سبتمبر الأمريكي ... وسبتمبر الفلسطيني

تم نشره الثلاثاء 20 أيلول / سبتمبر 2011 05:06 مساءً
سبتمبر الأمريكي ... وسبتمبر الفلسطيني
محمود عبد اللطيف قيسي

في سبتمبر الأمريكي وقفت جميع الشعوب العربية وحكوماتها بلا استثناء ضد الاعتداءات التي اقترفت ضد الشعب الأمريكي والتي ارتكبتها مجموعات لا تمت للإسلام بصلة وإن كانت الكثير من المؤشرات تدل على وجود أصابع صهيونية وراء الحدث المفجع المؤلم ، لأنّ الشعوب العربية شعوب مسالمة محبة للأمن والسلام وللآخر .


أما في سبتمبر الفلسطيني فلم تخجل الإدارة الأمريكية أن تقف ضد توجه الشعب الفلسطيني بالذهاب للأمم المتحدة لتحقيق حلمه وحقه بالدول الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران 67م ، بل ومارست الكثير من الضغوط المالية والسياسية غير الأخلاقية ضد القيادة الفلسطينية وتحديدا ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ( أبو مازن ) ، وما زالت تهدد باستخدام الفيتو ضد الخطوة والحق الفلسطيني وهو ما يثير الغثيان لدى الشعب الفلسطيني الذي ما زال يتذكر بشجب وأسى جميع المواقف الأمريكية المنحازة للجانب الإسرائيلي عبر كل سنوات الصراع معه ، مع أن الفلسطيني لم يسئ قطعيا للشعب الأمريكي ولا لمؤسساته وإداراته المتعاقبة .


وفي سبتمبر الأمريكي وقف الشعب الفلسطيني كجميع أخوته وأشقاءه إلى جانب الشعب الأمريكي ، حتى مع جنون إدارة بوش التي أعلنت الحرب على الإسلام والعرب والمسلمين ، وتنفيذها الإعلان بالحرب على العراق وليبيا وأفغانستان ، ذلك لأنّ الشعب الفلسطيني شعب يمتاز بالأخلاق والتفاعل الإيجابي مع محيطه وعالمه انطلاقا من إنسانيته وأخلاقه وتنشئته ودينه .

أما في سبتمبر الفلسطيني فتهدد الإدارة الأمريكية بالفيتو ضد الحق الفلسطيني بالحرية والدولة مع أنّ مطالبته وتوجهه للأمم المتحدة يتوافقان مع رؤية برش للسلام في الشرق الأوسط ، ومستندا إلى خطاب أوباما في القاهرة حال توليه الحكم ورؤيته بحتمية إقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل فوق أرض فلسطين ، وذلك لأنّ الإدارات الأمريكية المتعاقبة وأزلامها غير أخلاقيين وتفاعلهم مع المحيط والعالم مبني على منطلق منطق القوة والمصالح التي ترسمها شركات السلاح والإعلام الصهيوني والعربي الرديف العميل المتربع فوق عرش أمريكا .


ما بعد سبتمبر الأمريكي كانت ردة الفعل الأمريكية التي وإن كانت جنونية إلا أنها كانت مفهومة بعض الشيء ، ورسالتها التوجه عند الكثير العربي في هذه الأيام تحت مسميات الربيع العربي لبناء علاقات طيبة مع أمريكا وإن على حساب الحرية الوطنية والكرامة القومية عند البعض الأرعن .


وما بعد سبتمبر الفلسطيني سيكون بفضل الإصرار الفلسطيني والدعم العربي والتأييد من العالم الحر ربيعا جميلا وسنوات قادمة آمنة مستقرة ، هذا إن لم تجن أمريكا وتستخدم الفيتو لصالح الإرهاب والصلف والاستيطان الإسرائيلي الممانع لقيام دولة فلسطينية في فلسطين ، أما ما لم تكن لتتوقعه إسرائيل وتخاف منه أمريكا فهو ردة الفعل الفلسطينية والعربية على المستويين الشعبي والرسمي والذي سعني دخول المنطق في حقبة جديدة خطيرة مظلمة ، قد تفتقد المنطقة فيها الأمن والسلام ، وتعرض المصالح الأمريكية ووجود ومستقبل دولة وشعب إسرائيل للخطر ، ورسالتها التظاهرات التي قام بها الشعب المصري ضد السفارة الإسرائيلية في القاهرة ، وخطورة مثلها المتوقع والتي قد لا تقف عند حدود سفارة أو أبوابها ما لم ينل الشعب الفلسطيني حقه ، ، وهو ما لا يريد الشعب الفلسطيني ولا الشعوب العربية أن تجر إليه انطلاقا من قوة المنطق ، منطق العدل والسلام ، والكرة حقا هي في ملعب أمريكا .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات