التنين السريع
يحكى ان مدينة جميلة وادعة عابقة بنسمات التاريخ العريق ومجد الحاضر وامل المستقبل اصبح الناس بها يتثاقلون من التنقل بين احيائها الجبلية الامر الذي جعل مجموعة من شيوخها الشرفاء يفكرون بشراء تنين من المناطق الشمالية الغربية البعيدة خلف البحار ليحمل الناس على ظهره وينقلهم بسرعة ويسر , وقد اشترطوا بان يكون التنين اليفا " نظيفا " لا توجد لديه غدة نيران لئلا ينفثها اذا غضب من اهل المدينة وان تكون اجنحتة قصيرة ضيقة الحدود خوفا من اصدامها بالابنية والمتاجر وجوانب الطرقات وكذلك مخالبه لينة بدون رؤوس حادة .
وبنشاط هؤلاء الشيوخ جعلوا احد اصدقائهم من اصحاب الاملاك الاثرياء في المناطق الشمالية ان يقوم بدفع سعر التنين على ان يقوموا بسداد هذا الدين من صندوق المدينة.
بدأت مجموعة الرجال الشرفاء تحضيراتها لجلب التنين السريع وبدأت تهيء اهل المدينة بانه سيأتي تنينا " سريعا " جميلا " سينقلكم داخل احياء المدينة بسرعة وراحة كبيرة . ولكن للاسف لم تشرك تلك المجموعة باقي شيوخ المدينة بالمساومة عند شراء التنين او اختيار شكله الا انهم ابدعوا برسم صور له تم عرضها على بعض شيوخ المشايخ في تلك المدينة واللذين يدركون بان مدينتهم تحتاج لخدمات هذا التنين حيث وافقوا على احضاره بناءا " على الصور والوصف.
ادخل التنين من غرب المدينة رويدا " رويدا " وللوهلة الاولى بدا يترائى لاهلها بانه تنينا " كبيرا " بشعا " ليس كما وصفوه , حيث بدأ باكل الشجر وارصفة الطرقات واعمدة فوانيس المدينة وبدأوا يتحضير الطرقات لنومه حيث رفض المبيت على طرقاتها القديمة , واصبح يتمدد يوما " بعد يوم يضيق الطرقات على الناس واصبح الناس يسيرون بجانبه ببط وحذر شديدين خوفا " من غضبه , يتأخرون عن اعمالهم وهم يحاولون استراق النظر الى هذا الشيء المخيف باستغراب شديد ,,, آه انه ليس التنين المطلوب فهذا التنين يبدوا خطرا " جدا " وربما قد استغفلنا من باعه للمدينة.فاجنحته كبيرة جدا " وجسمه ضخم بالنسبة لطرقات المدينة فحين سيسير فانه سوف يحطم الابنية والمتاجر حوله وسيأكل باقي الاشجار ومعظم اعمدة فوانيس الليل الجميلة , نظروا الى قدميه االصلبتين بمخالبها المخيفة فهذه المخالب تحتاج الى طرق اخرى بعيدا " عن دروب ابناء المدينة, تحتاج الى قناطر حجرية واقواس معدنية وسلالم ذات اشكال جديدة للصعود على ظهره
وشكا كثير من ابناء المدينة من ضخامة هذا التنين مما دفع ببعض الرجال الاشداء للاقتراب منه ودراسة ماهيته اقتربوا منه رويدا " رويدا " نظروا الى عينيه الحمراوتين تلمسوا اطراف مخالبه تحسسوا جلده الجاف الخشن ولم يقاومهم التنين حيث كان متعبا " من السفر .ادركوا بانه ليس التنين الموعود حسب الوصف , قارنوه بالتنانين الاليفة في بعض المناطق الشمالية الغربية التي زاروها وركبوا فوق ظهورتنانينها فوجدوا بان هذا التنين يختلف . انه تنين ضخم اجنحته طويلة واقدامه هائلة وان قرونا بشعة بدأت بالبروز فوق راسه المستطيل ولكن ما اثار خوفهم اكثر اكتشافهم وجود غدة نيران تحت لسانه جاهزة للانطلاق عند غضبه اما الخوف الاعظم فكان من ضخامة معدتة المخيفة والتي تحتاج الى الطعام بكميات هائلة ولن تكفي المؤونة التي جلبت معه الا لسيره مسافات قصيرة وأيقنوا بانه سيأكل خيرات المدينة التي يدفعها الاهالي لصندوق خدماتها.
فزع الرجال الاشداء من هول ما وجدوه فقاموا بتنبيه من جلبوه بان التنين يبدوا متوحشا "لايصلح بشكله الحالي للسير بطرقات المدينة يحتاج الى قصقصة جناحيه ومعالجة مخالبه وعملية جراحية لتصغير معدته ووضغ نظام غذائي له لئلا يأكل المدينة ويتركها خرابا " ويهرب .نعم يحتاج الى جراحة لاستئصال غدة النيران والتي ان غضب ستحرق الاخضر واليابس.
سمع شيخ مشايخ المدينة بما يتنافله الرجال الاشداء واصدقائهم حول التنين فدعى مجموعة من الرجال المخلصين للكشف على التنين ودعى الرجال الشرفاء اللذين جلبوه لرغبتهم بخدمة اهالي مدينتهم لمراجعة امر هذا التنين ومن باعهم اياه .
بدأت مجموعة شيخ المشايخ المخلصة بالتعرف على التنين شيئا " فشيا " وتأكدوا من مخاوف الرجال الاشداء فطلبوا من الشرفاءاللذين جلبوه دعوة مجموعة من الجراحين المختصين للقيام بجملة عمليات جراحية لهذا التنين ليصبح تنينا جميلا " اليفا " يرغبه سكان المدينة ولا يضيق عليهم معيشتهم وقامت مجموعة شيخ المشايخ المخلصة بتصنيع دواء خاص لتنويم التنين ريثما تتم معالجته او في اسوأ الاحوال اعادته للبلد التي جلب منها ,, ولكن من يستطيع اعطاء الدواء لهذا التنين المخيف لتنويمه .
اختلف الرجال المخلصين على ذلك الا ان شيخ المشايخ والذي كان رجلا " شجاعا " مرهوب جانبه ولا يتوانى عن خدمة اهالي مدينته قام بحمل الدواء فسقاه دفعة واحدة للتنين فنام التنين واستراح اهل المدينة الى حين.
ارجوكم لا توقظوا التنين بدون معالجته
ارجوكم لا توقظوا الباص السريع دون اعادة دراسته