حين تكسب بريطانيا «حرب الألوان»… و«ملحمة وطنية» بين شيرين عبدالوهاب وحسام حبيب!
الثلاثاء لم يكن يوما عاديا بالنسبة للبريطانيين، ومعهم دول الغرب والهند وباقي دول العالم الثالث.
كانت الصورة هي التي تتكلم على كل وسائل الإعلام والتواصل في العالم كله.
صورة ريشي سوناك، الشاب ذي الإثنين والأربعين ربيعا، والملامح الهندية البنية الصارخة.
فاجأ العالم كله حين وصل إلى رئاسة المستعمرة السابقة لبلاد أجداده، حيث كانت أمنية الأماني أنذاك أن يعمل الهندي النابغ، حاجبا أو خادما عند سيده الإنكليزي.
إنها حتمية التاريخ ونهوض الأمم ومكافأة المجتهدين.
سيتذكر الإعلام، ونتذكر معه هذه الصورة إلى عقود مقبلة طويلة، ففي الوقت الذي يصعد اليمين المتطرف في أرجاء أوروبا، وكان آخرها الشوفينية الايطالية، عكست المملكة المتحدة الاتجاه، وقدمت مثالا عالميا جديدا، في احترام التنوع، حظي بأسرع إشادة فورية من رئيس الولايات المتحدة.
فما هو السر في صعود الشاب البني لقمة البيض؟
كي نفهمها سأورد بعض الحقائق، علها تضيء على هذا الحدث.
تعدت صادرات الهند الآن من برامج الكمبيوتر 156 مليار دولار سنويا، ما يفوق مثلا دخل قناة السويس 25 مرة!
هذا تم بفضل رجل واحد، لا يكره وطنه وناسه! كما هو الحال في معظم القيادات في الدول العربية. نعم مجرد رجل واحد، لديه رؤية وفكر وإخلاص. استطاع انقاذ مئات الملايين من الفقر في أفقر المجتمعات.
حتى عام 1998 كانت الهند تعاني من الفقر والأمراض والجهل. وكان جل حلم شبابها أن يهاجروا إلى دول الغرب، كما هو حلم كل العرب بمن فيهم القادة وأبناء الحكام ورؤساء الأحزاب القومية والوطنية والمحلية وقادة العسكر، دون استثناء!
وقتها كان الدكتور المهندس «باليغا» رئيسا لمؤسسة تطوير الإلكترونيات الحكومية، فقال: لماذا نترك أولادنا يهاجرون نحو الشركات الأجنبية؟ دعونا ندعو هذه الشركات الأجنبية تهاجر إلينا. تعالوا نقيم مدينة إلكترونية لصناعة تقنية المعلومات؟
لم تكن كلماته مجرد يافطة، وتدشينا مقرفا لحجر أساس، بدون أساس. الرجل كانت لديه خطة حقيقية على مدى 10 سنوات لتعليم وتأهيل مليون طالب لتكنولوجيا المعلومات.
الحكومة الهندية وثقت في باليغا، وأعطته صلاحيات كاملة. وخصصوا له منطقة كبيرة في جنوب مدينة بنغالور الفقيرة، لتنفيذ «مجمع المدينة». أسس الرجل 7 معاهد تكنولوجية متطورة ألحق بها 50 ألف طالب متفوق، فى أول سنة. أعطى لكل طالب حاسوبا وخط نت مجانا. بعث بـ2400 طالب متفوق منهم كي يدرسوا في أمريكا وإنكلترا وألمانيا وغيرها. من عاد منهم علموا الباقيين. ومن استقر في الخارج بقي يزور مجمع المدينة كل بضعة أشهر وينقل خبراته. وكي يشجع الشركات الأجنبية تأتي لبلاده، منحها الأرض مجانا، وأيضا أعفاها من الضرائب، شرط أن يشغلوا ألف هندي في كل شركة. زار بنفسه كل الشركات العالمية الكبرى وعرض عليها كل المزايا المغرية.
