تذكر الأوطان بعد فوات الأوان !!!

تم نشره الأحد 18 أيلول / سبتمبر 2011 01:49 صباحاً
تذكر الأوطان بعد فوات الأوان !!!
د.عبد اللطيف الرعود

كنت اعلم أن كل من تربع على المراكز السيادية لا يستطيع إن يذكر عشراَ من أسماء القرى الأردنية ولكنني أصبت بالإحباط عندما نشرت بعض وسائل الإعلام تصريح صدر عن سمو أمير "ومعنى سمو من يسمو إلى الحكم " مفاده "نحن لا نعرف البلاد "جاء ذلك على لسان الناشطة السياسية توجان فيصل في لقائها مع الأمير علي بن الحسين وأفادت أن النظام يحاول استمالتها إلى القصر لأخذ رأيها في اختيار من يصلح لتشكيل الحكومة ولكن المثل ينطبق على سمو الأمير " ما خاب من استشار " وخصوصا أن توليف وتشكيل الحكومات ليس بالأمر السهل فإن الاستشارة يجب ألا تكون محصورة بشخص أو جهة معينة أو إرضاءً لهم كما هو متبع الآن، بل الاستشارة تكون شاملة لجميع مكونات الشعب وإن كانت لا تزال على الطريقة التقليدية وليس عن طريق الأغلبية البرلمانية بل تصبح ضرورية جداً عندما تنزلق الحكومات في مستنقع الفساد والترهل والمحسوبية والجهل وعدم المعرفة بخصوصيات وثقافة المجتمع وحاجاته وتكون الحاجة ليس استنساخ شخصيات وطنية مثل سليمان النابلسي وهزاع المجالي ووصفي التل وعبد الحميد شرف وكما قال الملك حسين لعبد الكريم الكباريتي " إني لأرى فيك وصفي " بل إن هناك نسخ أصلية غير مستنسخه من خيرة أبناء الوطن خارج الإطار والمشهد الحالي المعروف ممن تسبب في تشويه صورة النزاهة والشفافية وتأصيل الفساد ،هناك فئة واسعة وكبيرة من أبناء الوطن المخلصين من الفئة الصامتة التي تعمل بجد ونشاط فقد صورهم المتنفذون الفاسدون على أنهم معارضون وخطر على النظام وانه يجب إقصاؤهم على الدوام وهؤلاء المتنفذون وأصحاب القرار يجهلون مبادئ الجغرافيا السياسية وأصول التربية الوطنية.
من لا يعرف كل أو بعض من أسماء القرى الأردنية و التي أسماؤها جميله كجمال طبيعتها كأم الجمال و صبحه وصبحيه وجرينه وكثربا وغرندل و عراق الأمير ورم وأم قيس وجراسيا وجدارا واليرموك ومؤتة ومدين وربة عمون وبصيرا و حميمة و حد الدقيق هذه المدن كانت لها معالم تاريخية وحضاريه أثرت وتؤثر بالحضارة الإنسانية ليومنا هذا ؛ حميمة كانت إنطلاق " ثورة بني العباس حتى وصلت بغداد " ، "حد الدقيق انتصار ثوره " الثورة العربية الكبرى بحيث أصبحت الطريق سالكه حتى دمشق بعد انتصار ثوار الطفيله على العثمانيين ويتجاوز الأمر بعدم معرفة البلاد والبلاد تعني الوطن كله بكل مكوناته بما فيها الإنسان ولأن هذه الأماكن تشكل مكونات الوطن و من لا يعرفها ويعشق جمالها لا يستطيع أن يدافع عنها آو أن يكلف نفسه عناء تلمس حاجاتها،وهنا دلاله على تخلف مناهج التربية الوطنية في بلادي ليتمكن ساكنها ممن استحوذ على المال والجاه على الإلمام بخارطة البلاد لكي يسهل عليه العودة إلى قصور العاصمة عندما يخرج ربما في سياحة داخليه . نعم لقد نسي المتنفذون في بلدي الدرس الوطني الذي كان يلقيه عرار في قسمه ببعض القرى الأردنية وشعراء البادية عندما تغنوا بينابيع وقبائل الوطن

قسما بماحص والفحيص وبالطفيلة والثنية
وبمن شقيت بهن وهي بأهلها مثلي شقية

يا أخت " رم " وكيف " رم " وكيف حال " بني عطية "
هل ما تزال هضابهم شما وديرتهم عذية
سقيا لعهدك والحياة كما نؤملها رضية
وتلاع وادي اليتم ضاحكة وتربته غنية
وسفوح ( شيحان ) الأغن بكل يانعة سخية
أيام لم يك للفرنجة في ربوعك أسبقية

ومن الأجدر على المتنفذين أن يتعلموا دروسا ً وطنيه كما تعلمها الداد وليبرمان الذين يدعون ويطمحون لجعل الأردن ضمن النفوذ الصهيوني ليشمل فلسطين والأردن وهنا نعرض بعضا ً من الدروس الوطنية الصهيونية القائم على المنهج المتطرف الذي يقوم على التفرد والتميز بمرتكزات على أساس فكرة أن اليهود شعب الله المختار معتمدةً على أوهام وطلاسم التوراة المحرفة لتجعل منها أدلة تاريخيه قطعيه وعمدوا إلى تبرير جرائمهم على أساس أن كل جريمة تصبح شرعيه وقانونيه طالما تسعى لتحقيق ما سمي بوعد الرب !!!
وإذا كان المتنفذون في بلاد العرب لا يعرفون مدنهم وقراهم بات الصهاينة يعرفون مدن وقرى فلسطين ويحفظونها عن ظهر قلب وبما أن عقيدتهم بنيت على التحريف فقد عمدوا إلى تحريف أسماء المدن والقرى العربية إلى أسماء عبريه ليحفروها بأذهان أجيالهم القادمة ولا توجد قرية إلا ولها اسم عبري فمثلا ً حرف اسم تل الربيع إلى تل أبيب ، أم دمانه إلى ديمونه ، بتير إلى بتيار أو بيت تار ، برعم إلى بريمام ، بيت جبرين إلى بيت نير ، بيت دجن إلى بيت دجان ، بيت محسير الى بيت مئير ، كفر عطا إلى كفر أتا ، سعسع الى ساسا ، رمانه إلى بقعات ريمون و هكذا .....
ما قاله جاكوب كلاتزمان " تشكل دبابات سنتوريون عاملا ً من عوامل الأمن والسلامة على المدى القريب ولكن المدرسة والجامعة هي الأكثر أهميه بالنسبة للمستقبل البعيد ؛ وإذا ما ابتلي المستوى الثقافي في إسرائيل بالركود والجمود بينما يأخذ مستوى الأعداء بالصعود فإن أيام إسرائيل معدودة ، إن التربية هي أيضا ً من مستلزمات الدفاع الوطني .
عن كتاب يوسف هيلار واليهودية المعاصرة غوتمان وزيمانينو العرب هم " حيوانات الصحراء وليسوا شعبا ً شرعيا ً ، العرب ليسوا أمة بل خُلداً نشأ في براري الصحراء و هم مجرد قتلة " ، إسرائيل زانغويل من كبار الصهاينة الانجليز الذي روج لمقولة "ارض بلا شعب لشعب بلا ارض، يجب إقناع العرب بلطف بالنزوح أمامهم المنطقة العربية كلها بمساحتها البالغة مليون متر مربع ... ليس هناك من سبب معين للعرب للتمسك بهذه الكيلو مترات المعدودة ، أن يحزم العرب بطانياتهم ويرحلوا خلسة هي عادتهم المعروفة ليقوموا بذلك الآن "
بن غوريون
"لو ترك العرب فلسطين وشرق الأردن لليهود لأمكنهم "أي العرب " الاعتماد على مساعدة اليهود ليس فقط في إعادة توطين النازحين الفلسطينيين ولكن أيضا في القضايا العربية الأخرى في الدول المجاورة، إذا كان مسموحا نقل عربي من الخليل إلى يهودا لماذا لا يمكن نقل عربي من الخليل إلى شرق الأردن وهي الأقرب ؟ إنها أراضي شاسعة هناك ونحن في اكتظاظ هنا "
ومن هذه الأدلة التي اعتمدت على تربيه وطنية معتمدة في أصلها التلمودي المتعصب الذي لا يقف عند فلسطين بحسب بل تعدى ذلك إلى أقطار الوطن العربي المجاورة بل إن طموحهم يسعى إلى حكم العالم بأسره.
عوزي ديان و في أحدث تصريحاته إثارة الخيار الأردني من جديد و قد دعى فيه إلى إنشاء الدولة الأردنية الفلسطينية الموحدة وان الفلسطينين توجهوا إلى الأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين وان الاعتراف بالدولة الفلسطينية يلغي اتفاقية أوسلو و اتفاقية السلام مع الأردن وعليه فإن الأردن هو الدولة الفلسطينية وان الضفة وغزة هما محافظتان تابعتان للدولة الأردنية الجديدة.
الخطر يكمن في النخب المتنفذة في بناء النظام وما التصريحات الصادرة مؤخراً عن طاهر المصري وعدنان أبو عودة إلا نموذجا لتيار يعمل في اتجاه الأهداف الصهيونية والأمريكية فيما يخص مسائل التوطين والتجنيس والحقوق المنقوصة والاستعباد السياسي والتمييز وقد اتهم الاثنان المصري وعودة الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الأسبق فيصل الفايز بالعمل على الاستعباد السياسي والتمييز ضد الفلسطينين هذا ما نشرته تسريبات ويكيليكس وقد أكد الاثنان عودة والمصري أن الفلسطينين سينهون البقاء خارج العملية السياسية وأنهما قد نصحا الملك أن من شأن تأمين هذه المطالب المذكورة لفلسطينيي الأردن هو تخفيض لصدمة الفلسطينيين "لحظة الحقيقة "
ولحظة الحقيقة هي الأمور المترتبة على الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 و هي :
1- ضياع حق العودة لعرب 48 والتنازل عن كافة حقوقهم .
2- ضياع أجزاء كبيرة من الضفة الغربية لصالح المستعمرات الصهيونية والبؤر الاستيطانية.
3- لحظة الحقيقة هي التأكيد على الخيار الأردني من جديد لإنشاء الدولة الأردنية الفلسطينية الموحدة وهذا يتفق مع أحدث تصريحات عوزي ديان المقرب من نتنياهو " بأن الأردن هو الدولة الفلسطينية وان الضفة وغزة هما محافظتان تابعتان للدولة الأردنية الجديدة ".
4- وبحسب ويكيليكس فإن السفارة الأمريكية قد أجرت اتصالات مع المتنفذيين من ذوي الأصول الفلسطينية منهم عوده والدجاني والمصري تمخض عن فكرة الصفقة الكبرى بحيث يتخلى الفلسطينيون عن آمالهم وطموحاتهم بالعودة مقابل اندماجهم بالنظام السياسي الأردني وان هذه الصفقة تعمل على حل مسألة الولاء المزدوج للفلسطينيين في الأردن .
5- إن الخاسر الكبر هو الشعب الفلسطيني الذي لم يُستشر ولم يُأخذ برأيه وأن هذه السيناريوهات من شأنها تقطيع أوصال الشعب الفلسطيني وهنا ينطبق قول الشاعر:
أنا ابن الأرض ومنها خرجت ... ولها أعود
فخذوني معها محملاً على الأكتاف
تربيت معها وكأنها شقيقتي
فأين تضعون النصف الآخر للشقيق؟

بات هؤلاء المتنفذون يتابعون الفن الغربي الهابط ويشجعون فرقه الرياضية بل يسافرون ليحضروا مباريات كرة القدم في دول الغرب ..
و بات هؤلاء يفهمون ويلز ومانشستر وكولون وبافوس وملقا وروتردام ...ولا يعرفون معني وتاريخ مدريد بناديها الرويال - وهي مدينة كان اسمها بالعربية "مجريد " – و غريمها التقليدي برشلونة ، وربما بعد أن نسوا لغتهم العربية سينسون ما تبقى لديهم من لغة عاميه اختلطت معانيها وباتوا يهذون "الآن عرفتكم وعرفت ما فيكم " ، "من انتم " ، " أصوات نشاز " ، "فاتكم القطار ... فاتكم القطار " ، معذرة " أصبحنا نعرف البلاد ".
لا غرابه فجيل الشباب واطلاعه على وسائل التكنولوجيا الحديثة بات يعرف من هو غريب عن وطنه وحضارته حتى ولو تبوأ مراكز ونفوذ واستحوذ على خيرات ومقدرات هذا الوطن الذي لا يعرف!!!!!



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات