باكستان .. قبل فوات الأوان !
لا يستقيم أبدا أن نشاهد ثاني بلد في العالم الاسلامي بتعداد السكان بعد اندونيسيا يغرق في المياه والطين ، ولا نرى أو نسمع أي هبة انسانية تجاه 1500 قتيل حتى الآن ومئات الجرحى والمفقودين والحصيلة يوميا في ارتفاع .
إغاثة الدول التي تتعرض لما تعرضت له باكستان من فيضانات ليست منة من الأمم المتحدة ولا من أي احد ، بل هو أمر تفرضه العهود الدولية التي وقعت عليها دول العالم ، بدون تفريق في الدين واللغة والعرق ، أو هكذا يفترض .
إعلان الأمم المتحدة المتأخر عن برنامج تافه لإغاثة باكستان ببضع ملايين يعكس حقيقة هذه المنظمات الدولية التي تكيل بأكثر من مكيال ، سواء في الحروب أو الكوارث الطبيعية .
إنه لأمر مخجل أن تقف باكستان تتسول العالم ، في الوقت الذي لا نرى فيه اي اغاثة حقيقية من العالم الاسلامي لهذه الدولة الأسلامية " النووية " التي يراد لها أن تظل " تشحد الملح " لكي لا تفطن أنها ذات قوة ومنعة وذات سطوة ضاربة ، حيث ممنوع عليها أن تشبع أبدا أو أن تستقر إطلاقا ، ولقد شاهدنا ما حدث لرئيس وزرائها عمران خان الذي أطاحت به الولايات المتحدة في ليلة ليلاء بواسطة عملائها كما كشف هو نفسه ..
في باكستان ليس من طعام ولا دواء ولا غطاء ، لأنه البلد الفقير المعدم والأول في التاريخ الذي صنع لنفسه قوة أطلق عليها الغرب والشرق بلغة حاقدة : " القنبلة الإسلامية " .
كما سبق وقلنا ذات مقال ، فإن ثلثي لاجئي ومهجري ونازحي العالم مسلمون ، وإذا قرأنا هذه النسبة فلسوف نعلم حقيقة ما يجري ، وكيف أن بلدا تغرق ثلث اليابسة فيه ، لا يجد حتى كتابة هذه السطور من يقول له : لبيك ، لا من الغريب ولا من القريب ، للاسف .
لنتذكر ايها السادة أن الجزء الغارق من باكستان الآن ، وما يعرف بإقليم السند، كان هو ذاته بوابة الفتح الإسلامي نحو الهند ، وفيه حطت خيول محمد بن القاسم انطلاقا من بحر العرب قبل أن تتجه شمالا ، ، ولأن باكستان كذلك ، ولأن 98 % من سكانها مسلمون سنة ، و لديها قوة نووية ، فإنه لا بأس في أن تغرق وأن تجوع وأن تعرى ، ولا قوة إلا بالله .
جي بي سي نيوز