نجح المشروع، وانتقلت إليه أكبر 103 شركات تكنولوجية عالمية، مثل فيربو، موتورولا، إنفوسيس، سيمنز، آي تي، هيوليت باكرد، وساتيم. تعلم الهنود وأنشأوا حوالي 1500 شركة هندية خالصة لعمل البرامج والاختراع والتصاميم.
قررت الحكومة إنشاء ثلاث مدن اليكترونية في مدن هندية أخرى.
الآن مدينة بنغالور وحدها تصدر برامج وخدمات تكنولوجية بـ 33 مليار دولار (صادرات دول عربية كبيرة كلها من كل شيء لا تتجاوز 28 مليار دولار فقط).
ومع أن عدد السكان في مدينة بنغالور تضاعف 4 مرات في آخر 20 سنة من 3 ملايين الى 11 مليون نسمة، إلا أن متوسط دخل الفرد زاد 11مرة، وأصبحت بنغالور مدينة عصرية حديثة جدا. لم يقف طموح الهند على ذاك، فهي الآن تدرب نحو 4 ملايين طالب في 1832 مؤسسة تعليمية متخصصة في التكنولوجيا الحديثة من تقنيات البلازما والنانو والخلايا الجذعية، وكل المجالات الحديثة في العالم لتلحق بركب التطور. فأصبحت الهند قبل شهر خامس اقتصاد في العالم لتزيح بريطانيا إلى المركز السادس، ألا يستحق حامل دماء هذا البلد الإعجاب بالوصول إلى رئاسة وزراء بريطانيا العظمة؟
وهل هناك من طريق ثان للنهوض سوى التعليم. ألم تسلكه المانيا واليابان في الستينيات، وعملته الصين في السبعينيات والنمور الأسيوية في الثمانينيات وتركيا والبرازيل والهند سنة 2000 وتبعتها إثيوبيا ورواندا في 2010. كل هذه الدول نهضت بأقل من 10 سنوات من إصلاح التعليم. أليس السر كله في ذلك؟
تداولت مواقع التواصل العربية مئات القفشات والنكات حول رئيس الوزراء الهندي الأصل، واختلفت عن تغطيات ومتابعات كل وسائط التواصل حول العالم، والتي أبدت الإعجاب والاحترام لهذا الرجل. فيما كانت التعليقات العربية حول أنه رجل غني وسيرفع قيمة البهارات في الأسواق، وسيحول الزوايا إلى دكاكين للبيع بالجملة والمفرق، فيما تعاطى كثيرون حول مذهبه الهندوسي والتقليل من معتقداته. هل ينقص كل ذلك الهذر والسذاجة من قدر ما حققه هذا الرجل وبنو قومه من رفعة وكرامة؟
لدى الهنود مهرجان يسمى «ديوالي»، أو كما يعرف بمهرجان «الأضواء» ويشكل أحد أكبر الاحتفالات الشعبية في الهند، وحتى في آسيا برمتها، حيث ينخرط مئات الملايين في طقوس ومراسم من البهجة والفرح.
«ديوالي» تعني باللغة السنسكريتية «صفوف الأنوار»، أو مهرجان الضوء، وهو يرمز إلى انتصار الخير على الشر وانتصار النور على الظلمة.
يبدو أن مهرجانات الضوء هذه مرت بمعظم الدول الغربية وحطت في بريطانيا. فكم من مهرجانات الضوء نحتاج في بلادنا العربية بدل التهكم والتظارف.
ملحمة شيرين وحسام
كشف الملحن المصري حلمي بكر في لقائه مع برنامج «قعدة ستات»، الذي تقدّمه مروة صبري عبر قناة «القاهرة اليوم»، عن السبب الرئيسي وراء انفصال الطربة شيرين عبد الوهاب عن زوجها السابق ووالد ابنتيها الموزع الموسيقي محمد مصطفى. بعد هذه الضجة التي شغلت وتشغل مصر ومعها الوسط الفني ووسائط التواصل في العالم العربي!
الملحن تحول الى محلل نفسي فقال: «نفسي أجيب أبو بنات شيرين اللي جزمته برقبة كل دول وأساله اتطلقتوا ليه؟ لكن نص الإجابة إن جاله ديسك في ضهره».
