عدوان غزة .. وذكرى انفجار مرفأ بيروت
غزة تحت النار
ما من شك أن العدوان الاسرائيلي الأخير على غزة كان معدا سلفا لتحقيق عدة أهداف :
الأول : تحقيق أكبر قدر ممكن من الردع ضد حركة الجهاد ، على اعتبار أن الحركة تتبع ايران وفق التصنيف الاسرائيلي .
الثاني : تحقيق أهداف انتخابية ، وهذا ما كشفته الاستقراءات الميدانية التي عكست رضا الشارع عن أداء لابيد ومن بمعيته ..
الثالث : إحداث شرخ بين فصائل غزة .
الرابع : الفصل " العملي " بين غزة من جهة ، وبين ما يحدث في القدس والضفة من جهة أخرى .
الخامس : إجهاض الأهداف التي حققتها عملية " سيف القدس " ومنع تغيير قواعد الإشتباك .
السادس : تمرير اقتحام الأقصى اليوم الأحد من قبل أعضاء الكنيست والمستوطنين في ذكرى ما يعرف بـ " خراب الهيكل " وضمان مرور هذا السماح تحت النار .
إجمالا : فإن الدم الفلسطيني والأرض الفلسطينية والمقدسات الفلسطينية هي الثمن الدائم والمستمر لأي مشروع صهيوني بغض النظر عن مسماه .
******
عامان على انفجار مرفأ بيروت
توعد حزب الله اللبناني في رده على تصريحات ليبرمان الأخيرة بخصوص تدمير الضاحية الجنوبية في حال اعتداء الحزب على منصات الغاز الصهيونية في البحر المتوسط ، خاصة بعد الفيديو الذي نشره الحزب .. توعد بأن تدمير تل ابيب سيكون المقابل لتدمير الضاحية .
وبالتأكيد لا يتمنى أي عربي أو مسلم تدمير الضاحية ، ولكن الذين يريدون ذلك هم هؤلاء : عملاء ايران ومرجعيتها الفارسية الدموية .
وليس صدفة بالتأكيد ،أن ينشر حزب الله فيديو رصد المنصات الأسرائيلية قبيل الذكرى الثانية لتدمير مرفأ بيروت في الرابع من آب عام 2020 حينما دوى انفجار شبه نووي وأودى بمئات الضحايا والمصابين وتضرر جراءه مئات المنازل بعد أن انفجر خمس نترات الأمونيوم التي كانت مخزنة في المرفأ منذ سبع سنوات وقدر حجمها الكلي بـ 2754 طنا ،إذ لو انفجرت كلها لدمرت بيروت بالكامل.
طبعا ، وبلا أدنى شك ، فإن تركيز الحزب على منصات الغاز الأسرائيلية وافتخاره قبيل أيام من ذكرى الأنفجار بأنه هو الذي غير المعادلة مع أسرائيل وبأنه لا تنازل عن حقوق لبنان : كل هذا يجيء في معرض محاولات الحزب تلميع صورته وإشغال اللبنانيين الفقراء الجوعى والمشردين بآمال الغنى والثروة والرفاء الاقتصادي الموعود .
لم يأت الحزب على ذكر أنه هو الذي قام بتخزين هذه المواد في المرفأ ، ولم يأت على ذكر أنه منع استجواب مسؤولين من بينهم رئيس الوزراء حسان ذياب ورئيس جهاز الأمن ومدير المرفأ ، من خلال اصراره على تنحية القاضي الأول فادي صوان ، ومن ثم القاضي طارق البيطار الذي اصر على استجواب متهمين بينهم عدد من المحسوبين على الحزب ، ولكن حكام لبنان الفعليين قرروا بأن محاكمة الوزراء لا يجوز ان تتم إلا من خلال " محكمة خاصة بمحاكمة الرؤساء والوزراء " ، دون أن يفوتنا التذكير هنا : بأن ميشيل عون حليف الحزب وقف متفرجا على ما جرى ، ، بينما اكتفى حسان ذياب بخطاب على الطريقة الأصمعية حينما وعد بمحاسبة المسؤولين دون أن يذكر اسمه شخصيا .
وبكل أسف ، فإنه ليس متوقعا أن يخلص هذا الملف إلى نتيجة شأنه شأن عشرات الملفات المشابهة وإن كان انفجار المرفأ أشدها ايلاما وأفدحها تنكيلا ، وهي مأساة بات يعيها اللبنانيون حيث لا مناص من أنهم واقعون تحت نير الإحتلال الايراني المباشر الذي يحكم بيروت في ظل عباءة الولي الفقيه في طهران .
قلنا : لا مناص ، وهو ما يذكر بما قاله الشاعر السوري الكبير كمال خير بيك وكأنه يحاكي قلة حيلة اللبنانيين الذين خرجوا في مظاهرات بذكرى الإنفجار عندما قال :
.. صياد
اركض في برية العناد ..
اعلم أن بندقيتي ..
خالية من الرصاص ..
ولا مناص !!!.
جى بي سي نيوز