أين حجت سندس الفرشيشي؟ الافتراء على ثروة أم وليد
هل ستفعلها؟
سندس الفرشيشي، التي لقبت نفسها بالحاجة سندس بعد نشرها للفيديو الذي تعلن فيه عن زواجها من رجلين وبأنها ستكون أول امرأة تونسية وعربية يمكن أن تفعلها مادامت هناك ثغرة في مجلة الأحوال الشخصية التونسية التي تحد من تعدد الزوجات وتصمت عن تعدد الأزواج…لا توجد مشكلة في القانون تمنعها من ذلك في زمن تراجعت فيه القيم، وانقلبت المعايير، وشحت الأقوات، وانفجر المجتمع غضبا ولوعة جراء فقدان أبنائه بالجملة في عرض البحر… أمام كل مظاهر البؤس تبرز مثل هذه الظاهرة «السندسية» المبهرة المذهلة التي تقفز من دائرة المنطق الاجتماعي والقدرة الفردية على الاستيعاب والتحمل… لتذهب الأعراف والقيم الاجتماعية والثقافية والدين إلى الجحيم… لكن المجتمع التونسي مجتمع مسلم ولايمكنه تقبل ذلك مثلما رصد برنامج «بلا قناع» آراء الشارع التونسي الأمر: «…التعدد ممنوع على الرجال والنساء… وليس كل من يأتي يؤول الموضوع مثلما يريد….(في إشارة إلى المحامي منير بن صالحة)…البلاد فيها انخرام كامل»… امرأة أخرى وبضحك واستغراب ترد «مايجيش…والله لا يجيها … والصغار واشي (ما هو) ذنبهم من بعد كي ايجيوا.. اشي ذنبهم»… وآخر: «حرام» ويضحك…»هذا مافيهوش برشة (كثير) تخديم مخ…مافيهوش برشة فلسفة…مافيهوش اجتهاد…حرام…معنتها (معناها) معرسة براجل وفي نفس الوقت براجل آخر…هذاك ولد شكون (مَنْ)…الزوج لول ولا الزوج الثاني»…»لا مايجيش في السنة نتاعنا مايجيش…نحكوا عالسنة ماهو…فالسنة عمرو كان ايجي…وعيب عليه اللي قال الكلام هذايا…بالرسمي سامحني فيه بالرغم من احترامي الشخصي ليه…هذا لا قاري (لم يدرس) لامثقف بالنسبة ليا أنا»… (الصحافية هذا تصريح محام)…يرد المستجوب ضاحكا «تصريح محامي…معناها هذا قاري القوانين الكل…وينها الشريعة والدين متاعنا (خاصتنا)»؟…ترد شابة أخرى قائلة «مصدومة ياخاطر مانتصورش مرا ترضى روحها تعرس بأكثر مراجل…هي راجل واحد تلقى حايرة فيه… وزيد أنتِ تعرفي رجال تونس صعاب وكل شي …أنا وحدة مالناس معناها مانرضاش اروحي نعرس ربع (أربعة) رجال ولا ثلاثة ولا زوز (اثنان) …واحد بركا آكا هو» (هكذا بس).
