الفرس والفارس
أمس قرات عن العلاقة بين الفرس والفارس ، ووجدت بانها علاقة وطيدة وحميمة امتدت منذ الازل ، وقد عرفت بأن الفارس يعتبر فرسه قطعة منه لا يمكن التفريط فيها بسهولة ، في حين قد تموت أو تضرب عن الطعام فيما لو غاب صاحبها عنها أو توفي .
ما وجدته أيضا أن الخيل تعرف فارسها وصاحبها ، بل أنها تشعر به وتحس ، وأحيانا ترفض أن يمتطيها أحدا غيره ، كما وجدت ايضا انها قد تضحي بنفسها في سبيل انقاذ فارسها والدفاع عنه ، كمعنى للوفاء لصاحبها .
كما ان الفرس تعرف فرسانها ، فهي قادرة على معرفة من يمتطيها فيما اذا كان فارسا حقيقيا فتطاوعه ، وقد تشاكسه فيما لو لم يكن فارسا حقيقيا وتطرحه أرضا من على صهوتها .
اجمل معلومة كانت انه ليس كل من يركب على الخيل خيال ، وليس كل فرس وان اعجبتك ستكون بالضرورة فرسا أصيلة . كما ان هناك طريقة معينة لوضع السرج على ظهر الحصان بشكل صحيح ودقيق لغايات تحسين الوضع الجسماني للخيل وطريقة انقياده واستجابته لأوامر الفارس ، والا تعرض الفرس الى اصابات بالغة تؤثر على اداءه ، وربما تقوم بطرح راكبها من عليها ، فيصاب الفارس المسكين برضوض وكسور .
عندما انهيت قرائتي لهذا الموضوع ، تمكنت حقيقة – كما يقال - من وضع يدي على الجرح . وتمكنت من معرفة الجذور المتعمقة لدينا .
فعلى الرغم من انخفاض نسبة الاقبال على الخيول وتعلم الفروسية لدينا الآن ، مقارنة مع العصور الماضية ، الا اننا نعاني حقيقة من وجود كم هائل من الأشخاص اللذين يدعون الفروسية . لدينا فرسان بعدد هائل يفوق عدد شعر رؤوسنا جميعا ، لكنهم للأسف بعضهم لديه عقدة السرج وبعضهم الآخر ما زالوا لا يعرفون طريقة وضعه .