في أمر من يتولون المناصب بثقة الشعب
أمر طبيعي ان نرى بعض القيادات ممن يتبوأون قمة هرم مؤسسات حكومية عن طريق الشللية والمحسوبية يتصرفون فيها وكأنها مزارع خاصة لهم من \" تركة المرحوم \" لا بل بات مألوفا ذلك ما دام تولي المناصب لا يحكمه مرجعيات واضحة .. لكن المصيبة الاشد والأخطر على الناس حين يصيب هذا الداء \" السرطاني \" من يتبوأون مناصب عامة عليا بثقة المواطنين كالنواب ورؤساء وأعضا البلديات والنقابات وكافة مؤسسات المجتمع المدني مهما صغر أو كبر حجمها وأهميتها من جمعيات وأندية .. الخ حيث الانتخابات سيدة الموقف ... تلك الانتخابات \" الفجة \" التي ما زال يحكمها الفزعات والمزاجية والمصالح الخاصة الضيقة على حساب الصالح العام .
في الحالة الأولى قد ّ تنتهي المصيبة ويتم محاسبة من يستغلون المنصب العام بوجود مسؤول أعلى (صاحب ضمير لا يخاف الا الله ) أما في الحالة الثانية فالمصيبة تبقى جاثمة على صدورنا الى ان تنتهي ولايتهم وفق القانون والدستور .
عشنا عاما مؤلما ودلفنا في عام أخر وما زلنا نعاني الأمرين من واقع صعب سببه من تولوا مناصبهم بثقة الناس والأمثلة كثيرة هنا أقلها تركيز غالبية النواب على تحقيق مكاسب خاصة بهم من وظائف ومصالح لمحاسيبهم واعفاءات جمركية لسياراتهم ... الخ والتي باتت معروفة لعامة الناس فيما العديد من رؤساء البلديات انطلقوا يقتصون ممن لم يقف الى جانبهم في الانتخابات بالحاق الاضرار بمصالحهم وتركيز تقديم المنافع والخدمات الى قلة من المقربين ممن انتخبوهم .. عينك عينك ... تعينات وتحسين مستوى الخدمات واحالة عطاءات وضم اراضي للتنظيم أو تحويلها من درجة تنظيم متدن الى درجة تنظيم اعلى أو تجاري ... الخ والذي يتم جهارا في ظل غياب رقابة الدولة .
اشفق على مثل هؤلاء لقصر نظرهم ومحدودية تفكيرهم فقد غاب عن اذهانهم ان مدة ولايتهم مثل \" الجمعة المشمشية \" ستنتهي أجلا أم عاجلا وحينها عليهم ان لا يتفاجأوا من قلة الاحترام والتقدير وقوة الحساب وكذلك بوس اللحى .