أما عن حقيقة تعاطيها وإدمانها على المخدرات، ففجر مفاجأة من العيار الثقيل وحقيقة تورط الفنان حسام حبيب. وأكد الرجل – على ذمته – أن شيرين مدمنة قبل ارتباطها به، وقد أثّر ذلك سلباً في غنائها في الحفلات، لأن المخدرات تُفقد الإنسان أعصابه.
شيرين هذا الصوت الجميل والمليء بالإحساس والمشاعر، من المؤلم أن تصبح سيرتها وحياتها الخاصة على كل لسان وتشغل المصريين، كأنها قضية وطنية، كما ادلى بدلوه فيها مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك السابق، بعدما قال في برنامج على القناة المصرية الرئيسية: «هو في إيه يا جماعة هي قضية حسام وشيرين؟ الأخ عمرو والأخت لميس. هنا بتقول للميس حديدي: هو ابن كلب وحلق لي شعري، وعورني ورماني من البلكونة! وعند عمرو أديب تقول: بحبه يا عمر مش قادره! إحنا مالنا ما يتحرقوا هما الاثنين. هل هذه مشاغل مصر؟!».
وفي حوار على التواصل يلخص أحدهم القضية بالقول: «في جوازات بتبقى سوده على العريس أو على العروسة أو على أهل العريس أو العروسه، إلا جوازة شيرين، كانت جوازه سودا، علينا وعلى مصر كلها والوطن العربي»!
وتهكم أحدهم على قضيتها – وهي قضية إنسانية وخاصة، كان يجب ابعادها تماما عن الإعلام – بعرض صورة للرئيس الروسي بوتين على الهاتف وهو يقول: لا سيبك من أوكرانيا خالص دلوقتي، خلينا في المهم: طمني شيرين عبد الوهاب عامله إيه النهاره»؟!
«عربوود»
أن تجد فنانين عربا كبارا يتوجهون إلى هوليوود في الولايات المتحدة لاقتناص الظهور في أحد أعمالها، فهذا أمر طبيعي جدا، فمنهم من نجحوا كعمر الشريف ورامي مالك وعمر وأكد وجميل راتب وغسان مسعود وجهاد عبدو وغيرهم، ومنهم من فشلوا، لكن أن تجد فنانا أو فناة عربية تتجه إلى بوليوود الهندية، فهذا لعمري جديد.
فقد حققت الفنانة نورة فتحي، التي تملك أصولاً مغربية شهرة كبيرة نتيجة ما قدمته من أعمال في الهند، لا سيما أنها فنانة متنوعة وشاملة تمتلك العديد من المواهب من تمثيل وغناء ورقص، وقد أصبحت محط الأنظار في الوطن العربي وخارجه.
الفتاة التي كانت تحلم بعالم الشهرة والأضواء والتمثيل، لم تتمكن من تحقيق حلمها في كندا، حيث ولدت فقررت الهجرة إلى لوس أنجليس من أجل أن تحقق أحلامها. لكنها واجهت عقبات في هوليوود ما دفعها الى اليأس. لكنها تلقت عرضاً مفاجئا من إحدى شركات الإنتاج للعمل في الهند فقررت أن تخوض التجربة الصعبة، بالرغم من عوائق اللغة والبعد الجغرافي.
بدأت الفنانة مسيرتها الفنية في العشرين من عمرها في المشاركة بعدد من الإعلانات التلفزيونية في الهند، وبعدها شاركت في عروض الأزياء وساهمت مشاركتها بأشهر برنامج لتلفزيون الواقع في الهند بأن تصبح محط الأنظار في بوليوود.
وما دام هناك توجه دولي للتعاون وتبادل الخبرات والمشاركة في أعمال دولية مشتركة، فهذه دعوة للتعاون في الأعمال الدرامية بين الدول العربية والهند، والاستفادة من هذه التجربة المهمة، ففي بلادنا العربية نحن بحاجة الى «عربوود»، وهذه يجب أن تكون مهمة مصرية، فمصر جديرة بها.
القدس العربي