نتنياهو على باب المغارة
المظاهرات المتصاعدة في الكيان العبري لم يوقفها تأجيل نتنياهو قانون اصلاح القضاء ، ولعل رئيس الحكومة المتطرف أدرك منذ البداية ، أن اي تراجع بهذا الصدد سيكلفه الأغلبية وانفضاض الصهيونية الدينية عنه .
من اجل ذلك ، رأينا كيف ان نتنياهو لم يلغ قانون الأ صلاح القضائي بل أجله إلى شهر ايار مايو القادم ، وهو أمر لعب فيه على حبال التسويف لإسكات الغاضبين من معارضيه وعدم الانفكاك من وعوده للأحزاب المتطرفة في اقراره ، خاصة إذا علمنا بان الكنيست صوت لصالحه مؤخرا في أكثر قضية تقلقه .
استطلاعات رأي كشفت بأن الإئتلاف سيسقط في اي انتخابات جديدة ، وإذا كان الامر كذلك ، فإن رئيس الحكومة يعيش الآن بين فكي كماشة : طرفها الأول الأحزاب الدينية التي ارتبط معها في ائتلاف شكل بموجبه الحكومة ، والثاني موقف الإدارة الأمريكية من الأصلاح القضائي ، لدرجة اتهمت فيها بدعمها المظاهرات ، وعندما أعلن نتنياهو تأجيل قانون الإصلاح ، وردا على تصريح بايدن بعدم دعوته للبيت الأبيض في الفترة الحالية ، رأيناه ينتقد الحليف الأمريكي بصيغة تقول بأن " اسرائيل دولة مستقلة ولا تقبل الإملاءات من أقرب الأصدقاء " ويقصد بذلك واشنطن ، الأمر الذي شجع بن غفير إلى اطلاق تغريدة على توتير يقول فيها " نحن لسنا نجمة أخرى في العلم الأمريكي " .. . وغير ذلك من انتقادات وتغريدات سرعان ما تم سحب اغلبها بما في ذلك تغريدة نتنياهو الذي عاد وأكد على عمق العلاقة الأمريكية الصهيونية .
وإذا صدقت الإستطلاعات ، فإن ائتلاف نتنياهو في أي انتخابات تجري الآن سيحصد فقط 58 مقعدا ، من اصل 64 يحصل عليها الآن ، ما يعني أنه سيفقد الأغلبية .
ربما نشهد سقوطا للنتن ياهو ، ولكن حتى لو حدث ذلك ، فإن شيئا لن يتغير على أمة العرب التي تراقب بدون أدنى فكرة عن طرح قراءات أخرى لهذا الكيان المهدد بالحرب الأهلية ، والسبب هو أن الضبع الاسرائيلي ورغم هشاشة ما ظهر عليه من تفكك داخلي : لا زال قادرا على " ضبع " العرب الذين لن يفيقوا من غفلتهم إلا بعد أن ترتطم رؤوسهم بباب المغارة ،ولكن : أية مغارة ؟؟.
جي بي سي نيوز