دعوة تامة
الله أكبر..الله أكبر
دعوة تامة
نعم إخواني الأذان دعوة تامة تامة تامة, فهو نداء للقاء الله والوقوف بين يديه ,ولذلك عندما تسمع كلمة الله اكبر فإنها تعطي في ضمير وفي وجدان كل انسان سوي الفطرة تعظيم هذه الكلمة ,وتعظيم ما نادت اليه فالله أكبر من كل شيء تفعله أو تقوم به , فعليك أن تترك خلفك كل ما يلهيك عنها وتتبع دعوتها اليك لأنها تعني أن الله أكبر مما في يديك الآن من عمل أو ما يلهيك عن عظيم ما نادت اليه الكلمة.
الأذان دعوة تامة ..لقوله صلى الله عليه وسلم داعياً الدعاء المأثور بعد كل أذان : "اللهم رب هذه (الدعوة التامة) والصلاة القائمة ,آت محمداً الوسيلة والفضيلة ,وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته " من قال هذا النداء بعد كل اذان حلت له شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ,كما روى البخاري ذلك.
إنه نداء لإراحة الضمير والقلب والبدن كيف لا والنبي صلى الله عليه وسلم كان عندما يشتد عليه الامر والهم والحزن ينادي : "أرحنا بها يا بلال " . كيف يريحهم بلال ؟! إن الامام في الصلاة محمد عليه الصلاة والسلام ..لكن بلال يبدا بالاذان فتبدأ الراحة والطمأنينة والسكينة لكل سامع لهذا النداء ,لأن معناه اللجوء الى الله وإعلاء الذكر بألفاظ الاذان فيرتاح القلب والبدن ,فالله أكبرمن كل صغائر الدنيا.
ولكن كيف من لا يحب سماع نداء الحق ونداء الاعلاء لكلمة الله..!!!
نعم ..إن أحدهم كان يعمل طبيباً في إحدى الدول الغربية التي عاش فيها طويلاً , وبعد ان عاد الى قريته وسمع في القرية نداء الله اكبر قال :(أما زلتم متخلفين وتؤذنون ؟! وايضا تؤذنون على السماعات ! إنكم متخلفون يا مسلمين)على حد قول المغترب هذا..نقول ان مثل هذا الشخص مطرود من رحمة الله لأن الشيطان ـ ومعنى الشيطان هو كل مخلوق مطرود من رحمة الله سواء أكان مخلوقاً انسيا او جنياً ـ لأنه لايحب سماع نداء الرحمة وبالتالي هو بعيد عن رحمة (الله اكبر ).
ولذلك علينا أن نمتع أسماعنا بنداء الاسلام ودعوة الناس وأهل الحي والقرية للاجتماع اليومي بانتظام وتنظيم خمس مرات كل يوم ولنتذكر قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق على صحته : "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الاول ثم لم يجدوا إلا ان يستهموا عليه لاستهموا عليه... "واستهموا بمعنى اجروا القرعة بينهم ليتشرف الكل بشرف النداء وان يكون بالصف الاول وهذا كناية عن وجوب التنافس في ذلك .
وواجبنا نحو الاذان ونداء الله اكبر من قول النبي عليه الصلاة والسلام : "اذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فانه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً ثم سلوا الله لي الوسيلة , فانها منزلة في الجنة لا تنبغي الا لعبد من عباد الله وارجو ان اكون انا هو , فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة "
وايضا كماقال النبي للاعمى عندما جاءه معتذرا عن حضور الجماعة بسبب العمى وبعد مسافة البيت فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: اتسمع النداء ؟ قال نعم قال إذاً فحيهلا..وهذا طلب بوجوب تنفيذ الدعوة لهذا النداء .
واخيراً وحتى لا أطيل فالهدي النبوي مليء وغني حول الموضوع أختتم بتذكير نفسي وتذكيركم بضرورة الدعاء بعد الاذان لقوله عليه الصلاة والسلام : "الدعاء لا يرد بين الاذان والإقامة "
ـ فالتلبية للنداء وحب سماعه أولاًْْ والدعاء بعد الأذان ثانيا ..ثم ادعو لي أخيراًُ