تسريبات المالكي
فضائح متتالية تكشفها تسريبات نوري المالكي رئيس ما يعرف بدولة القانون ، ألهبت الأجواء العراقية الساخنة أساسا بتصريحات قد يكون لها ما لها في قادم الأيام .
المالكي في التسريبات المنسوبة أليه والتي " فضحها " ناشط عراقي يقيم في الولايات المتحدة ، لم يبق ولم يذر على زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي وصمه بالجبن والضعف والهوان ، وعلى بقية الفرقاء بمن فيهم الحشد الذي يقول إنه هو الذي أنشأه ، كاشفا أنه قام بتسليح قطاعات واسعة من مؤيديه للتصدي لتيار الصدر ودحره في النجف وكل مكان بالعراق ، ومؤكدا ولاءه لايران واعترافه في احد التسجيلات بأنه حاول أن يجعل الحشد الشعبي نواة لحرس ثوري عراقي على غرار الحرس الثوري الايراني ، مدافعا عن المرجعية الشيعية ممثلة بالسيستاني ضد الصدر وأي مرجعية عراقية أخرى ، إضافة إلى ما كشفته التسريبات من هجوم على الأكراد وخاصة تيار برزاني والتيار السني ممثلا برئيس مجلس النواب إلخ .
هذه التسريبات التي احتلت الترند في اغلب الدول العربية تأتي - بالتأكيد - في سياق الصراع على السلطة في العراق ، فبينما ينسحب الصدر ونوابه من البرلمان ، يعمد الاطار التنسيقي ، وهو أئتلاف شيعي معروف بولائه للولي الفقيه والحرس الثوري إلى مقاربات واتصالات مع مختلف الأحزاب لتشكيل حكومة بقيادته ، لتأتي هذه التسريبات وتقضي على اي فرصة له في النجاح .
رئيس منظمة بدر الموالية لإيران وزعيم الحشد القوي هادي العامري لم يترك الأمور تجري كما يراد لها في البداية ، فانبرى للدفاع عن المالكي زاعما بأن التسجيلات مزورة ، ولكن ما لبث هذا الدفاع أن خفت وتيرته عقب مهاجمته هو أيضا ، ليحدث كل ذلك تصدعات بين حزب الدعوة وبين بقية القوى في الإطار .
ولما كان الأمر خطيرا لدرجة اقتتال شيعي - شيعي ، صرح الصدر بأنه وتياره لا يعيرون ما قاله المالكي أدنى اهتمام، بل إنه طلب من المالكي تسليم نفسه للقضاء ليظهر المشهد العراقي على هذه الدرجة من السطوع والقتامة في آن :
سطوع في فشل الاطار بتشكيل الحكومة وانتهاء حياة المالكي السياسية ..
وقتامة في مصير العراق بعد أن وصلت السكاكين إلى الرقاب .
وايا كان الشخص الذي يقف وراء التسريبات : رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي او غيره فإن هذه القيادات : الصدر او المالكي أو العامري وغيرهم - ليسوا في النهاية - سوى بيادق على طاولة المرشد ، وهنا لا يجب أن ننسى بأن خامنئي كان ولا يزال لاعب شطرنج محترف .
جى بي سي نيوز