وعلى قناة «موزاييك أف أم» على اليوتيوب وبعنوان « سندس التي أعلنت عن رغبتها في الزواج برجلين «تعرضت للتهديد بالتصفية»…كانت «سندس الفرشيشي» عبر الهاتف لترد على بعض الأسئلة، وتكلمت عن الظروف التي تعيشها حاليا بعد نشر الفيديو وكيف أنها تعرضت ليس لمجرد تهديد بالقتل لأنها، حسب قولها، يمكن أن يكون ذلك مجرد «تفذليكة» أي مزحة، لكن تهديدها بالتصفية الجسدية وأن يعلقوا رأسها على ساعة ساحة بورقيبة (مونقالة ساحة بورقيبة) تقول بأن هذه كلمة «نحط عليها 5000 سطر أحمر»…الأمور تطورت ولم تعد على مستوى الأخذ والرد على وسائل التواصل الاجتماعي فقط، بل عرفوا عنوان بيتها ووصلوا إليه وفصلوا عنها الكهرباء، كما وصلوا إلى محلها لتجميل الأظافر ونزعوا علامة المحل…المهم أنها أصبحت لا تخرج من بيتها إلا متنكرة بمنديل على رأسها ونظارات وقناع وجه خاصة بعد تهديدات تعرضت لها من طرف فتيات على صفحاتهن على الفيسبوك بأنهن سيشوهن وجهها الذي تظهر به وتستعمله بفيديوهاتها. في بداية الحوار وعن سؤال بأن ماقالته لا يمكنه أن يكون حقيقة، لكن إما مزحة أو البحث عن البوز! ردت بأنها في حياتها لم تبحث عن البوز وهناك «ألف مليون طريقة» لفعل ذلك. لكنها قالت «الشعب التونسي دايما يفركت عالرداءة وينشر فالرداءة …هم من نشروا الفيديو وليست هي من قامت بنشره» وكأنها تعترف بأن ما قالته يندرج ضمن «الرداءة»… ثم لماذا تركوا المحامي «منير بن صالحة ومسكوا سندس»… ولأنها ذات مستوى تعليمي ومحاضر دولي في علوم الطاقة الحيوية وطاقة المكان وتطوير الذات في تونس والخارج…وعن ردها على المذيع بأنها أول امرأة في الكون من ستتزوج برجلين أجابت بأن «هذا موجود في قبائل عديدة في الكرة الأرضية». المهم لم تُرد الكلام كثيرا عن محتوى الفيديو الذي أثار الضجة الواسعة مغاربيا وعربيا لكنها جاءت تتحدث عن وقف حالها جراء التهديدات التي تتعرض لها، وكلامها لا يؤكد إن كانت ستتزوج باثنين أم لا… حيّرتنا وحيّرت المتابعين… وفي فيديو آخر حديث تضرب موعدا لمتابعيها بعد أن كثروا بأنها ستحضر زوجَيْ المستقبل ليردوا على أسئلة المتابعين، لكن بكل أدب ولاتريد «الكلام الزايد» وهذا بعد أن ردت على سؤال إحدى متابعاتها «هل ستعدل بينهما»؟ فأجابت «سأضع أحدهما بعين والآخر بعيني الأخرى»، وسيتفاجأ التوانسة بأن أحد الزوجين شخصية هامة ومعروفة جدا في تونس، وبأنهما سيدفعان مهورا وعقارات، وحددت الموعد يوم الأربعاء ليتواصل «أزواج الغفلة» مع المتابعين…و31 ديسمبر/كانون الأول حفل الزفاف بحضور المحامي «منير بن صالحة» الذي سيكون شاهدا على صداقها وزواجها. لم يبق الكثير على «الظاهرة الاجتماعية الفلكية» التي ستحدث أول مرة عربيا… ستكون إما قنبلة كما قال مذيع «موزاييك أف ام»، أو سيتدخل الأمن الذي تدخل لحمايتها ليحل الموضوع حتى لا يحدث زلزال اجتماعي وديني وقيمي.
