هل ستختفي فزاعة الاسلاميين في قانون الانتخاب
على مدى الاربعة عقود الماضية , كانت انظمة الحكم العربية من المحيط الى الخليج تتمترس خلف الخوف من وصول الاسلاميين الى السلطة.
وفي ظل هذه السحابة دكترة انظمة الحكم نفسها وبررت كل سلوكياتها المتمثلة بتعطيل احكام الدساتير تارة وتعديلها تارة اخرى على نحو يفقدها وجودها، وتبعا لذلك اباحت لنفسها الاعتداء على حقوق الانسان من حقه في الحياة الى اي حق اخر يمكن ان يتمتع به ،وغدت الاوطان ملكا للحاكم وغدا ابناء هذه الاوطان بمثابة عبيد يعملون لدى الحاكم هذا او ذاك.
فمبدأ الشعب مصدر السلطات اندثر ولم يعد موجودا الا كتابة في بعض الدساتير، واختلط المال العام بالخاص وغدت التفرقه بينهما بالنسبة للحاكم امرا متعذرا ،اما السلطات الثلاث فقد انصهرت جميعها في شخص الحاكم , فهو من يصنع السلطة التشريعية تعيينا او تزويرا وكنتيجة حتمية يصنع السلطة التنفيذية بالالية التي يراها تخدمه وتمجده وتؤكد انه المالك لكل شيء حتى انه يتدخل في انى قرارات الادارة , ولم تكن السلطة القضائية بمنأى عنه , اذ انه الامر الناهي فيها بل ان قراراتها لا تنفذ الا اذا باركها وحتى جسم هذه السلطة غدا يتدخل فيها بشكل مباشر الامر الذي جعلها فاقدة دة لوجودها شكلا مضمونا
ولعل السؤال الذي يطفو على السطح الان هل ستختفي هذه الفزاعة بهبوب رياح الربيع العربي على الاقل في قانون الانتخابات في الاردن ؟؟!!!
لا نستطيع ان نقول ان ما حققه الاسلاميون في الانتخابات النيابية المصرية والتونسية والمغربية يعني ان هذه الفزاعة اختفت هناك وبالتالي ستؤثر حتما في الاردن ، فبالرغم من ان النجاح الذي حققه الاسلاميون في هذه البلدان , فان البعض وفي هذه البلدان نفسها يتوجس خيفة , من وصول الاسلاميين الى الحكم ويحذر من ذلك باعلى صوته
في الاردن ما زال البعض يلوح بهذه الفزاعة وهو ما يؤكده بعض الساسة الذين يشاركون في صناعة قانون الانتخاب الذي يطبخ على نار حامية ، بعيدا عن العامة وبعيدا كل البعد عن الشارع العام
انني ومع كل احترام لمن ما زال يمسك بهذه الفزاعة بكلتا يديه ويعض عليها بالنواجض اقول ان الاردن اسلاميوه وبعثيوه وشيوعيوه وكل الاطياف السياسية التي تعيش على ثراه " تؤمن ان الاردن هو ما يجب المحافظة عليه " وان الاردن صاحب رسالة الثورة العربية سيبقى في موقع القلب بالنسبة للوطن العربي ، قدره ان يبقى اردن الحشد والرباط , اردن السلم و البناء . لكن قوى الشد العكسي التي استفادت من هذه الفزاعة خلال اربعين عام مضت وشرعت الفساد اباحت المحرمات ، وغدت ترى في نفسها هي السلطة والسلطة هي ، ما زالت تمسك بهذه الفزاعة التي ارى لاوجود لها في الواقع والحقيقة
دعنا نسلم جدلا ان الاسلاميين سيحصلون على نسبة عالية من المقاعد النيابية في الانتخابات القادمة - مع انني على يقين انهم في احسن الظروف لن يحصلوا على نسبة 15% من مجموع المقاعد - اذا ان تركيبة المجتمع الاردني تختلف عن تركيبة المجتمعات في دول الجوار والوعي السياسي الاردني هو كذلك مختلف في عام 2010 عنه في عام 1989 ناهيك عن ان نظام الحكم في الاردن واليته تختلف عنها في دول الجوار العربي ، اذ ان الشعوب في تلك الدول كانت ان تفقد الامل لولا ما جرى بخلاف الامر لدينا فنحن رغم كل ما فعله بنا من وصلوا الى سدة القرار ما زال لدينا كل الامل في ان نكون وبالتالي لن يذهب ناخبنا الى صندوق الاقتراع محبطا كما ذهب غيره في بلدان الربيع العربي
ودعنا نسلم ان الاسلاميين سيتحالفون مع غيرهم ويصلون الى الحكم ماالضير الذي سيلحق بنا في الاردن ؟ ان نجحوا فهنيئا لنا ولهم ، وان فشلوا فسنحاكمهم وسيخسرون جزءا كبيرا من جمهورهم الذي قد يقف الى جانبهم في اول انتخابات
انني على عكس هؤلاء ارى ان يتسلم الاسلاميون الحكم وان يتولوا ادارة شؤون البلاد والعباد ولنرى ما هم فاعلون
اما بقاء هذه الفزاعة - التي يصر من لايريد للاردن الخير- على بقائها فانها لا تعني الا ذهابنا الى الهاوية لا سمح الله