بيان غبي للسفارة السورية في عمان
اصدرت السفارة السورية في عمان،بياناً،نددت فيه بنفر من الاردنيين،لانهم يطالبون بطرد السفير السوري في عمان،فيما قارن البيان هذه المطالبة مع مطالبة ثوار مصر بطرد السفير الاسرائيلي في القاهرة،وهو الامر الذي تم فعليا،وجاءت المقارنة من باب الاستهجان والتخوين.
معنى كلام السفارة ان الاردنيين الذين يطالبون بطرد السفير السوري هم عملاء لاسرائيل وللغرب الذي يريد الاطاحة بالنظام السوري،وهذا الارتكاز في بيان السفارة السورية في عمان،مؤلم للغاية ومؤسف جدا،لانه ليس منطقيا ان يتم وصف كل من يغضب لاجل الدم السوري،بأنه يتبنى مطالب الغرب ضد سوريا،او يصطف مع اسرائيل في نفس المعسكر.
توقيت كلام السفارة السورية يأتي ايضا في توقيت حشد مليونية للذهاب الى السفارة الاسرائيلية في عمان،للمطالبة باغلاق السفارة،وهذه المليونية يتم الحشد لها عبر مواقع الفيس بوك،لتقوم يوم الخميس المقبل،وكأن السفارة تقول انه لو كانت هناك مراجل حقيقية فلتكن يوم الخميس المقبل بدلا من الحشد ضد السفارة السورية في عمان،واقامة نشاطات تضامنا مع الشعب السوري.
بصراحة هذه مهزلة حقيقية،اذ يتم تخييرك اليوم بين ان تقف ضد اسرائيل،وبالتالي تقبل مايقوم به النظام السوري من تقتيل وتذبيح وهدر للدماء،او انك مع اسرائيل فلا تهتف ضدها،وتطالب ايضا بتحرير الشعب السوري،وهي معادلة غبية يراد تركيبها،وحشر المطالبين بحرية الشعب السوري في اطار المتصهينين،امر مؤسف بحق.
مسكينة هي فلسطين.نظام دمشق يريد حرق الشعب السوري بذريعة انه نظام مقاومة وممانعة،وانه ضد اسرائيل،وبالتالي يتم استغلال فلسطين للدوس على الشعب السوري،وهكذا هي معظم الانظمة العربية دوما تستثمر قضية فلسطين،اما لحرق شعوبها،او لايقاعهم في معارك جانبية،وفي كل الحالات لاتستفيد فلسطين شيئا من كل هذا الكلام،ويتم تحميل الشعب الفلسطيني وزر وخطايا الانظمة العربية،التي تبحث عن جمل لتحميله افعالها.
بيان السفارة السورية في عمان،يفتقد الى الذكاء،والى الخبرة الدبلوماسية،ويتسم بالتذاكي،لان بامكاننا ان نطالب باغلاق السفارة الاسرائيلية في عمان،والمطالبة في ذات الوقت بوقف هدر دم السوريين،وهتك كرامتهم،ولايوجد اي داع لخلق هذه الثنائية الغبية فإما تكون ضد اسرائيل فتقبل افعال نظام دمشق ضد شعب سورية،واما تكون مع اسرائيل فتحتج ضد المذابح في سورية.
الاولى لسفارة سورية في عمان،ان لاتتهم الاردنيين المحتجين على مذابح سورية،بكونهم شجعان امامها،ارانب امام سفارة تل ابيب في عمان،وقد لايعرف دبلوماسيو السفارة،ان ذات الفعاليات تقف لتتضامن مع الشعب السوري امام سفارة سورية في عمان،وهي ذات الفعاليات التي تطالب بطرد السفير الاسرائيلي من عمان واغلاق سفارتهم ايضا.
كل القصة بيع للماء في حارة السقائين،ولتبحثوا عن اسلوب اخر،تقنعون فيه الناس،بعدالة سكاكينكم.(الدستور)