الأردنيون من الشعوب (مشدودة الأحزمة)
يشد الناس أحزمتهم على بطونهم منذ أكثر من عشرين عاماً بناء على دعوات ومطالب متواصلة من الحكومات, واليوم هم بانتظار دعوة شد جديدة.
لم تكن تلك الدعوات موجهة لجميع مالكي الأحزمة, بل هي اقتصرت على أولئك الذين كادت بناطيلهم أو سراويلهم تسحل عن خصورهم, ليس بسبب "ريجيم" غذائي فردي يتم اتباعه طوعاً ورغبة بالرشاقة بل تحت تأثير "ريجيم" معد مركزياً بالاشتراك مع خبرات دولية متخصصة في برامج شد الأحزمة على البطون على مستوى العالم.
بل إن بعض الناس لم يكن لديهم حزام لكي يساهموا في حملات الشد, والمعروف أن توزيع الأحزمة لم يكن وارداً على اجندة الحكومات أو شركائها في الصندوق والبنك الدوليين, ولهذا فقد كان يتعين على المواطن من هؤلاء ان يحضر حزامه معه, وذلك على سبيل الإسهام من قبل الجميع في برامج التصحيح.
مع تتالي الدعوات إلى شد الأحزمة, تشكل لدينا جيل كامل من شادي الأحزمة حول البطون (عمر الجيل الواحد 28 سنة), وهذا ما يعني أن أبناء الأردنيين من جيل "شادّي الأحزمة" سينشأون في المستقبل وهم يرون آباءهم وقد عصر كل منهم نفسه من منطقة الوسط بحزام مشدود. وقد نكون من أوائل الشعوب "شادّة الأحزمة" في الشرق الأوسط, وقد نصل لزمن يُعرَف المواطن الأردني بأنه من "ذوي الأحزمة المشدودة". ومن يدري? فقد يتحول شد الحزام بهذه الطريقة إلى زي شعبي وفلكلور تحييه الأجيال ما بعد القادمة.(العرب اليوم)