طبول الحرب تقرع في سوريا .. فهل يسكتها صوت العقل ؟؟؟
لا يخفى على كل متتبع و مهتم أن ما يحدث هذه الأيام من تحركات إقليمية و دولية تنذر بان طبول الحرب بدأت تقرع و أن الشعب العربي السوري سيدفع ثمن هذه الحرب و ستكون فاتورته مزيدا من شلال الدماء النازفة هناك .
وقبل ان يقول قائل بأنها المؤامرة مجددا تحاك من جديد لبلد عربي شقيق من قبل دهاقنة السياسة وجنرالات الحرب و تجار البترول في الغرب فإنني أود الإشارة إلى جزئية هامة و هي عندما تتعرض الدولة - أي دولة - لحرب تشن عليها من قبل أعداء خارجيين ألا وهي تمتين الجبهة الداخلية وهنا لابد من التوضيح أن للآخر الحق في تحقيق أهدافه كيفما شاء و بالطريقة التي يراها مناسبة لا بل أن احد علماء السياسة قد عرف الحرب بأنها استمرارا للدبلوماسية و لكن بطرق و وسائل أخرى و ذلك إذا ما علمنا أن الدول تستخدم الدبلوماسية لتحقيق أهدافها و مصالحها المشروعة (من وجهة نظرها) و قد تستخدم القوة أحيانا لتحقيق هذه المصالح و حمايتها.
إذن فنحن متفقون على أن غايات الآخر من إعلان الحرب على سوريا (و لأكن أكثر دقة و أقول إعلان الحرب على النظام السوري) نابعة من رغبة لدى هذا الآخر بتحقيق مصالحه السياسية و الاقتصادية و الامنية سواء اتفقنا معها أم اختلفنا , و لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هذه الأيام ماذا اعد النظام السوري لكي يواجه هذه اللحظة الحاسمة في تاريخه هل اعد العدة لهذه المواجهة و هنا الحديث لا يقتصر على البناء العسكري و التقني و التزود بالسلاح بل الحديث يتعدى هذا الأمر الهام لما هو أهم و هو الإنسان و مدى إيمانه بقضيته التي يدافع عنها و هنا لا يمكن لنا التشكيك تحت أي ظرف بمدى بسالة و شجاعة الجندي السوري و المواطن السوري الذي اثبت ذلك غير مرة و الشواهد كثيرة, إلا إننا نتحدث عن مدى تماسك الجبهة الداخلية في الوقت الراهن في ظل ما نرى و نسمع من مسيرات و اعتصامات شرائح كبيرة من أبناء الشعب السوري تطالب برحيل النظام القائم رافضة أي نوع من الحوار معه ضاربة بعرض الحائط كل الإجراءات التي قامت بها الحكومة لتحقيق الإصلاح المنشود و أضف إلى ذلك ما نسمعه هنا و هناك عن انشقاقات في الجيش السوري و تشكيل الجيش السوري الحر المعارض لسياسات النظام الحالي و غيرها من المؤشرات التي تعطي صورة قاتمة عن العلاقة بين القواعد الشعبية و النظام هناك.
و عليه فان قرع طبول الحرب بهذه الصورة و غياب العقلانية من جانب النظام السوري تجاه التحركات الإقليمية و الدولية انفة الذكر يدفعنا للمطالبة بإعلاء صوت العقل حقناً لدماء الشعب السوري الشقيق و عدم تعريضه لويلات الحرب و هي دعوة للنظام نفسه للمحافظة على وحدة و تماسك دولة شقيقة يراد لها مكروه بحجة الدفاع عن شعب اعزل بمواجهة جيش وجه فوهات بنادقه لصدور مواطنيه و هو المبرر الذي أوجده النظام السوري ذاته على الأرض عندما كابر و رفض الاعتراف بحراك الشعب السوري الشقيق و اختلق قصة فرق المخربين ليثبت لنا يوما بعد آخرأنهم أبناء سوريا الحرة و ليسوا غرباء عنها أرادوها حرية بينما أرادها النظام دموية.
و ختاما حفظ الله سوريا و شعبها الأبي من كل مكروه