التصفير على ما يجري في الجزائر وأكل لحوم القطط!
عاد القاتل الصامت في الجزائر ليودي بحياة أسر كاملة. الأرقام مخيفة وما يتركه الموت الجماعي فظيع. والسبب هو الأنابيب. نعم الأنابيب. هكذا صرح مسؤول من الحماية المدنية، لقناة «النهار»، التي حل ضيفا عليها، عن الحوادث المؤسفة التي تحدث وخلفت ما يقارب 30 ضحية خلال أسبوع واحد. والمتهم الأول – يشير الصحافي – إلى أنبوب حديدي أثناء استضافته السيد «رابح محيي الدين» المكلف بالإعلام في المديرية العامة للحماية المدنية. لماذا أصبحت الأنابيب تقتل أيضا؟ يسأل الصحافي «عائلات طويت دفاترها العائلية إلى المقابر. نأمل أن تتوقف هذه الإحصائيات. رغم الحملات الإطلاعية. تحدثنا نظريا، ولا بد من المرور إلى التطبيق!
تطرق ضيف «النهار» بالشرح المفصل لنوعية الأنابيب، الصالح منها وغير الصالح، المقلد والأصلي، مع تقاسم المسؤولية بين الأسر والتجار والسباكين، فبعض التهاون والمنتج الرخيص وعدم الجدية في التركيب، تحدث المآسي والوفيات لأسر بالكامل. وبعد التعريج على الأسباب والحلول والحملات التطبيقية، التي دعا لها بإشراك السلطات المحلية، من ولاة ورؤساء دوائر وبلديات ومصالح الشركة الوطنية للكهرباء والغاز «سونلغاز» ومديرية التجارة بمعية الحماية المدنية. ونصب خيم بها. كل الوسائل والمستلزمات المتعلقة بأدوات التدفئة وغيرها في الأحياء السكنية الجديدة للتوعية والمراقبة المباشرة، أي تطبيقا، وحتى يرى المواطن بعينيه. ولما لا في كل حي، حتى تصبح لدينا ثقافة حول الموضوع.
وفي الأخير لخص المسؤول الإعلامي في مديرية الحماية المدنية، عوامل لتفادي هذه الوفيات الجماعية، ولخصها في نقاط عدة: أولا، عدم اقتناء الوسائل المقلدة، بل ضروري أخذ رأي التاجر حول «المقلد» من الأصلي «الله يسترك أعطيني مدفأة لا يهمني سعرها، المهم أمن أبنائي». ثانيا، الكواشف، وتباع في المتاجر، تستعمل في الممرات. لأنها تكشف التسربات. وهناك كاشف للغاز وكاشف لأحادي أكسيد الكاربون. ولكن لا يجب الاعتماد كليا على الكواشف، لأنها تعمل بالبطاريات وهذه تنفد. وهنا وجب علينا أن نعرف مدة صلاحيتها. ولما لا نكتب على ورقة تاريخ الصلاحية ونضعها بالقرب من الكاشف. للتنبيه.
ثالثا، لون الشعلة برتقالية أو حمراء، وضررة الانتباه للونها وإطفاء المدفأة بسرعة، حال ملاحظة تغير لونها، كما سبق وأن أشار إلى ذلك السيد «رابح» بالتفصيل. رابعا، التهوية، التي كررها عدة مرات في حديثه. وأضاف أنه تحدث عن المدفأة فقط، ولم يتحدث عن مواقد الطهي مثل «الطابونة» وعن من يموتون بها.
وأضاف «أتذكر أسرة في سريانة في ولاية باتنة. الزوجة وخمسة من أبنائها توفوا بسبب «الطابونة»: وليد 3 سنوات، وسيم 4 سنوات، عز الدين 18 شهرا، وصوريا وزكي توأم في شهرين. وبقي الزوج لوحده».
هذا بالإضافة إلى الوفيات بسبب مدفأة ومبرد السيارات. الحصيلة ثقيلة جدا. يتذكر بدقة عالية الأسماء والأعمار والأماكن ضحايا سم أحادي الكربون. «العائلة بالجلفة» أتذكر عائلة وعندي الصور. في مسعد في الجلفة الأب الزوج والزوجة، التوأم الحسن والحسين ثلاث سنوات، الحبيب 5 سنوات والأم في شهرها الثامن. والسبب الأنابيب. ويشير إلى الأنبوب بين يديه». وفي آخر كلمة توجه للتاجر الجزائري، وضرورة سؤاله للزبون، عن موضع وغرض استعمال أي من الأنابيب التي عرضها على المباشر. نحن موجودون، كما قال، في أي وقت.هدفنا التقليل بل لما لا القضاء على الظاهرة».
