تسريبات المالكي

تم نشره الأحد 24 تمّوز / يوليو 2022 01:24 صباحاً
تسريبات المالكي
د.فطين البداد

فضائح متتالية تكشفها تسريبات نوري المالكي رئيس ما يعرف بدولة القانون ، ألهبت الأجواء العراقية الساخنة أساسا بتصريحات قد يكون لها ما لها في قادم الأيام .

المالكي في التسريبات المنسوبة أليه والتي " فضحها " ناشط عراقي يقيم في الولايات المتحدة ، لم يبق ولم يذر على زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي وصمه بالجبن والضعف والهوان ، وعلى بقية الفرقاء بمن فيهم الحشد الذي يقول إنه هو الذي أنشأه ، كاشفا أنه قام بتسليح قطاعات واسعة من مؤيديه للتصدي لتيار الصدر ودحره في النجف وكل مكان بالعراق ، ومؤكدا ولاءه لايران واعترافه في احد التسجيلات بأنه حاول أن يجعل الحشد الشعبي نواة لحرس ثوري عراقي على غرار الحرس الثوري الايراني ، مدافعا عن المرجعية الشيعية ممثلة بالسيستاني ضد الصدر وأي مرجعية عراقية أخرى ، إضافة إلى ما كشفته التسريبات من هجوم على الأكراد وخاصة تيار برزاني والتيار السني ممثلا برئيس مجلس النواب إلخ .

هذه التسريبات التي احتلت الترند في اغلب الدول العربية تأتي - بالتأكيد - في سياق الصراع على السلطة في العراق ، فبينما ينسحب الصدر ونوابه من البرلمان ، يعمد الاطار التنسيقي ، وهو أئتلاف شيعي معروف بولائه للولي الفقيه والحرس الثوري إلى مقاربات واتصالات مع مختلف الأحزاب لتشكيل حكومة بقيادته ، لتأتي هذه التسريبات وتقضي على اي فرصة له في النجاح .

رئيس منظمة بدر الموالية لإيران وزعيم الحشد القوي هادي العامري لم يترك الأمور تجري كما يراد لها في البداية ، فانبرى للدفاع عن المالكي زاعما بأن التسجيلات مزورة ، ولكن ما لبث هذا الدفاع أن خفت وتيرته عقب مهاجمته هو أيضا ، ليحدث كل ذلك تصدعات بين حزب الدعوة وبين بقية القوى في الإطار .

ولما كان الأمر خطيرا لدرجة اقتتال شيعي - شيعي ، صرح الصدر بأنه وتياره لا يعيرون ما قاله المالكي أدنى اهتمام، بل إنه طلب من المالكي تسليم نفسه للقضاء ليظهر المشهد العراقي على هذه الدرجة من السطوع والقتامة في آن :

سطوع في فشل الاطار بتشكيل الحكومة وانتهاء حياة المالكي السياسية ..

وقتامة في مصير العراق بعد أن وصلت السكاكين إلى الرقاب .

وايا كان الشخص الذي يقف وراء التسريبات : رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي او غيره فإن هذه القيادات : الصدر او المالكي أو العامري وغيرهم - ليسوا في النهاية - سوى بيادق على طاولة المرشد ، وهنا لا يجب أن ننسى بأن خامنئي كان ولا يزال لاعب شطرنج محترف .

جى بي سي نيوز 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات