تسريب الوثائق الأمريكية
خمسة اسابيع هي عمر تسريب الوثائق السرية الامريكية ، والتي فجرت فضيحة أخرى بعد ويكيليكس .
الفرق بين التسريبين أن هذه الاخيرة تضم معلومات آنية ، بينما تحوي ويكيليكس أرشيفا كاملا ، ما يجعل المقارنة بين جسامة التسريبين غير دقيقة .
البنتاغون المعني الأول بالتسريبات ، سعى بكل قوة للوصول الى المسرب الحقيقي سواء أكان شخصا واحدا يعمل في قاعدة عسكرية كما أعلن عنه ، أو جهات استخبارية اخرى ، وهنا قال وزير الدفاع الأمريكي : " سنقلب كل صخرة حتى نصل للفاعلين ومن وراءهم " ، وفي الجانب الآخر اتهمت موسكو بالتسريب ، بينما علقت الخارجية : إن هذا التسريب قد اشتمل معلومات مكذوبة تم نشرها عمدا لتضليل روسيا .
وبغض النظر عما تضمنته الوثائق وعددها 100 ، والقبض على مسربها جاك تيكسيرا ، وهو احد افراد الحرس الوطني ويعمل تقنيا في قسم تكنولوجيا المعلومات ، فإن خروج معلومات مصنفة تحت بند " سري للغاية "أظهر شرخا بين الجيش والإستخبارات .
ما عزز وجود هذا الشرخ تصريح أطلقه أحد قادة البنتاغون بأنهم في وزارة الدفاع لم تتم احاطتهم بمعلومات عن كثير من الوثائق المنشورة وأن هناك شكا في أن الذي يقف وراء التسريب هي جهات استخبارية أمريكية ، ويظل هذا اتهاما أوليا قد تبدده التحقيقات أو اعترافات تيكسيرا الذي وجهت له اتهامات رسمية .
من ضمن ما تم تسريبه خطة هجوم الربيع الاوكراني ، والحديث عن هشاشة الجيش هناك وتأكيد عدم قدرة الاوكرانيين على النجاح في ما يعرف بهجوم الربيع ، وكذلك تلقي كييف وعدا امريكا بالحصول على أسلحة من كوريا الجنوبية دون علم الأخيرة بذلك ، أما ما يتعلق بالكيان الاسرائيلي فقد تحدث التسريب عن دور للموساد في دعم مظاهرات ضد نتنياهو بالاضافة الى تزويد اسرائيل لكييف بأسلحة فتاكة .. وعن مشاركة بريطانيا ودول عدة في الناتو مثل فرنسا وأمريكا ولاتفيا وهولندا وقيامهم بارسال قوات خاصة إلى هناك مضافا إليه اتفاق بين مصر وروسيا لتزويد الاخيرة بـ 40 ألف صاروخ لدعم الحرب في اوكرانيا ، وقضايا عربية أخرى .
وأيا كانت نتائج التحقيق ، سواء أعمل المتهم وحيدا أم مع آخرين أم لصالح جهات بعينها ، فإن الحقيقة التي باتت ثابتة الآن لدى مختلف دول العالم : هي أن الولايات المتحدة لم تعد آمنة بشأن أسرار الدول واتفاقاتها الخلفية ونفقاتها العسكرية وتحالفاتها غير المعلنة ، ناهيك عن الانقسام الخطير الذي قد يودي بها .. ويحضرنا هنا ما جزم به محللون أمريكيون كبار : وهو أن تسليم السلطة بسلاسة للفائز بانتخابات 2024 ستكون مهمة مستحيلة ، ونستذكر هنا ما أكده ترمب بعد استجوابه الأخير في تصريح لا زال يثير الرعب في اوساط الأمريكيين حين قال : إن الولايات المتحدة ذاهبة إلى الجحيم .
جي بي سي نيوز