رشيدة والمرأة
في خبر بجريدة الرأي أمس بعنوان " مقررة أممية في المملكة لتقدير ظاهرة العنف ضد المرأة " ، فهمت منه ان اسم المقررة الاممية هو رشيدة مانجو ، وان زيارتها مهمة لأنها تمت بناء على دعوة حكومية وطلب من الاردن وبالتزامن مع الحملة العالمية السنوية لمناهضة العنف ضد المرأة ، وعلمت بانها ومن خلال زيارتها ستقوم بتقييم وضع المرأة من خلال اجراء حوار مكثف مع الجهات ذات العلاقة للوقوف على أسباب العنف الجسدي والبدني والنفسي ضد المرأة ، لذا ستزور بعض الوزارات والجهات الرسمية والحكومية كما ستزور مركز اصلاح وتأهيل جويدة / النساء وتلتقي بالسجينات وتطلع على مراكز التوقيف والايواء .
الجانب المهم أنها وفي اختتام زيارتها ستقوم بعقد مؤتمر صحفي تلخص فيه زيارتها وتعرض نتائجها وتقدم لاحقا تقريرا فيما توصلت اليه سيبين فيما لو أن المرأة الاردنية تتعرض الى العنف أم لا .
لكن السؤال الذي يتبادر الى الذهن ، هل برنامج الزيارة كافي لتقييم المراة الأردنية والحكم على ما تتعرض له ، وهل المكوث تحت أسقف قاعات المؤتمرات والخوض في احاديث جانبية وعابرة بات يعتبر معيارا لنسبة العنف ضد المرأة ، وهل المرأة الأردنية هي فقط تلك النزيلة في الجويدة أو تلك المحمية من الثأر والانتقام في دور الأيواء ، طبعا لا .
سيدتي رشيدة مانجو ، أنا ادعوك لزيارة القرى والبوادي ، ادعوك الى "فتلة " مصحوبة "بشمة هوى " في القريقرة ، والقويرة ، والحسينية ، وساكب ، ومؤاب ، والمزار ، للطفيلة ، لوادي رم ، ولضبيعة ، والراجف ، والكرامة ، وغور الصافي ...ألخ من المناطق والقرى التي تقف مع النسيان على خط واحد .
هناك قومي باجراء مقابلاتك ، ولتجري مقابلة مع " فضية " ، شجعيها فالحياء قد يمنعها من الاعتراف بالضرب ، لكنها ستخبرك بأنها تعبانة ونفسها تشتري " مدرقة " جديدة ولكن من وين . ادفعيها للكلام ، وستخبرك ان طلبات " العقب " كثيرة والراتب ما " بقدي " ، أجبريها على الحديث لتتفاجئي بانها لا تعلم شيئا عن كريم الأساس أو " الشدو " ، ولكنها ستخبرك بانها ضليعة في حفلات الشاي ، تسميها " قعدات " شرط ان يكون الشاي بالميرمية .
ولا مانع لو همستي في أذنها ، " كيف زوجك بعاملك ؟! " ، أظنها ستخجل بداية لكنها ستخبرك بأنه " مش مقصر " بس اليد قصيرة والعين بصيرة .
أصري للذهاب الى تلك المناطق المنسية ، المهمشة ، فترف المدن سيكون ضباب عينيك ، والاجتماعات المكندشة والمعطرة لن تخدمك ، اذهبي الى المناطق التي قد يكون نساها الزمن ، ستجدين ضالتك ، وجوها لوحتها الشمس فقرا ، وعيونا لا تحلم في شيء لانها لا تعرف بماذا قد تحلم ، هناك قد تكون الحقيقة .
فالحقيقة أنه مهما كانت نسبة العنف الجسدي ضد المرأة . لن تكون بقدر نسبة العنف النفسي ، أساسا النفسية هي الأهم .