انهيار الدول
أن تتمكن طائرة بدون طيار من ضرب مقر الكرملين بكل هذه البساطة المجنونة ، فإنه أمر يوضح حالة الإنكشاف التي يعانيها الروس في الشأن الدفاعي خاصة والتقني بشكل عام .
وإذا استذكرنا كم شهرا تطلب الأمر من ميليشيا فاغنر لاحتلال باخموت ، وكم هي التكلفة التي دفعتها هذه الميليشيات والمقدرة حسب رئيسها بـ عشرين ألف قتيل عدا الجرحى ، فإن الأمر ينذر بفضيحة .
وإن أمعنا النظر في نوعية الطائرات المسيرة التي يستخدمها الروس في قصف كييف وغيرها وجلها أيرانية الصنع ، ندرك كم من البلاهة انتابت الزعماء الروس الذين اعتقدوا أن ابتلاع اوكرانيا في شباط فبراير من العام الماضي سيكون سهلا ومشابها لابتلاع القرم في العام 2014 .
كما وإننا سنندهش إذا تفكرنا في الهجمات الحدودية داخل الأراضي الروسية والأعمال الجوية والبرية التي يقوم بها الأوكرانيون بدعم غربي داخل الحدود ، وآخرها هجوم السبت الذي ضرب منشآت على بعد ستمئة كيلو متر من الحدود .
لم تعد روسيا ذلك البعبع الذي يمكن أن يخافه أحد بعد الآن ، ولولا السلاح النووي الذي تمتلكه هذه الدولة فإن تفتتها إلى دول عدة ربما يكون أمرا حتميا .
هكذا تنهار " هيبة " القوى العظمى ، وهكذا ستنهار الهيمنة الأمريكية ايضا ، وفق " سنة التدافع " التي لولاها لفسدت الأرض : وبمثل ذلك انهارت الأمبراطوريات عبر التاريخ ولكن على صورتين : الأولى أن يخلد ذكرها ، والأخرى أن تذهب إلى مزبلة التاريخ .
د.فطين البداد