لحوم القطط: هل تحتاج لنازلة فقهية!؟
انتشرت مؤخرا على منصات التواصل الاجتماعي «فضيحة» بيع واستهلاك لحوم القطط، على أنها لحوم أرانب. لماذا فضيحة؟ فكم استهلكنا من أطنان من لحوم الحمير؟ بين الحين والآخر يعثر على رؤوس الحمير التي لا يمكن أن تشكل مصدر طبق لذيذ لدى الكثيرين بما يعرف «بوزلوف» عند الجزائريين، لذلك يتم التخلص منها. وإلا كل شيء كان سيصبح مباحا. والغريب أننا كنا نتقزز من كون العمال الصينيين يأكلون القطط. ونعلق من باب السخرية والنكتة أن «القطط الضالة اختفت». وها نحن نأكلها. لكن بالتحايل، ومن وراء جشع التجار!
على صفحة «البيار ألجير» نقرأ «إن ثبت خبر ذبح القطط وبيعها على أنها لحم أرانب. نتمنى تسليط عقوبات صارمة وقاسية جدا على المجرمين. المؤبد. حسبنا الله».
والخبر مؤكد، حدث في منطقة جسر قسنطينة في العاصمة الجزائر. وها هو تحذير بلدية جسر قسنطينة من خلال الإعلان التالي المنشور على مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي: «ليكن في علم المواطنين القاطنين على مستوى إقليم بلدية جسر قسنطينة، وهذا بعد قيام بعض الجزارين بائعي اللحوم البيضاء ببيع لحوم القطط على أساس أنها لحوم الأرانب. نطلب منكم: أخذ الحيطة والحذر عند اقتناء لحوم الأرانب. وهذا بالتأكد من وجود رأس وذيل الأرانب ملتصق بالذبيحة». يا لها من نصيحة في العادة تسلخ رؤوس الأرانب. ورؤوس القطط والأرانب مسلوخة تتشابه. وفي حالة القطط قد تقطع الذيول التي يلعب بها على المواطن.
أما صفحة «زراعة وتقنيات حديثة» فلأصحابها أو صاحبها رأي آخر فكتب منشورا على فيسبوك يوضح «للأسف كل الصفحات تناقلت خبر بيع قطط على أنها أرانب. هذا المشروع أصلا يعاني من التسويق وخسارة للمربي. ومع انتشار هذا الخبر على أوسع نطاق، سيقل استهلاك لحم الأرانب وسيعزف المستهلك عن شرائها، ما يسبب كسادا وضغوطا على المربين. المستفيد منه اللحوم المستوردة». ويكمل صاحب المنشور كلامه «هذه الصفحات من أجل رفع نسبة التفاعل. تعتمد على دعاية في نشر هذه الأخبار المشكوك فيها (من أين لك هذا العدد من القطط. وين راح تلقاها. والنتيجة انهيار شعبة توفر بديلا للحوم وتوفر دخلا ومناصب عمل في المناطق الريفية. الخبر قد يكون كاذبا ولا أساس له، مثل هذه الأخبار المشكوك في أمرها تجعلنا محط سخرية حتى بدول أجنبية. وإفساد لرزق الناس، يمكن بيع الأرانب مع ترك الرأس والذيل مثل الصورة»، ويرافق هذا المنشور صورة لأرانب برؤوسها وأذنيها وأذيالها. رمضان على الأبواب ويزاد استهلاك اللحم المفروم. وهل هذا يستوجب على المستهلك طلب الرؤوس والذيول من الجزارين والباعة؟
وعلى صفحة تسمى الملكة بوسري» نقرأ تدوينتها على صفحتها على فيسبوك «حرم الله قتل وأكل لحم القطط والكلاب. الشيء الذي أغضبني في تعليق الصحافي «قادة بن عمار» هو طرحه السؤال التالي: هل يجوز أكل لحوم القطط! والله عيب أن يطرح مثل هذا السؤال من طرف صحافي هو يعلم أن الله حرم قتل كل من له ناب. المفروض يتغاضى عن مثل هذه الأسئلة، التي تؤكد تجاهل بعض الفئة من الشعب الجزائري لدينا. وتسيء إلينا كشعب مسلم».
اللاعب ماجر وجدل النزاهة والفساد
لا حديث هذه الأيام سوى عن «التصفير» في ملعب «نيلسون مانديلا» في العاصمة عن اللاعب الدولي السابق رابح ماجر؟ وأصبح التصفير خبرا دسما حارا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي. وانقسم رأي رواد هذه المنصات بين من «يكشف» فساده وتورطه مع «البوتفليقيين». ومن يبرئه من هذه التهم. وبما أنه أخ الإعلامية والمذيعة في التلفزيون نعيمة ماجر، فكتبت على صفحتها على فيسبوك، والتي أعادت نشرها العديد من الصفحات، ما يلي: «أخي سندي وقرة عيني. إخواني الجزائريين رجاء افتحوا دفاتر عائلة ماجر وستجدون ما يسركم، بإذن الله تعالى. فليس في عائلتنا فاسد ولا خائن لوطنه وشعبه والحمد لله. رابح ماجر رجل من ظهر رجل شريف نظيف خدوم متواضع. يعشق الجزائر ويحتوي أهله بكل حب وروح مسؤولية».
وتضيف السيدة «نعيمة»، وطبعا أعداء النجاح كانوا له بالمرصاد بمجرد تعيينه مدربا للفريق الوطني وقرروا ابعاده بكل ما أوتوا من مكر وحقد وحسد وخداع. إذ حبكوا مؤامرة شيطانية وحركوا عربة إبليس لتشويه صورة ماجر بالإشاعات المغرضة والأخبار الزائفة. التصريحات الكاذبة المنسوبة إلى ماجر. وقد اندس في عربة إبليس بعض الصحافيين والفنانين والرياضيين وبعض القنوات والصفحات فيسبوكية، بحثا عن المزيد من المشاهدة التي تدر عليهم المزيد من الأموال».
وعن اتهامه بنهب المال العام في «عهدات بوتفليقة» وبقربه من والي العاصمة السابق «زوخ» الموجود بالسجن. وأضافت «وهكذا بدأت معاولهم تحاول تهديم اسم ماجر وصورته فصوروا للجزائريين أن ماجر ناهب لأموال الشعب وغيرها من التهم».
وفي الأخير بعد أن تذكر أن الأيام ستكشف شرف ونظافة أخيها. تشكر كل «الجزائريين الذين تجنبوا الباطل ووقفوا مع الحق. وللحديث بقية».
وكتب محمد دلومي مقالا بعنوان «اليد الساحرة ومول السيشوار والاعلام»، ومما جاء فيه «ففي قلب انشغال فيسبوك وأبطاله بحكاية المصفرين والمصفر عليه. وانكب الإعلام يتبع حدث فيسبوك ولا يصنع الحدث. كان هناك حدث أكبر من تصفيرة أو تكريرة تمر بدون أن ينتبه إليها زيد أو عمرو، وأنا وأنت. ففي عاصفة التصفير ورد الفعل على التصفير كانت قضية اكتشاف أكثر من مئتي منصب عمل وهمي لأشخاص يتقاضون أجورهم من شركة تابعة لسوناطراك منذ سنوات يمر بين صفوف المصفرين. وبين بلاتوهات التحليل، دون أن ينتبه إليه أحد. في هذا الوقت كانت الهيئات المخولة قانونا بالتحقيق تقوم باستدعاء مئة وخمسين مسؤولا من الشركة إياها لمحاسبتهم على هذه الفضيحة».
وواصل «دلومي» تشخيصه لـ»داء» تتبع التصفير عما آل مجمع «صيدال» لصناعة الأدوية الجنيسة والذي كان يحتل المرتبة الثالثة عالميا عام 2008، حسب تصريح «وزير الصناعة الصيدلانية «علي عون». والتي تقهقرت، لكن «لا أحد طرح سؤالا في البلاتوهات عن الذي يقف وراء هذا التقهقر». ويضيف « بل كان الموضوع في الإعلام من أفسد سيشوار ماجر بالتصفير». واتهم «عون»، حسب دلومي «إطارات مركزية في مجمع «صيدال» ممن يتقاضون أجورا خرافية مقارنة بموظفين أخرين وأنهم دون مؤهلات باستثناء اثنين أو ثلاثة». حكاية التصفير على اللاعب «ماجر» تحيل الجميع على محاسبة نزيهة لكل من نهبوا في زمن «البوتفليقية» وما زالوا طلقاء، يمارسون النصب ويتشدقون أمام الكاميرات بأنهم حماة مؤسسات الدولة المختلفة. ماذا عسانا أن نفعل. إذا رفضنا الفساد بالتصفير. لنصفر إلى أن نختنق.
القدس العربي