أردنية متفوقة بالإمارات تحرم من الجامعة بعد فصل والدها من العمل

المدينه نيوز- تعاني أسرة المغترب الأردني في دولة الامارات العربية كمال أبوبكر، المكونة من خمسة أفراد، مرارة العوز والديون، إذ تحاصرها المشكلات المالية، مهددة الأبناء بعدم استكمال دراستهم، خصوصاً ابنته المتفوقة (رولا)، التي تعيش خطر فقدان فرصتها في التعليم الجامعي، بسبب عدم مقدرة ذويها على تأمين رسوم دراستها، ما يحول دونها والالتحاق بالجامعة، على الرغم من حصولها على معدل 98.5٪ في الثانوية العامة.
ووفق تقرير لصحيفة "الامارات اليوم " نشر السبت فان أبوبكر يقول إن ابنته حققت حلمه في التفوق، وجاءت في المرتبة الثانية عشرة على مستوى الدولة، لكنه لا يستطيع أن يحقق لها حلمها في استكمال دراستها، لأنه لا يعمل، ولا يستطيع تدبر مصروفاتها الدراسية، في ظل عدم وجود دخل للأسرة، مضيفاً "أنا أردني، وكنت أعمل كاتباً في المحكمة الشرعية، لكن تمّ انهاء خدمتي دون سابق إنذار، أثناء سفري في الإجازة السنوية، في شهر ايار الماضي، ما ترتب عليه فقداني مصدر دخلي الوحيد".
وأكدت الطالبة المتفوقة (رولا)، أن ثقتها برحمة الله مطلقة، وأنها لن تستسلم لليأس، ولن تسمح له بأن يضع حدّا لطموحاتها وطموحات أسرتها، لافتة إلى أنهم ذهبوا في كلّ اتجاه، وطرقوا جميع الأبواب، باحثين عن حلّ. وتفصيلاً، قال أبوبكر إن لديه ثلاثة أبناء، يدرس أكبرهم الهندسة في الأردن، والصغرى في الصف العاشر، إضافة إلى رولا، لافتاً إلى أنه لا يعرف من أين سيدبر لهم مصروفاتهم الدراسية، خصوصا أنه يوفر لهم طعامهم بصعوبة بالغة.
وتابع أنه يشعر بالشفقة والحزن على حال ابنته رولا، بعدما تحطمت أحلامها في الالتحاق بتخصص هندسة الكمبيوتر، مؤكداً أنها "اجتهدت في تحقيق حلم عائلتها في التفوق، على الرغم من إدراكها حجم الصعوبات المالية التي تعيشها عائلتها، لكنها تابعت دراستها بجدّ، وفعلت ما هو مطلوب منها، وهو ما يجعل اضطرارها للتوقف عن دراستها صدمة للجميع".
ولفت إلى أنه طرق أبواباً عدة بحثا عن حلّ، إذ لجأ إلى صندوق الزكاة، ومؤسسة زايد للاعمال الانسانية، وقصد أماكن أخرى، لكنه لم يتلق ردّاً بعد.
من جانبها، قالت رولا إنها تدرك مدى ضيق الحال، لكنها ترفض الاستسلام لحظها العاثر، مضيفة أنها مصرّة على الاستمرار في البحث عن حلّ، حتى تتمكن من استكمال دراستها، وتحقيق حلم والدها في الاحتفال بتخرجها.
وأكدت لـ"الإمارات اليوم" أنها واثقة بأن الله سيختار لها الأفضل، لافتة إلى أنها أنهت الثانوية العامة بتفوق كبير، كبقية سنوات دراستها السابقة، لكن نجاحها ومثابرتها لن يكونا كافيين لدخولها الجامعة، ولا حتى أيّ كلية، إذا لم يقدر لها الله ذلك.
وأضافت "من حقّي أن أعيش وأتعلّم، وأحقق أحلامي، ما دمت أمتلك العزيمة والإصرار على النجاح، والقدرة على التفوق، والتحصيل العلمي، لكن والدي عاطل عن العمل، وليس لنا مصدر دخل ثابت نعيش منه، فكيف سأدخل الجامعة في ظل هذا الوضع؟ ومن أين سأحصل على الرسوم؟ وثمن المواصلات والكتب والمصاريف الأخرى؟ هذا أمر صعب جداً، أنا أعرف أن والدي يحاول فعل المستحيل من أجل عائلته، لكن قدرته المالية تنتهي هنا".
وتابعت أن أزمة فقدان والدها لعمله، لم تدمّر مستقبلها وحدها، فشقيقها وشقيقتها هما أيضاً من المتفوقين في الدراسة، لكنها لا تستبعد أن يلاحق الفقر أخاها، وأن يضطره إلى ترك الجامعة والالتحاق بعمل حتى ينفق على البيت، مضيفة: "لايزال لديّ أمل ورجاء أن يصل صوتي وندائي إلى أصحاب القلوب الرحيمة، وتبلغأ كلماتي قلبأ إنسانأ ينبض بالخير، حتى يسهم في فتح الطريق أمامي لدخول الجامعة، وتحقيق هذا الحلم".(وطن الامريكة)