اين اختفى مقتدى الصدر ؟
لا أحد يريد أن يصدق بأن الحكومة العراقية ستتخذ خطوات ضد ايران بعد قصف الأخيرة - ولعدة مرات - مواقع كردية في بلدة كويسنجق شرق أربيل عاصمة الاقليم ، بعد أن أطلق وزير الخارجية تصريحات رافضة للقصف ومتوعدة بتحرك.
القصف الايراني ، الذي ما انفك يتكرر عبر الحدود ، سواء بالمسيرات أو الصواريخ لن يردعه - بالتأكيد - تهديد حكومة يتهمها خصومها بأنها أساسا معينة من قبل طهران بواسطة الإطار التنسيقي، ويكفي أن قائد فيلق القدس اسماعيل قآني ، وهو بديل قاسم سليماني حط بعد القصف مباشرة ببغداد في زيارة غير معلنة ، قابل خلالها السوداني ورئيس العراق عبد اللطيف رشيد ، واجتمع مع الاطار وزعماء الميليشيات الشيعية الموالية للولي الفقيه .
وإذا كان التيار الصدري " لا حس ولا خبر " حتى الآن بعد كل هذه التطورات ، فإن أكثر من علامة استفهام ترتسم بخطوط فاقعة حول جدية زعيم هذا التيار في قيادة عملية الأصلاح التي نادى بها ، وجدية المطالب التي رفعها عبر المظاهرات التي وصلت إلى درجة الإشتباكات المسلحة في البصرة مع ميليشيات عصائب أهل الحق وغيرها ، ما نتج عنه سقوط عشرات الضحايا ، ويسأل كثيرون : " هل ذهبت كل تلك التضحيات سدى " ؟، .. إن كان الأمر كذلك فلماذا ملأ الصدر الدنيا وشغل الناس وأزهق الأرواح إن كان سيختفي في النجف بـ " لا حس ولا خبر " كما هو عليه الآن .
لقد خرج الصدر من المولد بلا حمص : لا حكومة ولا نواب ، بل بات محط تندر ليس للعراقيين فحسب ، ولكن للعالم أجمع ، بعد أن تبين بأنه مجرد فقاعة ليس أكثر ، وإنه لا صوت يعلو على صوت ايران في العراق ، رغم رفض الشعب العراقي العظيم الذي ابتلي بمعممين وسياسيين من ورق ، إذا غضب عليهم خامنئي فإنهم سرعان ما يتمزقون ويذهبون مع الريح .
جي بي سي نيوز