سبتمبر الأمريكي ... وسبتمبر الفلسطيني
في سبتمبر الأمريكي وقفت جميع الشعوب العربية وحكوماتها بلا استثناء ضد الاعتداءات التي اقترفت ضد الشعب الأمريكي والتي ارتكبتها مجموعات لا تمت للإسلام بصلة وإن كانت الكثير من المؤشرات تدل على وجود أصابع صهيونية وراء الحدث المفجع المؤلم ، لأنّ الشعوب العربية شعوب مسالمة محبة للأمن والسلام وللآخر .
أما في سبتمبر الفلسطيني فلم تخجل الإدارة الأمريكية أن تقف ضد توجه الشعب الفلسطيني بالذهاب للأمم المتحدة لتحقيق حلمه وحقه بالدول الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران 67م ، بل ومارست الكثير من الضغوط المالية والسياسية غير الأخلاقية ضد القيادة الفلسطينية وتحديدا ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ( أبو مازن ) ، وما زالت تهدد باستخدام الفيتو ضد الخطوة والحق الفلسطيني وهو ما يثير الغثيان لدى الشعب الفلسطيني الذي ما زال يتذكر بشجب وأسى جميع المواقف الأمريكية المنحازة للجانب الإسرائيلي عبر كل سنوات الصراع معه ، مع أن الفلسطيني لم يسئ قطعيا للشعب الأمريكي ولا لمؤسساته وإداراته المتعاقبة .
وفي سبتمبر الأمريكي وقف الشعب الفلسطيني كجميع أخوته وأشقاءه إلى جانب الشعب الأمريكي ، حتى مع جنون إدارة بوش التي أعلنت الحرب على الإسلام والعرب والمسلمين ، وتنفيذها الإعلان بالحرب على العراق وليبيا وأفغانستان ، ذلك لأنّ الشعب الفلسطيني شعب يمتاز بالأخلاق والتفاعل الإيجابي مع محيطه وعالمه انطلاقا من إنسانيته وأخلاقه وتنشئته ودينه .
أما في سبتمبر الفلسطيني فتهدد الإدارة الأمريكية بالفيتو ضد الحق الفلسطيني بالحرية والدولة مع أنّ مطالبته وتوجهه للأمم المتحدة يتوافقان مع رؤية برش للسلام في الشرق الأوسط ، ومستندا إلى خطاب أوباما في القاهرة حال توليه الحكم ورؤيته بحتمية إقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل فوق أرض فلسطين ، وذلك لأنّ الإدارات الأمريكية المتعاقبة وأزلامها غير أخلاقيين وتفاعلهم مع المحيط والعالم مبني على منطلق منطق القوة والمصالح التي ترسمها شركات السلاح والإعلام الصهيوني والعربي الرديف العميل المتربع فوق عرش أمريكا .
ما بعد سبتمبر الأمريكي كانت ردة الفعل الأمريكية التي وإن كانت جنونية إلا أنها كانت مفهومة بعض الشيء ، ورسالتها التوجه عند الكثير العربي في هذه الأيام تحت مسميات الربيع العربي لبناء علاقات طيبة مع أمريكا وإن على حساب الحرية الوطنية والكرامة القومية عند البعض الأرعن .
وما بعد سبتمبر الفلسطيني سيكون بفضل الإصرار الفلسطيني والدعم العربي والتأييد من العالم الحر ربيعا جميلا وسنوات قادمة آمنة مستقرة ، هذا إن لم تجن أمريكا وتستخدم الفيتو لصالح الإرهاب والصلف والاستيطان الإسرائيلي الممانع لقيام دولة فلسطينية في فلسطين ، أما ما لم تكن لتتوقعه إسرائيل وتخاف منه أمريكا فهو ردة الفعل الفلسطينية والعربية على المستويين الشعبي والرسمي والذي سعني دخول المنطق في حقبة جديدة خطيرة مظلمة ، قد تفتقد المنطقة فيها الأمن والسلام ، وتعرض المصالح الأمريكية ووجود ومستقبل دولة وشعب إسرائيل للخطر ، ورسالتها التظاهرات التي قام بها الشعب المصري ضد السفارة الإسرائيلية في القاهرة ، وخطورة مثلها المتوقع والتي قد لا تقف عند حدود سفارة أو أبوابها ما لم ينل الشعب الفلسطيني حقه ، ، وهو ما لا يريد الشعب الفلسطيني ولا الشعوب العربية أن تجر إليه انطلاقا من قوة المنطق ، منطق العدل والسلام ، والكرة حقا هي في ملعب أمريكا .