أم وليد… والسعادة الأسرية
إنها امرأة عادية جدا… ربة بيت مثل ملايين ربات البيوت… طباخة ماهرة مثل الماهرات في الطبخ الكثيرات، لكن تأثيرها «الفعلي» فاق التوقعات… يتعلق الأمر بـ «أم وليد» التي أصبحت أشهر طباخة في المغرب العربي بعدد متابعيها الذين بلغوا 11 مليون متابع، ومشاهدات فاقت المليار وذلك بعد أن تحصلت على الدرع الماسي (عندما يبلغ متابعوها 10 ملايين) من شركة اليوتيوب… وهي الأولى مغاربيا والثانية عربيا بعد «نور ستارز» الكويتية العراقية التي وصل عدد مشتركيها بعد فتح قناتها على اليوتيوب 2014 إلى 18.9 مليون… والحصول على الدرع الماسي يأتي بعد الذهبي والفضي… فمن تكون أم وليد التي لم يرها المشاهد الجزائري وجها لوجه ماعدا يديها التي تبهر في وصفات مضبوطة، وماعدا ضيوف «قعدتنا جزائرية» في رمضان الماضي على قناة «الطبخ» «سميرة تيفي» بعدما أصبحت إحدى أعضائها في تقديم برنامجها للطبخ…»أم وليد» التي لا يعرف المتابعون اسمها الحقيقي…
هي من «مواليد مدينة الشلف عام 1979…أصلها من عين الدفلى …تربت وترعرعت في العاصمة…مستواها الدراسي سنة ثالثة ثانوي…أعادت البكالوريا مرتين ولم يحالفها الحظ…متزوجة وأم لولدين «وليد وياسين»… كانت والدتها قدوتها في الطبخ… دخلت مجال اليوتيوب أواخر 2015… بدأت بوسائل بسيطة منها «البسينة الزرقاء» (الصحن البلاستيكي الأزرق) التي ألفها المتابعون به… تميزت بوصفاتها السهلة وطريقة تقديمها المبسطة مما جعلها محبوبة من طرف الصغار قبل الكبار، والرجال قبل النساء… يتابع «أم وليد» عدد هائل من الرجال وهذا راجع لبساطة تقديمها ونجاح وصفاتها…أم وليد سهّلت الطبخ على كل عروس جزائرية، وعلى أي فتاة تريد دخول المطبخ، وعلى أي رجل خاصة حماة الوطن على الحدود»…(تعريف جاء على قناة «معلومات متنوعة» على اليوتيوب»)…لـ «أم وليد» قناة على اليوتيوب وموقع على النت، وصفحة على الفيسبوك…
مؤخرا انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أخبار حول «مداخيل أم وليد» من اليوتيوب… باعتبارها الطباخة الأكثر شعبية…والتدوينة نفسها انتشرت عبر حسابات كثيرة لأصحابها عبر الفيسبوك في الجزائر وخارجها… ما جاء في التدوينة هو التالي: «الطباخة الأكثر شعبية الجزائرية أم وليد تواصل تحطيم أرقام جديدة عبر قناتها في منصة الفيديوهات «اليوتيوب» حسب دراسة قام بها باحثون يعملون في موقع ( saving spot)… وهناك من يقول بأن الدراسة قام بها باحثون في موقع (Digital world information) … مواقع متخصصة في المعلومات الرقمية عبر أنحاء العالم… وقدرت عائدات «أم وليد» بأزيد من 4.87 مليون دولار منذ إطلاقها موقعها على اليوتيوب سنة 2015…وحدد المبلغ بعد تحويلة للسنتيم الجزائري بـ 92 مليار سنتيم».. .يمكن جدا أن يكون هذا مجرد تهويل.
ونقرأ على صفحة « أفكار سلمى…Les idées de selma»: «مزال عندكم شك في قوة الانترنت للمشاريع، وإن كان كذلك فإن أم وليد تبرهن إلى حد ساعة بأرقامها القياسية التي توصل إلى ملايين الدولارات… للحساب ساهل راهو (هذا) قدامكم كيفاش حسبوه هو كل ألف مشاهدة بعد شروط تصبح بـ 4 إلى 7 دولارات حسب الدول… بعيدا عن «أم وليد» أيضا الشركات الكبرى لماذا كلها تستغل مواقع التواصل في كل مكان من موقع «غوغل» إلى المستهلك مباشرة… مواقع مثل فيسبوك ويوتوب وكل ما يتعلق بالأنترنت… ما زال عندك شك»؟ مازال عندنا شك في الثروة الحقيقية للسيدة التي تستحق الإشادة بطول صبرها وتفانيها في تقديم الوصفات للبسطاء وغير البسطاء، وللفتيات المقبلات على الزواج وغيرهن من ربات البيوت، وبأن المرأة قادرة على أن تتحول حياتها للأفضل مهما كان مستواها التعليمي… لم ترغب «أم وليد» إحداث البوز لكن يديها الساحرتين دون «تدخل تجميلي» أوصلاها إلى ما هي فيه من شهرة… بل إلى مصاف الكبار.
القدس العربي