من البرلمان " 73 " نائبا بعد إخفاقه بتشكيل حكومته الموعودة ، كان قد اعترف بأنه تلقى تهديدات بـ " إحراق العراق " في حال توافق النواب المتآلفون معه وشكلوا حكومة " وطنية " أو " لا شرقية ولا غربية " كما يحلو للصدر أن يسميها ، وعقب تهديده باستقالة نوابه وقع المحظور فعلا ، ووقع النواب الثلاثة والسبعون على استقالاتهم ، ما زاد من ارباك المشهد وخروج احتمالات كثيرة قد لا يكون حل البرلمان هو خيارها الأوحد .
ولأن الصدر منح الأطار التنسيقي فرصة لمدة 40 يوما ليشكل حكومة اغلبية في مجلس النواب ، ولأن هؤلاء الموالين لايران أخفقوا في تحقيق ذلك ، فقد تعززت الصورة الايرانية وفق التالي : " لا حكومة بدون محاصصة " بعد أن كانوا قد لينوا موقفهم سابقا خلال زيارة مسؤول الحرس وفق معطيات مع الغرب لصالحهم آنذاك ، ومن هنا وضع النواب الصدريون استقالاتهم في عهدة زعيمهم الذي لا يستطيع التراجع عن وعوده بحكومة وطنية .
ووفق المشهد الحالي فإن الإنسداد السياسي المستمر منذ ستة شهور يضع في الحسبان أن احتمالات الإنفجار واردة ، حيث إن اللجوء الى حل البرلمان - مثلا - لن يكون قارب النجاة لكون الايرانيين ، وبواسطة ميليشياتهم المسلحة في " الاطار التنسيقي " غير راضين عن النظام الأنتخابي الحالي ولن يخوضوا انتخابات جديدة بموجبه ، ما يؤكد ما قلناه : بأن هذا البلد العربي الأصيل " المختطف" لا زال معلقا بحبل الحرس الثوري بين السماء والأرض .. ولا نامت أعين الجبناء .
جى بي سي نيوز