11 سبتمبر/10 سنوات
لم يعش أسـامة بن لادن ليحتفل بالذكرى العاشرة لما سماها غزوة نيويورك ، فمن يأخـذ بالسيف ، بالسيف يؤخذ.
تصفية بن لادن قبل أربعة أشهر قد تشـفي غليل بعض الأميركيين وأهالي ثلاثة آلاف شـخص فقدوا حياتهم في برجي مركز التجارة العالمي في مثل هذا اليوم قبل عشر سـنوات. ولكنه لا يحل المشكلة ، ولا يضمن نهايـة استهداف أميركا بالإرهاب وبغير الإرهاب.
بحجة الـرد على الاعتداء الإرهابي غزا بوش أفغانستان ثم العراق ، حيث فقد حياته من الجنود الأميركيين وحلفائهم أكثر من ضعف عدد ضحايا نيويورك. وكانت غزوة العراق بدايـة النهايـة للإمبراطورية الأميركية ، وبدء مرحلة الضعف والتراجع في مكانة الدولة الأعظم.
بهذه المناسـبة كتب روبرت فيسك في (الاندبندنت) يتساءل عن السبب في أن كل التقارير الأميركية حول أحداث 11 سـبتمبر ، وكل المقالات والتحليلات التي نشرتها وسـائل الإعلام الأميركية خلال عشر سنوات ، لم يتطرق أي منها للبحث عن الحافز على ارتكاب الجريمة.
الانتحاريون التسعة عشر ، الذين قاموا بالعملية ، تخرجوا من معاهد وجامعات ، وجاؤوا من عائلات مرموقـة وغنية ، وكان بانتظارهم مستقبل زاهر ، فلماذا فعلوا ما فعلـوا ، وما هو الحافز؟.
المسؤولون الأميركيون طرحـوا كل الإجابات الخاطئة ، فادعوا حيناً بأن ما حصل جاء تحت تأثيـر ديني فاشي وقال الرئيس الأميركي أنهم يكرهون أميركا بسبب الحرية والديمقراطية التي ينعم بها الأميركيون.
الحافز الذي لا يريد أحد أن يتناوله هو سلوك إسـرائيل ، فالاحتلال الإسرائيلي والظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني بدعم أميركي غير مشروط يشكل جرحـاً في الكرامة ، ويخلق المناخ الملائم للتطـرف والعنـف وكل ما يخطر بالبال. ويرى هـؤلاء أن الاحتلال والظلم ما كانا ليستمرا لولا الدعم الأميركي غير المحدود.
الإرهاب مرفوض ولا يجوز تبريره مهما كانت الأعذار ، ولا يجوز إتباع هذا الأسلوب للحصول على نتائج سياسـية ، فقد اتضح مجـدداً بأن الإرهاب يعطي عكس النتائج المستهدفة. وما أنتجتـه (غزوة) نيويورك قاد لاحتلال أفغانستان والعراق وقتل مئات الآلاف وتهجير ملايين من المدنيين الأبرياء ، والإسـاءة لصورة العرب والمسلمين ، وخسـارة تعاطف العالم مع الحق العربي.(الرأي)