من ابلغ الشاباك عن منزل مخيم جنين وسيارة قرية " جبع " ؟؟
منذ ان وصفت الخارجية الأمريكية تصريح وزير المالية الصهيوني الذي دعا لمحو قرية حوارة عن الخريطة بـ " المقززة " والأفعال الأكثر دموية يتم ارتكابها بلا مبالاة وبكل استهتار ، ومنها اقتحام مخيم جنين من جديد وأطلاق صاروخ على أحد المنازل مما تسبب باستشهاد 6 فلسطينيين كانوا بداخلة ناهيك عن تسجيل اصابات مع بروز تساؤلات عن الجهة التي ابلغت الامن الاسرائيلي عن مكان تواجد الشبان إن لم يكن التنسيق الأمني الذي يزعم الزاعمون إنه توقف .
في صبيحة اليوم الذي تلاه ، اغتالت وحدة "ياماس" التابعة للشاباك ثلاثة شبان في قرية جبع في جنين ، بعد أن اطلقت النار على السيارة التي كانوا على متنها .
في الليلة التي سبقت الهجوم على المخيم أعلنت الولايات المتحدة تجديد تعهدها بالحفاظ على أمن الكيان ودعمه بكل الوسائل ، وهو الموقف التاريخي اياه الذي يلتزم به الديمقراطيون والجمهوريون طوال إعلان هذا الكيان دولة مستقلة على أرض فلسطين التاريخية .
مشكلة الفلسطينيين وبعض العرب اعتقادهم بأن الولايات المتحدة هي الملاذ ، وأن ما يقوم به نتنياهو مرتبط بأحداث داخلية ، وبالمظاهرات الحاشدة التي تنطلق ضده وضد حكومته ، وبأنه يحاول كسب التأييد من خلال الغلو في قتل الفلسطينيين واعتقالهم ، ولكن هذا النظرة القصيرة القاصرة تناست مواقف واشنطن التاريخية ، من ناحية ، وبأن ممارسات الكيان الاجرامية المتصاعدة ضد الفلسطينيين مضى عليها ما يقرب من العام ، من ناحية أخرى .. أي قبل انطلاق المظاهرات " القضائية " التي تحاول وقف تهميش القضاء لصالح المتهم المرتشي نتنياهو الباحث عن طريقة للإفلات من السجن ، وأكثر ما يحير أن يخرج محللون وخبراء " استراتيجيون " يزعمون هذا الأرتباط ، وهم يفعلون ذلك إما بسذاجة ، وإما بخبث واضح ،: أما السذاجة فنتركها لأصحابها ، وأما الخبث فلكون هؤلاء يحاولون تبرير تقاعص الحكومات عن نصرة الفلسطينيين بدعوى أن الأمر أجراءات ظرفية يهرب بها نتينياهو للفت الأنظار الى أنجازاته " الدموية " وهو خبث خطير يبرر للكيان جرائمه ويرسي للحكومات سفينة النجاة التي ستستوي على الجودي .
ولأن رمضان على الأبواب ، ولتزامنه مع أعياد الصهاينة ، فإن من المتوقع أن يكون هذا الشهر المبارك ساخنا جدا بحيث تشهد فيه فلسطين ومدنها مجازر واقتحامات دموية كما يحدث كل عام ، ولكن هذه المرة ستكون مختلفة وذات خطر اكبر على القضية والأرض والأقصى ، ما لم تحدث معجزة ، مع التذكير أن زمن المعجزات قد انقضى .
وعودة لشهداء المخيم الستة و شهداء جبع الثلاثة : من الذي ابلغ الشاباك ؟.
د.فطين البداد