إطاحة البخيت تعني مشاركة الإسلاميين في الإنتخابات

المدينة نيوز – خاص – داليدا العطي - : حتى ساعة متأخرة من ليل الأحد – الإثنين – لم يصل شيئ للحكومة ، أو لم تصل أي إشارات برحيلها ، مما يعني أن الاحد لم يكن يوم الرحيل كما توقع وزير في في وقت سابق خلال حديث جانبي في مكتب بعيد عن الوزارة .
كل شيئ مر بسلام إذن ، ولكن الساعات القادمة ستكون هي الفيصل ، ولا بد من تقرير رحيل الحكومة نزولا عند التعديلات الدستورية عقب الرسالة النيابية لجلالة الملك إن صحت رسالة النواب التي جرى عليها لبس بحسب الكتلة النياية المستقلة وعلي الملكاوي الذي ورد اسمه فيها رغم أنه لا يعلم بها بالمرة . . .
رحيل حكومة البخيت بات أمرا حتميا إن صحت الرسالة بمبناها ومعناها كما قلنا ، وإن صح أنها موجودة بالأساس ، والقرار بيد جلالته ، ولكن : لماذا ترحل الحكومة قبل أوان الإنتخابات التي قال البخيت إن حكومته من سيجريها ؟؟ .
معطيات كثيرة تدخل في السياق ، ليس أولها الشارع السياسي الذي يرغب برحيل الحكومة بحسب ما كان يرصد من ردات فعل ، غير أن الأغلبية الصامتة لم تقل رأيها بحكومة الرجل الذي دخل في صدام مرير مع عدة قوى : أبرزها المعارضة والبرلمان وخاض حروبا في السر والعلن .
البخيت لم يأت من الفضاء الخارجي ، ولم يخطف الحكومة من أحد ، بل كان خيارا ملكيا صدع له الرجل وامتثله حرفيا وتحمل أكثر ما يمكن أن يتحمله رئيس حكومة جاء إلى الحكم في ظروف لا يقبل أن يكون واجهتها أحد ممن يطلق عليهم رجالات دولة .
معطيات كثيرة دخلت على الخط كما قلنا ، وليس أولها المعارضة التي لا تريده ولا البرلمان الذي أراد أن يلمع صورته بعد " شريط المكسرات " إياه فضرب ضربته الأخيرة للحكومة مع أن نوابا وردت أسماؤهم في الرسالة أنكروا علمهم بها كما قلنا . . .
إلا أن أكثر ما يلفت في الأمر : هو الحراك النيابي الذي قادته كتل نيابية قابلت الإسلاميين في عقر دارهم وطرحت معهم قضية المشاركة في الإنتخابات فكان جوابهم بلا تردد : رحيل الحكومة أولا ولكل حادث حديث ، بحسب ما رشح عن اللقاء المذكور الذي انفردت به المدينة في حينه .
وليس مستهجنا ولا غريبا أن يتم تطيير خبر عبر الإعلام الأسبوع الماضي ينسب لمصدر يقول إن لقاءات تمت بين الإسلاميين وبين مراكز في الدولة ، وهو خبر تم بثه عقب لقاء الكتلة النيابية المذكورة بالإسلاميين في مقر الحزب في وقت سابق من الأسبوع الماضي ، وما لبث حزب جبهة العمل الإسلامي أن أعلن على لسان أمينه العام حمزة منصور أن ما قيل عن لقاءات سرية مع الإسلاميين لا أساس له من الصحة ، وكل ذلك مؤشرات تدل على أن في رسالة النواب الأخيرة المزعومة أمرا ما دبر بليل .
ولكي لا يقال إن الدولة رضخت للإسلاميين تم توقيع النواب على الرسالة فبدا الأمر وكأنه أمر نيابي بحت ، مع أن المعطيات قالت بغير ذلك .
هل يخدع الإسلاميون الدولة من جديد ؟؟ .
كان شرط الإسلاميين انهم لن يشاركوا بأي انتخابات تكون حكومة البخيت " والبخيت كشخص " على رأسها ، فهل برحيل الحكومة سيتجدد موقف الإسلاميين من العملية برمتها ؟؟ .
مشاركة حمزة منصور في المؤتمر الوطني للإنقاذ الذي تبث فعالياته المدينة نيوز دليل آخر على أن الإسلاميين سيغيرون وسيبدلون ولربما يشاركون في الإنتخابات ، نقول : ربما ، خاصة وأن مؤتمر الإنقاذ هذا شارك فيه أحزاب وسطية وشارك فيه طاهر المصري بصفته الإعتبارية ، وايضا شارك فيه حمزة منصور ممثلا عن الإسلاميين ..
مشاركة منصور رسالة واضحة ، ورسالة النواب المزعومة لجلالته رسالة أوضح إن صح أن هناك رسالة ، فمطبخ القرار في الدولة الأردنية يرغب أن تجري الأمور بسلاسة ، وهدوء ، حتى لو تم الإطاحة بالحكومة ، وهي إطاحة باتت قريبة جدا كما يبدو إلا إن ارتأى صاحب القرار غير ذلك وظهر في الأفق علامات أخرى .
يبقى البخيت رجل دولة محترما ، ودؤوبا ، ووطنيا حتى النخاع ، ويكفيه شرفا أنه قاد البلد – بمعية الملك – في أخطر مراحلها ، ولا نملك إلا أن نقول له : يعطيك العافية ، كفيت ووفيت ، وستظل في ذاكرة كل منصف أنك كنت رجلا ، في زمن قل فيه الرجال .
الزميلة داليدا العطي