الملك: الربيع العربي يشكل فرصة لمأسسة التغيير الايجابي ( وعقد جلالته عدة لقاءات بالصور)

تم نشره الخميس 22nd أيلول / سبتمبر 2011 01:10 صباحاً
الملك: الربيع العربي يشكل فرصة لمأسسة التغيير الايجابي ( وعقد جلالته عدة لقاءات بالصور)

المدينة نيوز - قال جلالة الملك عبدالله الثاني إن الربيع العربي يشكل فرصة لمأسسة التغيير الايجابي والضروري لبناء مستقبل منيع آمن ومزدهر.

وأضاف جلالته، في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها السادسة والستين الأربعاء، ان بوسعنا في المنطقة العربية ان نبني على الانجازات الرائدة للحضارة العربية الإسلامية بما تحمله من قيم جوهرية وتسامح واحترام الغير.

وأكد جلالته أنه بالنسبة للأردن، فإن هذه الفرص فتحت الباب واسعا لتنشيط عجلة إصلاح تقوم على سيادة القانون وتحقيق العدالة وحماية الحقوق والحريات.

وقال جلالة الملك "سنستمر في الدعم وبقوة لحق الشعب الفلسطيني الثابت في الدولة تجسيدا لطموحاته، ووفقا لقرارات الأمم المتحدة، وضمن تسوية شاملة وعادلة وحل لجميع قضايا الوضع النهائي".

وأكد جلالته أننا نسعى إلى تحقيق دفعة دولية قوية نحو نهاية حاسمة للصراع الفلسطيني الاسرائيلي وبداية مرحلة جديدة تقوم على السلام الذي يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية والاعتراف بحقوق الفلسطينيين والسماح للناس أن يتطلعوا للمستقبل بكرامة وأمل.

وفيما يلي نص خطاب جلالة الملك: بسم الله الرحمن الرحيم السيد الرئيس، السيد الأمين العام، السادة رؤساء الوفود الأفاضل، أعضاء الجمعية العامة، يشرفني أن أخاطب هذا الجمع التاريخي مرة أخرى، واسمحوا لي أن أقدم تهاني الحارّة للرئيس الجديد للجمعية سعادة السيد ناصر عبد العزيز الناصر، إن الأردنيين يتذكرون جيدا عهد سعادتكم المميز كسفير لقطر في الأردن، فتقبل منا أفضل الأمنيات لانتخابكم رئيسا للجمعية العامة، واسمح لي يا سيادة الأمين العام أن أعبر عن تهاني الحارة لانتخابكم لفترة ثانية.

أصدقائي، في هذا العام، وفي المنطقة التي جئت منها وفي كل أنحاء العالم، يجد الزعماء أنفسهم مطالبين بأن يستمعوا- وأن يعملوا وفقا لذلك.

أن يعملوا على حل المشاكل الدولية الخطيرة في مجالات الاقتصاد والبيئة وصناعة السلام وعلى تعزيز كرامة البشر، كل البشر، بدون تمييز – ودعم الحقوق المتساوية لكل الأمم كما ينص ميثاق الأمم المتحدة. وعلى توفير حياة سياسية واقتصادية يشارك فيها الجميع، وخصوصا الشباب. وأن يثبتوا أن العدالة الدولية ليست مجرد كلام، وأنه يمكن تحقيقها عبر الوسائل القانونية السلمية، وأن يتم ذلك فورا بدون تأخير.

لقد وصل التحدي إلى منطقتي، حيث تحدث في الوقت الراهن تحولات تاريخية، وقد شهدنا هذا العام تغيرات هائلة، بعضها عبر نقلات منظمة، وأخرى رافقتها أحداث صاخبة كان لها ثمن باهظ من الدم المسفوح والخسائر.

ولكن أولئك النفر منا ممن رحبوا بالإصلاح وقادوا مسيرته متفائلون، ونحن نرى في الربيع العربي فرصة لمأسسة التغير الإيجابي، التغير الضروري لبناء مستقبل منيع آمن ومزدهر. وسيكون بوسعنا أن نبني على الإنجازات الرائدة للحضارة العربية الإسلامية، بما تحمله من قيم جوهرية من تعاطف وتحمل للمسؤولية وتسامح واحترام للغير.

وبالنسبة لبلدي الأردن، فإن هذه الفرص قد فتحت الباب واسعا لتنشيط عملية الإصلاح القائمة فيه، والتي نريد أن ينخرط الجميع فيها وأن تكون جهدا وطنيا يحقق هدفنا المتمثل في حكومة برلمانية، والمقصود من التغير الديمقراطي الذي لا رجعة عنه أن نؤسس بنى جديدة، ويعني كذلك ترسيخ نمط حياة جديد متمثلا في المسؤولية الفاعلة للمشاركة في الأحزاب السياسية وصياغة برامج انتخابية سياسية واقتصادية واجتماعية، والعمل مع الآخرين يدا بيد لبناء المستقبل الذي يطمح إليه شعبنا، ويعني التغير الديمقراطي أيضا أن نبني الإصلاح على الإصلاح، ليشمل ذلك سيادة القانون وتحقق العدالة وحماية الحقوق والحريات التي تقوم عليها الحياة الديمقراطية السياسية.

وفي وقت سابق شرع الأردن بمراجعة الوثيقة التي تشكل حجر الزاوية في حياته السياسية، وهي الدستور نفسه، ويقوم البرلمان الآن بوضع اللمسات النهائية على التعديلات ليتم إقرارها من قبل مجلسيه، ومن بين الأمور الرئيسية التي اعتمدت إنشاء محكمة دستورية وهيئة مستقلة للإشراف على الانتخابات.

أصدقائي، يعمل الأردن أيضا إلى جانب شركائه على التصدي لخطر عالمي آخر وهو الأثر السلبي الهائل للصراع الإقليمي، والأزمة الجوهرية التي تمثل العامل الأكبر والأوحد المؤدي للانشقاق وعدم الاستقرار هي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

إننا نقف اليوم أمام طريق مسدود، وقد فشلت الفرص التي توفرت قبل عام للتحرك قدما لإنهاء الصراع بشكل حاسم في كسب الزخم، فتوقفت المفاوضات ووصلت حالة الإحباط إلى ذروتها، وحتى لحظة حديثي إليكم هذه، لا يزال النشاط الاستيطاني الإسرائيلي يجري على قدم وساق، مخالفا لكل قانون دولي ومعاندا لكل احتجاج دولي قوي ضده، ونرى النشاط الاستيطاني قائما في القدس، مع أن هذه واحدة من قضايا الوضع النهائي والتي لا يمكن التوصل إلى حل لها إلا من خلال المفاوضات، ويشكل ذلك مصدر قلق دولي، وأقتبس عن جدي هنا قوله إن هناك "رابطا مقدسا" يربط المسلمين في كافة أنحاء الأرض بهذه المدينة المقدسة، ولا تسعفني الكلمات في وصف الأزمة التي يمكن أن تنتج عن الضرر الذي قد يقع على الأماكن المقدسة بالنسبة لأي دين، أو عن الجهود الهادفة إلى محق الهوية العربية للقدس الشرقية.

إن حل الدولتين المفضي إلى تلبية احتياجات الجانبين هو الحل الوحيد والممكن لضمان سلام دائم: دولتان، إحداهما فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة والأخرى دولة إسرائيل الآمنة والمقبولة، هذا هو جوهر كل الاقتراحات الدولية الرئيسية، بما في ذلك مبادرة السلام العربية، والكل متفق على وجوب استئناف المفاوضات سريعا لحل قضايا الوضع النهائي الرئيسية الأربع، وهي الحدود والقدس واللاجئون والاستيطان. حينها فقط يتوقف هذا الصراع عن كونه بؤرة للعنف الدولي، ويمكن حينها للشعب في كلا الجانبين أن يحظى بمستقبل يعمه السلام.

لقد أدرك الرئيس أوباما هذه الحقيقة الاستراتيجية الملحة عندما وضع معايير الحل في التاسع عشر من أيار الماضي. ولقد نظر العرب إلى هذه المعايير بإيجابية،إلا أن إسرائيل مستمرة في بناء المستوطنات.

ووضعت اللجنة الرباعية والاتحاد الأوروبي وممثلين آخرين للمجتمع الدولي على الطاولة أفكارا قابلة للتنفيذ، ورحب العرب بها،إلا أن إسرائيل مستمرة في بناء المستوطنات،وهذا هو واقعنا الآن.

أصدقائي، لا يمكن لنا أن نعلم الجيل القادم احترام القانون وتقبل الآخر إذا ما رأى القانون والتفاهم يخفقان المرة تلو المرة، يجب أن نعزز القانون، وإلا انهارت الحضارة،ولن نستطيع تعليم قيمة العملية السلمية إذا ما فشلت العملية السلمية مرارا وتكرارا، ومع ذلك علينا التمسك بالعملية السلمية، وإلا ستضيع البشرية.

وأمام هذا الطريق المسدود يتمسك الأردن والعرب بمبادئ السلام والقانون، وقد جئنا هنا، إلى بيت الأمم، سعيا وراء العدالة الأممية، وسنستمر في الدعم وبقوة لحق الشعب الفلسطيني الثابت في الدولة تجسيدا لطموحاته، ووفقا لقرارات الأمم المتحدة، وضمن تسوية شاملة وعادلة وحل لجميع قضايا الوضع النهائي، انه لحقهم ان يسعوا لذلك هنا في بيت الامم، الامم المتحدة وهذا ماعلينا جميعا دعمهم. ونحن نسعى إلى تحقيق دفعة دولية قوية بخطوات ملموسة، ليس بالكلام، ولا من خلال عملية، بل من خلال نهاية حاسمة للصراع وبداية جديدة للسلام، السلام الذي يتأتى من قيام دولة حقيقية واعتراف بحقوق الفلسطينيين والسماح للناس بأن يتطلعوا للمستقبل بكرامة وأمل، وسلام يحقق الأمن للإسرائيليين ويخلصهم من عقلية القلعة، ويمنحهم القبول في المنطقة وفي العالم.

أيها الأصدقاء، يجتمع الرجال والنساء في كل مكان على اهتمامات أساسية: تحقيق حياة أفضل لأنفسهم وعائلاتهم، والشعور بالأمان وهم يخططون للمستقبل وأن يكون صوتهم مسموعا بشأن كيفية تنظيم المجتمع، وهي حقوق يريدونها مكفولة موثوقة، هذه الآمال بالنسبة للكثيرين لم تلق مجيبا، لكن علينا التذكر أن حقبة جديدة قد بدأت في منطقتي، تصاحبها فرص للمضي قدما نحو الديمقراطية والأمن والسلام.

وشكرا جزيلا.

ويضم الوفد الاردني المشارك في اجتماعات الامم المتحدة مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام والاتصال امجد العضايلة ووزير الخارجية ناصر جودة وسمو الامير زيد بن رعد مندوب الاردن الدائم في الامم المتحدة.

 والتقى جلالة الملك الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وبحث معه دور المنظمة الدولية في إحلال السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط والعالم، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد جلالة الملك خلال اللقاء أهمية دور الأمم المتحدة وجهودها في حفظ السلام وتقديم الخدمات الإنسانية في مختلف أنحاء العالم، مشيرا جلالته في هذا الصدد إلى الدور الذي تضطلع به القوات الأردنية في قوات حفظ السلام وتقديم المساعدات في أكثر من منطقة في العالم في إطار مهام الأمم المتحدة المتعددة.

كما تم بحث التطورات التي تشهدها الساحة العربية على أكثر من صعيد، لاسيما في ليبيا، والدور الذي تقوم به الأمم المتحدة لإرساء السلام في هذا البلد الشقيق.

واستعرض جلالته الجهود التي يبذلها الأردن لتحقيق الإصلاح الشامل في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وبرامج التنمية والتطوير والتحديث التي تنفذها المملكة في أكثر من مجال.

والتقى جلالته رئيس المفوضية الأوروبية، خوسيه باروسو، وبحث معه تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، ودور المجتمع الدولي لاسيما الأوروبي في دعم مساعي تحقيق السلام والتوصل إلى حل ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

كما عقد جلالته عددا من اللقاءات مع رؤساء الدول والوفود المشاركة في اجتماعات الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك، حيث التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبحث معه الوضع في الأراضي الفلسطينية، مؤكدا جلالته دعمه للرئيس عباس والسلطة الوطنية الفلسطينية في مساعيهم الرامية إلى تأكيد حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.

كما التقى جلالته الرئيس اللبناني، ميشيل سليمان، وبحث معه تطورات الأوضاع على الساحة العربية وفي منطقة الشرق الأوسط، والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة.

وأكد جلالته والرئيس سليمان عمق العلاقات الأردنية اللبنانية والحرص على تطويرها، خصوصا في مجال تعزيز التعاون الاقتصادي.

وبحث جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، مصطفى عبد الجليل، الذي يشارك حاليا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة السادسة والستين ممثلا للشعب الليبي، تطورات الأوضاع في ليبيا.

وأكد جلالة الملك خلال اللقاء دعم الأردن الكامل للشعب الليبي بما يمكنه من تحقيق تطلعاته في بناء ليبيا الجديدة ومؤسساتها وتقديم جميع أشكال الدعم، خصوصا في مجال بناء القدرات وتوفير الاحتياجات الطبية والإنسانية.

كما التقى جلالته الرئيس النمساوي، هاينز فيشر، وبحث معه العلاقات الأردنية النمساوية وآليات تفعليها في مختلف المجالات.

واستعرض الزعيمان الدور الذي يقوم به الاتحاد الأوروبي في دعم سلام واستقرار المنطقة.

وتناول جلالته خلال لقاءين منفصلين مع رئيس جمهورية الدومنيكان، ليونيل فرنانديز، ورئيس الكونغو جوزيف كابيلا رينا، علاقات التعاون بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات، إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وحضر اللقاءات مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام والاتصال أمجد العضايلة، ووزير الخارجية ناصر جوده، وسمو الأمير زيد بن رعد، مندوب الأردن الدائم لدى الأمم المتحدة.

وحضر جلالة الملك حفل الغداء الذي أقامه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لرؤساء الدول والوفود المشاركة في اجتماعات الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك.(بترا)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات