حصاد الحادي عشر من أيلول المرّ !
لم تجب الولايات المتحدة الأميركية بعد مرور عقد من الزمان عن كل الأسئلة التي أثيرت حول ما أصابها من ارهاب ضرب عديد من المواقع فيها في الحادي عشر من أيلول..فقد ظلت الكثير من الاسئلة معلقة أو يجري تجاهلها خاصة تلك المتعلقة عما اذا كانت تلك العملية قد جاءت كفعل أم كردة فعل واذا ما جاءت في سياق معزول عن ما سبقها أو لحقها..
لماذا وقع الذي وقع في ايلول قبل عشر سنوات؟..ما هي دوافعه وأسبابه؟ ولماذا اختار الفاعلون الأرض الأميركية ومواقع بعينها؟ وهل كان سياق ردة الفعل على ما حدث جاهزاً حين جرى شن الحرب على أفغانستان واحتلالها وعلى العراق واحتلاله؟..هل كان التخطيط لذلك سابقاً ام أنه ابن لحظته وثمرة من ثمار أيلول عام 2001؟..
الولايات المتحدة الأميركية التي ركبت اعلى خيولها واسرجتها لمكافحة الارهاب الذي جعل ساحاته هي الساحات العربية والإسلامية.. هل انجزت ما تريد؟ ولمصلحة من كان الذي انجزته؟ هل أصبحت هي نفسها أكثر أمناً وهل أصبح العالم أكثر أمناً؟ هل كسرت حلقة الارهاب أم أنها ما زالت تدور فيه؟ وهذا الباب الذي فتح بين الفعل وردة الفعل من يستطيع أن يغلقه؟ وهل هناك مصلحة لبعض الاطراف كإسرائيل والصهيونية في اغلاقه وقد أبعد عنها الاستهداف وجعل الآخرين يحاربون معركتها تحت اسم محاربة الارهاب وبالتالي رهن المنطقة كلها وتوتيرها وفرض سياسات قمعية عليها ينتج عنها الان ما يسمى بالربيع العربي أو حركة الاحتجاجات العربية في وجه الأنظمة التي تحولت الى أداة لانفاذ التصورات الأميركية في الحرب على الارهاب بعد عشر سنوات ما زالت السياسة الأميركية تذهب باتجاه التغليظ والتوتير في المنطقة وما زالت تدعم المواقف الاسرائيلية المتطرفة والمنكرة للحق العربي والفلسطيني وتساندها بشكل سافر ومنقطع النظير وحتى حين يحتج الشعب المصري على السياسة الاسرائيلية وقتل جنوده على الحدود ولا يجد من يستمع اليه ويهاجم سفارة اسرائيل.. تطلب اسرائيل من الولايات المتحدة وهي وكيلها في العالم العربي حماية سفارتها دون ان تقر بما تفعل أو تضع حداً له..
ما زالت اسرائيل ترفض الاعتذار لتركيا عن قتل المدنيين الاتراك في عمق البحر المتوسط وما زالت ترفض الاعتذار العملي لمصر عن مقتل جنودها أو وقف سياساتها العدوانية وما زالت ترى في الاسلوب الذي تنهجه وفي تأييد الولايات المتحدة الاعمى لها هو الخيار الوحيد..
العالم اليوم ما زال مرهوناً لما يسمى بالحرب على الارهاب وما زال الارهاب الاسرائيلي محمياً ومستثنى فاسرائيل هي التي تضع التعرفيات وهي التي ترسم السياسة الخارجية الاميركية في منطقتنا سواء رأينا هذا الكلام مبالغا به أم لم نره فهي الحقيقة المرة التي دفع الأبرياء الاميركيون الذين قضوا في الحادي عشر من أيلول قبل عشر سنوات ثمنها وما زال الأميركيون يدفعون دون أن تجيب ادارتهم..لماذا ومن أجل ماذا؟ بعد أن شخصنت الارهاب في القاعدة التي نفخت فيها لتوازي عداوتها وبعد أن اغتالت زعيمها بن لادن الذي لا نعرف كيف بدأ وكيف انتهى وما زال رحيله لغزاً حين قيل أنه قتل وجرى التخلص منه على الطريقة الاسلامية التي لم نسمع بها ولا نعرفها ولا نعرف من اي دين جاءت..
بعد عشر سنوات على العمل الارهابي الذي أصاب الولايات المتحدة ما زالت المأساة مفتوحة وما زالت الاسباب لم تعالج وما زالت الذرائع نفسها تساق لارتكاب المزيد من الارهاب وما زال العربي والمسلم متهما وارهابيا رغم أنفه حين يتعلق الأمر بالمطالبة بحقوقه وخاصة ان كانت في فلسطين..
اليس استمرار استعمال الفيتو في وجه الحقوق الفلسطينية التي اقرها العالم وما زالت تنكرها اسرائيل والولايات المتحدة ارهاباً..هذا بيت القصيد ومن هنا بدأت ردود الفعل على السياسة الأميركية ان كان العرب او المسلمون هم من فعلوا أصلاً !(الرأي)