فلسطين .. الحقيقة من الداخل
لا تجد أوقح من تصريح الخارجية الأمريكية الذي اطلقته آخر الأسبوع وقالت فيه : إنها تشعر بقلق إزاء الوضع بالضفة ، وهناك زيادة في عدد القتلى للفلسطينيين والإسرائيليين " وفي نفس التصريح قالت : إننا نلتزم بإبقاء السفارة الأمريكية في القدس ونؤكد اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل " .
ولا يملك المرء إلا أن يقف مشدوها إزاء كل من "يبلع" هذا الكلام ويسوغه ويبرره ، ويعول على واشنطن في اتخاذ موقف من الكيان العبري وإجراءاته الأخيرة في القدس وفي الضفة وعمليات القتل اليومية التي يرتكبها .
ولمزيد من الضحك على الذقون ، اشترط وفد للكونجرس من الجمهوريين والإسرائيليين زار الكيان مؤخرا عدم لقاء أي من وزراء الصهيونية الدينية من أمثال بن غفير ومن هم على شاكلته ، مع أن الأبواب المغلقة كثيرة ومتعددة، لكون الوفد يضم أعضاء جمهوريين يحلم بعضهم - ربما - بما يحلم به بن غفير انتظارا لـ " الملحمة الكبرى " الموعودة .
وللإمعان في تمرير " التخويث " مع اعتذاري لاستخدام هذه المفردة ، رفض وفد اوروبي التنسيق المسبق مع الكيان خلال زيارته للأقصى ، على أعتبار أن هذا سيعتبر اعترافا بولاية إسرائيل وهو ما ترفضه أوروبا ، مذكرين هنا بأن الاتحاد الأوروبي " ككيان سياسي " لا يعترف رسميا بدولة فلسطين ( 9 دول فقط من أصل 28 دولة تعترف بفلسطين والاعتراف جاء قبل انضمامها للاتحاد عدا واحدة ) بل إن بعض دول اوروبا هددت باتخاذ " الفيتو " إن طرحت عضوية فلسطين الكاملة على التصويت .
منذ 73 عاما ومواقف الغرب لم تتغير سوى بتصريحات سرابية ، يضاف إليها قرار 39 دولة في الأمم المتحدة رفضت إجراءات إسرائيل الأخيرة ، وأيدت إحالة ملف الإحتلال استشاريا لمحكمة العدل الدولية ليرد عليها وزير صهيوني بقوله : إن هذا القرار لا يقدم ولا يؤخر " .
إذا كانت كل الردود على الإحتلال بكل ممارساته هي نفسها منذ الإحتلال الأول لفلسطين ، فإن أي ضغوط " كلامية " على هذا الكيان من أي جهة كانت ومن أي دولة في العالم ليس سوى مساهمة مباشرة وغير مباشرة في مخطط التهويد الذي وصل الآن إلى مستويات خطيرة بعد أن بات هؤلاء الرعاع يتحكمون بالداخل والخارج للأقصى ويقومون باقتحامات يومية أريد لها أن تكون مع الأيام " روتينية " ولا ننسى ما جرى للحرم الابراهيمي في الخليل .
كيف يمكن بغير مقارعة الإحتلال تحقيق أي من أهداف الفلسطينيين الذين شاء الله أن يكونوا في طليعة هذه الأمة في الذود عن حياضها في بيت المقدس ومواجهة هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم " شعب الله المختار ، ويؤمنون "عقديا " أن كل الناس ليسوا سوى " حمير " خلقهم الله على هيئة آدميين ، وفق ما تقول تعاليمهم الدينية .
بعد كل هذه الإدا نات والزيارات والتصريحات وقرارات الأمم المتحدة وغيرها ، كشفت الصحافة الإسرائيلية مؤخرا أن الكيان قرر تخصيص جزء من المصلى المرواني في الاقصى لجعله مكانا دائما لصلاة المستوطنين ..
أي أن نتيناهو الذي ربما تسقط حكومته بفعل التناقضات يقول : أيها العالم إنبح كيف شئت ، ولكن حذار أن تعض ..
جي بي سي نيوز